ربما كان يوم ” الناتو” أمس هو الأكثر إثارة لما تضمنه من تصريحات في الأقوال، ومفارقات في المواقف.
البداية من البيت الأبيض الذي أعلن أن حلف شمال الأطلنطى سيعرض مسارا يتيح فى نهاية المطاف انضمام أوكرانيا الى صفوفه، لكن من دون تحديد «جدول زمني» لذلك.
مستشار الأمن القومى فى البيت الأبيض جايك سوليفان قالها صراحة: “الحلف سيحدد «مسار إصلاح لأوكرانيا»، لكن لا يمكننى تحديد جدول زمنى لذلك”.
ساليفان استبعد أى انضمام فورى لأوكرانيا بسبب صراعها المستمر مع روسيا قائلا إن ذلك «سيجر الناتو إلى حرب مع روسيا».
وأشار إلى أن هناك «الكثير من حسن النية» لدى الحلفاء المجتمعين فى قمة فيلنيوس.
زيلنسكي يندد
من اللقطات المثيرة التي جاءت في القمة التي تعقد في “لتوانيا” دعوة الرئيس الأوكرانى زيلينسكى إلى الحصول على «إشارة واضحة» من الغربيين حول احتمالات انضمام بلاده إلى الناتو منددا بما وصفه بـ«تردد» و«ضعف» الحلف فى ما يخص انضمام أوكرانيا معتبرا أن هذا الامر يشجع ما وصفه بـ «الإرهاب الروسي”، على حد تعبيره.
تركيا
من الأمور اللافتة في القمة موافقة تركيا على السماح بانضمام السويد إلى الناتو.
فبعد محادثات فى فيلنيوس مع أردوغان ورئيس الوزراء السويدى أولف كريسترسون، أعلن الأمين العام لحلف للناتو «يسرنى أن أعلن أن الرئيس أردوغان وافق على عرض بروتوكول انضمام السويد» على البرلمان «فى أسرع وقت ممكن وعلى العمل مع المجلس لضمان المصادقة» عليه، مضيفا: «إنه يوم تاريخى».
موافقة تركيا على انضمام السويد تثير العديد من التساؤلات حول الأسباب التي جعلت أردوغان يبدّل موقفه الرافض لانضمام السويد لاسيما بعد حادثة حرق القرآن، وهو الأمر الذي فسره محللون بأنه برجماتية أردوغان.
آخرون رجحوا أن تكون موافقة تركيا على انضمام السويد صفقة مقابلها انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
فرنسا تزود كييف بصواريخ
من اللقطات التي انطوت على دلالة كبيرة إعلان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أن فرنسا قررت تزويد كييف بصواريخ جديدة بعيدة المدى تسمح للقوات الأوكرانية بتوجيه «ضربات للعمق»، وهو الأمر الذي يشير إلى أن أمريكا والغرب سيكملان الحرب حتى النهاية.
إعلان فرنسا تزويد كييف بصواريخ جديدة قوبل بتنديد الكرملين الذي وصف هذا القرار بالخاطئ وأنه لن يؤثر على سير العملية العسكرية الروسية، بل سيفاقم مصير نظام كييف.
تصريح بايدن
السياسي المصري زهدي الشامي اعتبر تصريحات بايدن بأن مخزون أمريكا من الذخائر نفد فى عديد من الأنواع بسبب استمرار دعم أوكرانيا هو أخطر ما جاء في قمة الناتو وأكثرها إثارة.
وأضاف الشامي أن ما قاله بايدن ليس خبرا أو معلومات من التواصل الاجتماعي، بل إعلان بلسان رئيس أمريكا نفسه ، مشيرا إلى أن ذلك كلفه هجوما حادا عليه من منافسه الرئيسى ترامب الذى اتهمه مباشرة بخرق نظام المعلومات السرية الأمريكى ، وأنه يظهر ضعف أمريكا أمام خصومها ، كما أنه يجر العالم لحرب نووية بتزويده أوكرانيا بقنابل عنقودية.
وعن سبب توريط بايدن نفسه فى مثل تلك التصريحات؟
قال الشامي: “هذه التصريحات تعكس الخلافات التى يتم تسريب أخبارها بين أمريكا وأوكرانيا ، وهى بالتالى تمثل ردا على الرئيس الأوكرانى زيلينسكى الذى أعرب عن انتقاده للناتو بسبب عدم ضم أوكرانيا لصفوفه واصفا مواقفه بأنها عبثية ومترددة ؛ وهو قرار لن يوافق عليه بايدن مع شولتس المستشار الالمانى و ماكرون الرئيس الفرنسى، لأن ضم أوكرانيا وهى فى حالة حرب فعلية مع روسيا يعنى دخول كل تلك الدول بشكل فورى فى الحرب مع روسيا التى ستكون حينئذ حربا عالمية ونووية”.
وقال إن ما صدر عن الرئيس الأوكرانى هو طموح أعلنه زيلنسكي، لانه المخرج الوحيد له من المأزق الذى وضع فيه نفسه وبلده بالخيارات الاستراتيجية الخاطئة التى انتهجها .
وخلص الشامي إلى أنه لذلك السبب كان بايدن واضحا مرة أخرى بإعادة التأكيد انه كان منذ البداية واضحا مع أوكرانيا بأنه لن ينخرط فى حرب مباشرة مع روسيا بضم أوكرانيا للناتو .
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم