آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » ما الأسباب التي تدفع النساء للتدخين في الأماكن المكشوفة ووسائل النقل العامة؟

ما الأسباب التي تدفع النساء للتدخين في الأماكن المكشوفة ووسائل النقل العامة؟

دينا عبد  2020/11/4

استفحلت ظاهرة التدخين بين الفتيات والسيدات في المجتمع حتى أصبحت لدى بعضهن مظهراً من مظاهر «البريستيج» والموضة، وسمة من سمات التحضر والانفتاح.
هند طالبة جامعية تتحدث عن رأيها في قضية تدخين السيدات في وسائل النقل وفي الأماكن العامة فتقول: نسبة كبيرة من زميلاتي في الجامعة يمارسن عادة التدخين، ولكن للأسف يمارسنها في الخفاء وكأنهن يقمن بفعل مشبوه، لست ضد أن تدخن أي واحدة منهن، ولكن الطريقة في أغلب الأحيان تكون مرفوضة.
أما سلوى وهي معلمة فتبين بأن التدخين ليس حكراً على سن أو شريحة معينة، فهو منتشر عند العاملات وربات المنازل والشابات المتزوجات والعازبات، ولكن في رأيي أن نسبة المدخنات تزداد كلما اتجهت المرأة للعمل خارج بيتها، والسبب يعود إلى الاحتكاك مع الأخريات والشعور بشيء من الاستقلال المادي والاقتصادي.
وفي سؤالِ موجه للدكتور حسام الشحاذة – الاختصاصي النفسي والتربوي في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عن السبب النفسي والاجتماعي الذي يدفع المرأة للتدخين في الأماكن العامة بشكلٍ عام، أجاب د. الشحاذة: هناك عدة أسباب متداخلة لا يمكن الفصل بينها في معظم الأحيان، ومن أهمها:
مجالسة الرجال أو السيدات المدخنين، ووجود بعض الضغوط النفسية الانفعالية لدى المرأة، ويمكن من خلال التدخين تحقيق بعض أشكال التنفيس الانفعالي عن بعض المشاعر السلبية (وهو اعتقادٌ خاطئ بالمجمل)
ووسائل الإعلام لها دور كبير فهي تعرض بعض الدعايات أو المسلسلات أو الأفلام، التي توصل رسائل بصرية وسمعية في محتواها.. أن المرأة المدخنة ذات شخصية قوية وجذابة، وتتمتع بالاستقلال الشخصي والاجتماعي، وإيحاء بعض شركات التدخين للمرأة المدخنة بأن شخصيتها القوية ستكتمل من خلال حمل السيجارة وتنفيث الدخان من الفم والأنف بطريقة توحي بقوة الشخصية، وتقبل المجتمع الذكوري للمرأة المدخنة ضمن مجالات الدراسة الجامعية أو مجالات العمل المهنية.
وعن موقف المجتمع من المرأة التي تمارس عادة التدخين في الأماكن العامة، أضاف د. الشحاذة: إن اتجاهات المجتمع المحلي في سورية بشأن موضوع التدخين لدى المرأة هو موضوع نسبي ومتغير بتغير القيم والصور الذهنية المرتبطة بكينونة المرأة ذاتها، وهذه الصورة الذهنية غير مطلقة.
فهناك مجتمعات تستهجن قيام المرأة بممارسة عادة التدخين في الأماكن العامة، وترفضه بشدة، بل وتحاول ممارسة الرفض الاجتماعي من خلال إرسال رسائل مباشرة أو غير مباشرة للمرأة المُدخنة بأن سلوك التدخين الصادر عنها غير مقبول اجتماعياً وبالمطلق، وهذا الرفض يأتي من عدة اعتبارات أخلاقية وقيمية من جهة، ومن اعتبارات صحية من جهةً أخرى، إذ تُلاحظ ظاهرة الرفض الاجتماعي للمرأة المدخنة في المجتمعات الريفية أو المجتمعات المحافظة، والتي يصعب على أفرادها أن يتقبلوا بسهولة أي سلوك جديد مخالف للقيم وللعادات والتقاليد الموروثة، والتي تحاط فيها المرأة بصورة ذهنية متوارثة عبر الأجيال المحافظة، والتي تتلخص بضرورة محافظة المرأة على حشمتها ووقارها وخجلها..إلخ، وأنه من غير المقبول أن يخرج سلوك المرأة عن تلك الصورة الذهنية التي رسمها المجتمع لها (الأم، الأخت، المربية الفاضلة..إلخ).
وفي المقابل؛هناك مجتمعات أخرى تتقبل وجود المرأة المدخنة بين صفوفها، وتعدّ ممارسة المرأة لعادة التدخين حرية شخصية لا يمكن المساس بها أو اعتراضها، وأكثر ما يمكن فعله هنا هو تخصيص أماكن عامة للمدخنين وأماكن عامة لغير المدخنين، وتكثر هذه الظاهرة في المجتمعات المتمتعة بهامش عالٍ من الحرية والانفتاح على الآخرين، وعلى معتقدات وقيم متنوعة، والتي لا تعدّ أن عادة التدخين لدى المرأة معضلة يمكن الوقوف عندها مطولاً أو حتى مناقشتها.
أما أهم النصائح الموجهة للأسر التي لديها فتيات في مقتبل العمل (عمر المراهقة والشباب) لحمايتهن من الولوج في عالم التدخين، فيؤكد د.الشحاة على مجموعة من الاعتبارات أهمها:
أن نبين للمراهقة أو الشابة بأن ظاهرة التدخين في أي مجتمع هي ظاهرة قديمة، وموجودة، ولا يمكن تجاهلها، لكن يمكن التخفيف من آثارها، من خلال نشر الوعي الصحي والاجتماعي عن الآثار السلبية على الصحة وعلى الجنين وعلى المجتمع المحيط ، والناجمة عن ممارسة عادة التدخين.
أن نبين للمراهقة أو الشابة الآثار الاقتصادية السلبية على دخل الأسرة، نتيجة إهدار جزء مهم من النفقات المنزلية على السجائر، والتي لن تعود بأي فائدة على أفراد الأسرة.

تقديم النموذج السلوكي المناسب من قبل البالغين المهمين في حياة الشابة أو المراهقة، فلا يمكن أن تتقبل المرأة المدخنة النصيحة بترك عادة التدخين من الأب المدخن، بل لا بد لأولياء الأمور من تقديم النموذج السلوكي المثالي والصحيح و اتباع أسلوب الحوار والنقاش الوظيفي مع المراهقة أو الشابة التي بدأت بممارسة عادة التدخين، بتبيان السلبيات الناجمة عن التدخين، والإيجابيات الناجمة عن الإقلاع عن التدخين، وعدم اللجوء إلى القمع أو التعنيف اللفظي أو الجسدي لدفع المراهقة أو الشابة للإقلاع عن عادة التدخين، فقد تلجأ إلى التدخين في الخفية.

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...