فوائد الدهون الثلاثية لجسم الإنسان لا تُخَفَّى، لكن عندما ترتفع مستوياتها تنذر بالخطر على الصحة. عند تناول الطعام، يتم استيعاب السعرات الحرارية الزائدة التي لا يحتاج الجسم إليها حاليًا ويتم تحويلها إلى دهون ثلاثية، مما يؤدي إلى زيادة مؤقتة في مستوياتها في الدم. وعندما يحتاج الجسم إلى طاقة بين الوجبات، فإنه يستخدم هذه الدهون كمصدر للطاقة. ولكن إذا لم تحتاج الخلايا لهذه الطاقة، فإن الدهون الثلاثية ستتراكم وتخزن في الجسم.
للأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر إضافية، يُعتبر إجراء اختبارات منتظمة لمستويات الدهون الثلاثية ضروريًا. حيث يمكن للأطباء تحديد متى تبدأ مستوياتها في الارتفاع والتحقق من المشاكل الصحية المرتبطة بها، ومنها ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
في محاولة لخفض مستويات الدهون الثلاثية، تعد التغييرات الغذائية وزيادة النشاط البدني الحلا الأول. وقد يقترح الأطباء أحيانًا استخدام الأدوية للمساعدة في تحقيق هذا الهدف.
أعراض ارتفاع الدهون الثلاثية
ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الجسم لا يسبب عادة أعراضًا واضحة بشكل عام، وللتأكد من مستويات هذه الدهون والبحث عن العلاج المناسب يتم إجراء اختبارات الدم.
ومع ذلك، قد يشعر بعض الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية جداً من الدهون الثلاثية ببعض الأعراض الجسدية، مثل آلام في الجزء العلوي من البطن وظهور الورم الأصفر وتغير لون الأوعية الشبكية إلى اللون الأبيض والتهيج.
من الأعراض المحتملة لارتفاع مستويات الدهون الثلاثية أيضاً، التهاب البنكرياس الحاد الذي يتسبب في آلام شديدة في البطن ويمكن أن يترافق مع الغثيان والقيء وارتفاع سرعة ضربات القلب وانتفاخ البطن.
بعض الأشخاص المصابين بارتفاع الدهون الوراثي الثلاثية قد يلاحظون ظهور الأورام الصفراوية البركانية، وهي نتوءات صغيرة صفراء أو حمراء تحدث عند تراكم الدهون تحت سطح الجلد، وتكون عادة في المرفقين أو المفاصل أو الأوتار أو الركبتين أو اليدين أو القدمين أو الأرداف.
تلوّن الأوعية الشبكية هو أيضًا من الأعراض المحتملة لارتفاع الدهون الثلاثية في الجسم، حيث يحدث تغيير في لون شبكية العين وقد تظهر كريمية ورقيقة.
أحيانًا، يمكن للأشخاص المصابين بزيادة الدهون الثلاثية أن يعانوا من أعراض عصبية معينة مثل التهيّج.
من المهم إجراء فحص الدم المنتظم لمستويات الدهون الثلاثية للكشف المبكر عن أي تغيرات والعمل على التخفيف من المخاطر المحتملة للصحة.
ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الجسم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات صحية مهمة، منها تصلب الشرايين. عندما ترتفع مستويات الدهون الثلاثية بشكل مستمر، تتداخل مع مواد أخرى في الدم مثل الكوليسترول، وتتماسك على جدران الشرايين مما يؤدي إلى تضييقها وانسدادها.
تصلب الشرايين يُعَد عاملاً خطيرًا يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، النوبة القلبية والسكتة الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لارتفاع الدهون الثلاثية أن يزيد من خطر حدوث مشاكل في الأعضاء الأخرى، مثل تراكم الدهون في الكبد أو البنكرياس، مما يمكن أن يؤدي إلى التهاب واختلال وظيفي في هذه الأعضاء إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب.
بعض الدراسات أيضًا أشارت إلى أن ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم حتى بشكل خفيف إلى متوسط يمكن أن يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس.
لذلك، من المهم مراقبة مستويات الدهون الثلاثية واتخاذ إجراءات مناسبة للسيطرة عليها، بما في ذلك التغيير في نمط الحياة الغذائية والنشاط البدني، وفي بعض الحالات يمكن أن يوصي الأطباء بالأدوية لمساعدة في تحسين مستويات الدهون وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بها.
لتشخيص مستويات الدهون الثلاثية في الجسم، يتم إجراء فحص دم يكشف عن تركيز هذه الدهون في الدم. عند إجراء هذا الفحص، يكون من الأفضل أن يتم الصيام لمدة 8-12 ساعة قبل أخذ العينة الدموية، وهذا يعني عدم تناول أي طعام أو شراب ما عدا الماء خلال هذه الفترة.
تشمل الفحوص الشاملة للدهون في الجسم أيضًا فحص مستوى الكوليسترول الكلي والبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) المعروف أيضًا بالكوليسترول “الضار” والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) المعروف أيضًا بالكوليسترول “الجيد”.
هذه الفحوص الشاملة تُجرى عادةً لتقييم مستوى الدهون وتحديد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويُعتبر مستوى الدهون الثلاثية الطبيعي في الصيام أقل من 150 مجم/ديسيلتر. يعد تشخيص مستويات الدهون الثلاثية مهمًا للكشف المبكر عن أي تغييرات غير طبيعية واتخاذ إجراءات مناسبة للسيطرة عليها والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم