- أيهم مرعي
- الجمعة 6 تشرين الثاني 2020
على وقع السباق الانتخابي المحموم بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، لا يخفي السياسيون الأكراد تفضيلهم حلول الأخير في البيت الأبيض، مُرجعين ذلك إلى سياسة ترامب المتقلّبة تجاههم، بالإضافة إلى تساهله مع تركيا، وفسحه المجال أمامها لمهاجمة مناطقهم في عملية «نبع السلام» العام الماضي
ويرى معظم الأكراد أن تلك التصريحات تنبئ بدعم واسع سيُسديه بايدن إليهم في حال وصوله إلى البيت الأبيض، وفي نيّته الإسهام في توفير دعم أميركي مستقبلي أكبر لهم في المنطقة. ويَظهر التوقّع المتقدّم في معظم التحليلات والقراءات في المواقع الإعلامية الكردية للانتخابات الأميركية، وتداعياتها على الملف السوري. وفي هذا الإطار، يصف تقرير نُشر في موقع «ولاتي نيوز» الكردي، ترامب، بأنه «أسوأ رئيس أميركي تعاطى مع القضايا الكردية، وظهر ذلك في موقفه من استقلال إقليم كردستان العراق، وسماحه لأردوغان بالهجوم على عفرين، ولاحقاً رأس العين وتل أبيض واحتلالها، واستمرار التهديد لبقية المناطق». ويضيف التقرير: «مقابل ذلك، يبدو بايدن أبعد من التفاهم مع أنقرة، والسماح للفصائل المسلّحة التابعة لها بأخذ دور أكبر، خاصة أنه لم يكن موافقاً على تسليح الفصائل المسلحة، وإسقاط الأسد». ويتابع أن «بايدن مشجّعٌ لإنهاء الحرب في سوريا، وقد يَعقِد صفقات مع الأسد وطهران وحتى روسيا أيضاً». من جهته، يعتبر «المركز الكردي للدراسات»، في دراسة منشورة منذ عدّة أيام، أنه «لم يعد الأمر مهماً إذا ما أسفرت الانتخابات عن انتصار ترامب أو هزيمته، فالواقع الإقليمي الذي نتج من قرارات ترامب، ضدّ مصالح حلفائه، لن يَتغيّر بعد الانتخابات، فأميركا بعد ترامب لن تَتغيّر بعد الانتخابات، لكن يمكن لصانعي القرارات التخفيف من التداعيات السلبية للقرارات السابقة». ويرى المركز أن «نجاح ترامب سيعني أن المنطقة برمّتها ستتراجع من حيث الأهمية في السياسة الأميركية، مع تأليب القوى المهدِّدة للوجود الكردي ضدّ الإدارة الذاتية وقسد، بسبب هشاشة الوجود الأميركي».
غالبية التعليقات الكردية تُبدي تأييداً للمرشح الديمقراطي جو بايدن
وفي موازاة القراءات الكردية لمشهد الانتخابات الأميركية، استبعد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، في تصريحات إعلامية، أن «يكون لنتائج الانتخابات الرئاسية في بلاده أيّ تأثير على تواجدها العسكري في سوريا، بغضّ النظر عن المرشح الفائز». وقال جيفري: «أيّاً كان الفائز، لا أتوقع حدوث أيّ تغيير في نقاط تواجد الوحدات العسكرية الأميركية في سوريا، ولا في العقوبات المفروضة على نظام الأسد، ولا في إرادة واشنطن طرد إيران من سوريا». وأشار جيفري إلى أن «بلاده تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، ونريد أن نرى خروج وحداتهم من سوريا، إذ يُعدّ وجودهم شمال شرق سوريا السبب الرئيس في توتر العلاقات مع تركيا».
وفي هذا السياق، يلفت مدير «المركز الكردي للدراسات» في ألمانيا، نوّاف خليل، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «الوجود الأميركي في سوريا أدى إلى دحر داعش من كوباني حتى الباغوز، وأسهم في استقرار المنطقة»، معتبراً أن «استمرار هذا الوجود سيؤدّي حتماً إلى منع أيّ هجوم إقليمي أو دولي جديد على المنطقة، وسيسهم في استمرار تقديم الدعم العسكري والتدريب لقسد والمنظّمات المدنية». ويشدّد على أنه «يجب تمثيل الأكراد في الاجتماعات الدولية الخاصة بحلّ الأزمة السورية، ليكون تتويجاً للدعم العسكري». وحول الموقف الكردي من الانتخابات الأميركية، يوضح خليل أن «الأكراد يميّزون بين موقف ترامب وسياسته تجاه المنطقة، وموقف بقية مؤسسات الإدارة الأميركية». ويرى أن «موقف بايدن من حكومة أردوغان يكشف عن إصراره على عدم تقديم أيّ تنازل لتركيا في الملف الكردي»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «الأكراد سيتعاملون مع مَن سيفوز بالانتخابات، أيّاً كان». ويرجّح خليل أن «تكون سياسة بايدن تجاه سوريا والمنطقة والأكراد مختلفة عن سياسة ترامب». وفي تعليقه على تصريحات جيفري التي دعا فيها إلى خروج «العمال الكردستاني» من سوريا، يصف خليل، المبعوث الأميركي، بأنه «لا يحظى بشعبية كبيرة، وهذه التصريحات مرفوضة على الصعيد الشعبي الكردي»، ملمّحاً إلى انحياز جيفري إلى تركيا من خلال وصفه «قتلى الجيش التركي في سوريا بالشهداء»
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)