راديو “فرانس إنفو” الفرنسي يقول إنّ النيجر تعاني من عدم الاستقرار والهجمات المسلّحة، ويعتبر الانقلاب فيها الثالث في منطقة الساحل الأفريقي منذ 2020.
ِأفاد راديو “فرانس إنفو” (Franceinfo) الفرنسي، اليوم الجمعة، بأنّ النيجر، وهي دولة فقيرة لها تاريخ من الانقلابات، وتعاني من عدم الاستقرار والهجمات المسلّحة، هي واحدة من آخر حلفاء فرنسا في منطقة الساحل.
ويعتبر الانقلاب في نيامي الثالث في هذه المنطقة منذ 2020، بعد وصول جنود إلى السلطة في مالي وبوركينا فاسو.
وتابع الراديو أنّ الوجود العسكري الفرنسي “يبدو معلّقاً في المنطقة أكثر من أي وقت مضى، إذ تشير التقديرات إلى أنّ هناك نحو 1500 إلى 2000 جندي فرنسي في البلاد”، مشيراً إلى أنّه “إذا اتبع الانقلابيون في نيامي جيرانهم، فيمكنهم بسرعة مطالبة فرنسا بالمغادرة”.
وعلى المدى القصير والمتوسط، يمكن أن تختفي فرنسا تماماً من المشهد في الساحل الأفريقي، وبالتالي التوقيع على نهاية ما يسمى “Françafrique” (المستعمرات الفرنسية السابقة في أفريقيا جنوب الصحراء) في هذا الجزء من القارة، وفقاً لـ”فرانس إنفو”.
بدوره، أكد الصحافي المتخصص في الشؤون الأفريقية، أنطوان جلاسر، أنّه “لا يوجد حل احتياطي في المنطقة”، وهذا يعني أنّ بعض الجنود الفرنسيين “سيعودون إلى فرنسا”.
وذكر “فرانس إنفو” أنّه قبل هذا الانقلاب، كان الاتجاه بالفعل نحو خفض عدد الجنود الفرنسيين في منطقة الساحل وفي هذا الجزء من أفريقيا، إذ كانت رغبة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، سحب القوات من الغابون أو السنغال أو حتى ساحل العاج، لكن الأحداث الأخيرة في النيجر قد تزيد من تسريع هذا الاتجاه.
وسبق أن أعلن عسكريون في جيش النيجر، عزل رئيس البلاد، محمد بازوم، وإغلاق الحدود البرية والجوية وفرض حظر التجوال.
وحذّر الجيش من أن “أي تدخل عسكري خارجي، من جانب أي طرف، ستكون له عواقب وخيمة لا يمكن السيطرة عليها، ويؤدي إلى فوضى في البلاد”.
وفي أعقاب الانقلاب العسكري، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، تعليق المنظمة عملياتها الإنسانية في النيجر.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن رئيس الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تياني، وعبر التلفزيون الرسمي في النيجر، أنّه أصبح رئيساً لمجلس انتقالي يحكم البلاد.
وتُعدُّ النيجر، وهي دولة غير ساحلية في غربي أفريقيا، من أكثر البلدان التي تعاني انعدام الاستقرار في العالم. وشهدت 4 انقلابات منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1960، بالإضافة إلى عدد من محاولات الانقلاب. وكان آخر الانقلابات في شباط/فبراير 2010، والذي أطاح الرئيس مامادو تانجا.
وكانت آخر محاولة انقلاب قبل يومين من حفل تنصيب الرئيس الحالي، محمد بازوم، في آذار/مارس من عام 2021.
وفاز بازوم (63 عاماً)، وهو حليف وثيق لفرنسا، بحصوله على 55% من الأصوات في الدورة الثانية من الانتخابات، التي نظمت في شباط/فبراير 2021، في مقابل 44% من الأصوات حصل عليها خصمه، محمد عثمان، مرشح المعارضة، الذي سبق أن حكم البلاد في تسعينيات القرن الماضي.
سيرياهوم نيوز1-الميادين