syriahomenews أخبار سورية الوطن
بيّن استطلاعٌ للرأي العام نشرته ليلة أمس الجمعة القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أنّ 33 بالمائة من سكُان كيان الاحتلال يُفكِّرون بالهجرة من إسرائيل والانتقال للعيش في أوروبا وأمريكا بسبب نية الحكومة المتطرفة تحويل كيان الاحتلال إلى دولةٍ ديكتاتوريّةٍ قائمةٍ على الشرع اليهوديّ والفوقيّة اليهوديّة.
في السياق عينه، يتجِّه كيان الاحتلال إلى معايشة نكبة صحيّة حقيقيّة، بعدما أبدى 500 طبيب إسرائيليّ نيّتهم الهجرة إثر الأزمة التي سبّبتها التعديلات القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، والتي استهدفت أساسًا إضعاف القضاء.
عزم الأطباء الصهاينة هذا أُعلن، خلال اجتماع طارئ، عقده المدير العام لوزارة الصّحة الإسرائيليّة موشي بار سيمان طوف وكبار المسؤولين في جهاز الصّحة، مع ممثلين عن النقابة الطبيّة على خلفيّة المخاوف من موجة هجرة الأطباء.
وطبقًا لصحيفة (هآرتس) العبريّة، فقد أكّد مسؤولون صهاينة، في جهاز الصّحة الإسرائيلي، أنّه: “حتى لو كان عدد المغادرين لا يتجاوز الـ 300 طبيب، فمن المتوقّع أنْ تكون الأزمة معقّدة وصعبة؛ لأنّ بعض الأطباء المغادرين لتخصّصاتهم نادرة، ولا تضمّ عددًا كبيرًا”.
إذ بعدما أشارت التقارير، مؤخرًا، إلى ازدياد مساعي الأطباء الإسرائيليين للهجرة، قدم مسؤولون إماراتيون عروضًا مغرية من أجل استقطاب بعضهم. وبحسب القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، انضمّ آلاف الأطباء إلى مجموعة دردشة على تطبيق (واتس آب) لطلب المشورة بشأن كيفيّة الهجرة إلى الخارج، وبدأ بعضهم في تلقي عروض مربحة للانتقال إلى دولة الإمارات العربيّة المتّحدة.
علاوة على ما ذُكِر، أوضحت القناة العبريّة في تقريرها أنّ العروض جاءت من مصادر رسميّة في الإمارات وكذلك البحرين، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ شروط العروض التي تقدّمها الإمارات تشمل راتبًا أعلى بثلاث مرات من المعتاد، في كيان الاحتلال، وفرصًا تعليميّة لأطفال الأطباء و”تأشيرة ذهبيّة” تسمح بإقامة طويلة الأمد ومزايا أخرى. ولم يفت القناة الإشارة إلى أنّ أطباء من الكيان أبدوا اهتمامًا كبيرًا بالعروض.
هذا، وقد أثار احتمال هجرة الأطباء إلى الخارج قلق مسؤولي الصّحة، في كيان الاحتلال. وبناء عليه؛ أُطلقت مجموعة دردشة في “واتساب” للأطباء الذين يسعون للحصول على المشورة بشأن الهجرة إلى الخارج، بعد أنْ أقرّ الكنيست قانونًا للحدّ من الرقابة القضائيّة على الحكومة الأسبوع الماضي، وقد انضم إليها ما لا يقلّ عن 3000 طبيب، كما أكّدت المصادر الإسرائيليّة الرفيعة للتلفزيون العبريّ.
إلى ذلك قال تقريرٌ نشرته صحيفة (هآرتس) العبريّة إنّه في حين أنّ خطط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو لتقليص سلطات المحكمة العليا بشكل كبير قد أرسلت مئات الآلاف إلى الشوارع، فإنّ إسرائيليين آخرين يحذرون من تهديدٍ أكبرٍ، وهو جهود الحكومة لإعادة تعريف (مَنْ هو اليهودي).
ونقل التقرير عن بعض قادة المجتمع توضيحهم أنّ جهود الحكومة الحالية “المتشددة دينيًا” لتشديد قانون الهجرة إلى إسرائيل سيجعل من الصعب على العديد من اليهود الهجرة إليها، علمًا أنّه في السنوات الأخيرة، ووفقًا لإحصائياتٍ رسميّةٍ إسرائيليّةٍ، فإنّ نسبة المهاجرين إلى دولة الاحتلال تراجعت بنسبة عشرين بالمائة.
وشهدت معدلات هجرة اليهود إلى الكيان تراجعًا غير مسبوق في النصف الأول من عام 2023، وذلك في ظل التوتر الأمني وتصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية بالضفة الغربية، والأزمات الداخلية التي تعصف بإسرائيل.
وحسب بيانات وزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية، والوكالة اليهودية؛ فقد انخفضت الهجرة إلى فلسطين بشكلٍ حادٍّ في النصف الأول من العام الجاري، حيث تراجعت نسبة استقدام اليهود بنحو 20 بالمائة من أمريكا وأوروبا.
ووفقًا لتقديرات المحللين، فإنّ ذلك يعود إلى تصاعد التوتر الأمنيّ والمقاومة الفلسطينيّة في الضفّة الغربية المحتلة، الذي تسبب في مقتل 29 إسرائيليًا، أغلبهم من المستوطنين وجنود الاحتلال، بالإضافة إلى خطة حكومة بنيامين نتنياهو تجاه التعديلات في الجهاز القضائي؛ وهو ما جعل إسرائيل وجهة غير مرغوبة للهجرة.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم
