آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » ماذا لو «حذفتم» الناس من الوجود؟

ماذا لو «حذفتم» الناس من الوجود؟

| شفيق طبارة

«إذا أدت نقرة بسيطة منك على كاميرا الهاتف المحمول إلى اختفاء أي شخص، فمن ستختار؟ «إيم» و«لي لي»، تجمعهما علاقة عاطفية. يعيش الاثنان علاقة غير سعيدة مع زوجَيْهما. عندما يقع هاتف «سحري» في يدهما، يقرّران استخدام هذه القوّة الخارقة لـحذف شريكَيْهما من الحياة وبدء حياة جديدة. لكن الأمور ليست سهلة كما تبدو…». يجعلك ملخص مسلسل «حذف» (Delete)، الذي يُعرض على نتفليكس، ترغب في مشاهدة العمل. إذ تدور القصة حول الجوانب المظلمة للطبيعة البشرية، وخصوصاً عندما تلعب العلاقات المعقّدة دوراً فيها، بما في ذلك الخيانة. تدور القصة بأكملها حول هاتف خليوي تستطيع كاميرته حذف شخص ما، أي أنّ الشخص الذي تم تصويره يتم حذفه من دون أثر. يبدأ المسلسل بطريقة مرعبة. تقترب شابة من امرأة في السوبرماركت وتطلب منها التقاط صورة لها. تمت الموافقة على الطلب، وتختفي الشابة تاركة المرأة خائفة وبيدها الهاتف.

يغمر المسلسل التايلاندي «حذف» المشاهدين في عالم من الأسرار والاختيارات المعقدة والقدرة على محو شخص ما من الموجود. من خلال قصة جذابة تتخطى الحدود بين الأنواع من الحركة والدراما وطبعاً الخيال العلمي. في ثمان حلقات، تراوح مدّة كلّ منها بين 35 و45 دقيقة)، وتحمل عنواناً مختلفاً («حب»، «ثقة»، «زيف»، «كراهية»، «حقيقة»، «ألم»، «غضب»، «أسرار»)، يقضي العمل الدرامي الكثير من الوقت في خلق قصص فرعية، لا تثير الكثير من الاهتمام، ولكن في النهاية تتلاءم القطع كلها معاً لتجعل القصة الرئيسية مفهومة.

النص المتقن الصنع، والحلقات المليئة بالمفاجآت، يجعلان السلسلة تقف على حدة في بحر الإنتاجات المتاحة اليوم على المنصة، مع أنّ الحبكة معقدة بعض الشيء، لكنّها مقدمة بذكاء وتماسك، ولا تترك أي نهايات فضفاضة. الحوارات الحادة تضيف طبعات من العمق إلى القصة، ومعها النهج المتفرّد الذي تعتمده السلسلة في إبقائنا بعيدين عن التعاطف مع الشخصيات. لذلك لا نطوّر الكثير من التعاطف معها لسبب واحد، وهو أنّها كلّها معرّضة للاختفاء في أي لحظة. أضف إلى ذلك أنّ دوافعها مشوشة، ما يجعلنا مشوشين مثلها.

بالنسبة إلى معظم الموسم (هناك تلميحات إلى وجود موسم ثانٍ)، تتناسب إمكانات «حذف» ليكون مسلسلاً جديراً بالاهتمام بالفكرة الرئيسية التي يحملها. وينقذ النص نفسه من خلال عدم تكلف عناء شرح ماهية هذا الهاتف أو ما يحدث للأشخاص الذين يتم تصويرهم به. إنهم يختفون وهذا كل شيء. يبدأ «حذف» بشعور الفضول والخوف ثم تأتي الحلقة الأخيرة بمفاجآت عند التعامل مع الشعور بالذنب. أما الحلقات الأخرى، فتمنح السلسلة التوتر والتشويق الكافيين ولو أنّه في بعض الأوقات نجد أن المسلسل يكافح من أجل التقدم.
يغوص المسلسل في أعماق عالم الخيال العلمي، وكأنه ولد من أولاد سلسلة «بلاك ميرور» (المتوافرة على نتفليكس)، ويعكس مفهوم الهوية والأخلاق والحدود الأخلاقية للتكنولوجيا. تتجاوز السلسلة مجرد كونها سلسلة ترفيهية عائلية، لتثير أسئلة حول التقدم التكنولوجي وتأثيراته على المجتمع. من خلال استكشاف موضوعات الخصوصية والتحكم بالمعلومات وتأثير التطور في حياتنا، تدعونا إلى التفكير في المعضلات التي نواجهها اليوم، وخصوصاً ذلك الذي نحمله في أيدينا كل يوم.

 

 

سيرياهوم نيوز3 – الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...