وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مرسوماً يقضي بتعليق بعض أحكام الاتفاقيات الضريبية لروسيا مع الدول غير الصديقة، بما في ذلك الولايات المتحدة، على حين أعلنت موسكو أن لديها القوة الكافية لسحق أعدائها وستحقق السلام الذي تريده بشروطها، في حين دعت وزارة الخارجية الروسية جورجيا إلى انتهاج مسار أكثر إيجابية في مناقشات جنيف حول الأمن والاستقرار في منطقة القوقاز، وأعلنت الدفاع الروسية بدورها مواصلة الجيش الروسي تقدمه في مقاطعة خاركوف في أوكرانيا.
وحسب وكالة «سبوتنيك»، جاء في نص المرسوم الذي وقعه بوتين: «انطلاقاً من الحاجة إلى اتخاذ ردود فورية على قيام عدد من الدول الأجنبية بإجراءات غير ودية ضد روسيا ومواطنيها وكياناتها القانونية، تقرر تعليق الأحكام التالية من الاتفاقيات الدولية لروسيا والاتفاقية المبرمة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية بشأن تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي على ضرائب الدخل ورأس المال».
إضافة إلى ذلك، أصدر بوتين تعليمات إلى وزارة الخارجية الروسية بأن ترسل إخطارات إلى الدول الأطراف في المعاهدات الدولية مع روسيا بشأن تعليق أحكام المعاهدات الضريبية، وأن تقدم الحكومة إلى مجلس «الدوما» مشروع قانون بشأن تعليق الأحكام.
بدوره، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف، أن روسيا لديها القوة الكافية لتحقيق جميع أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا، كما فعلت في آب 2008 وواجهت العدوان الجورجي.
وكتب مدفيديف على «تلغرام»: بمناسبة الذكرى الـ15 لصدّ العدوان الجورجي على أوسيتيا الجنوبية وتحرير الجيش الروسي لها: «من الواضح أن الولايات المتحدة وأتباعها كانوا يفتقرون إلى الخبرة. اليوم يشنون مرة أخرى حرباً إجرامية بالوكالة، في محاولة لإزالة روسيا عن وجه الأرض، منظومة «ناتو» بأكملها تحاربنا بشكل علني».
وأضاف: «لدينا القوة الكافية لتحقيق جميع أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا، كما فعلنا في آب 2008، سنسحق أعداءنا، وستحقق روسيا السلام بشروطها، النصر لنا».
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بمناسبة الذكرى الـ15 لصدّ العدوان الجورجي على أوسيتيا الجنوبية: «نتوقع نهجاً أكثر إيجابية من الجانب الجورجي. ولا شك أن التوصل إلى اتفاقات مستقرة في مجال الأمن يصب في مصلحة دول المنطقة».
وأكدت أن روسيا مقتنعة بأن ضمان الأمن الدائم في منطقة القوقاز «لا يمكن تحقيقه إلا إذا تم إبرام اتفاق ملزم قانوناً بعدم استخدام القوة بين جورجيا من جهة، وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية من جهة أخرى، وترسيم الحدود بينها».
وأشارت إلى أن الدول الغربية تحاول اختبار مناقشات جنيف، حيث تصر على إلغاء عدة جولات من المشاورات تحت ذرائع مختلفة وواهية.
وأضافت: «إدراكهم للمخاطر المتزايدة على الأمن الإقليمي بسبب الحوار المتقطع أجبرهم على العودة إلى العمل بالصيغة السابقة، ونتوقع ألا يخضع سير الاجتماعات وجدول أعمال المفاوضات في المستقبل للظروف السياسية».
وهاجم الجيش الجورجي في الثامن من آب من عام 2008 بدعم من وتحريض من «ناتو» أوسيتيا الجنوبية، وردت روسيا التي تحتفظ بقوات لحفظ السلام هناك، بإطلاق «عملية إرغام جورجيا على السلام» التي خلصت في غضون خمسة أيام إلى دحر الجيش الجورجي ووصول الدبابات الروسية إلى مشارف العاصمة الجورجية تبليسي.
في الغضون، أعلنت وزارة الدفاع الروسية قصف مركز قيادة عسكري أوكراني في بوكروفسك شرق أوكرانيا، وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف «في منطقة بلدة كراسنوارميسك: تعرّض مركز قيادة متقدم لفوج خورتيتسيا الأوكراني للقصف»، وذلك وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس».
وفي البيان اليومي حول سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الروسي واصل تقدمه في مقاطعة خاركوف وقضى على مئات الجنود الأوكرانيين.
وأشارت الوزارة الروسية إلى سيطرة الجيش على مواقع جديدة في مقاطعة خاركوف شرق أوكرانيا، وإحباط جميع محاولات قوات كييف للهجوم على مختلف الجبهات، وقالت: إن قوات «الغرب» سيطرت على مواقع جديدة على محور كوبيانسك كي تعزز مواقعها في بلدة أولشانا بخاركوف.
وأشارت إلى تدمير مدرعات ومدافع D-20 هناك، مؤكدة أيضاً تدمير 3 مستودعات ذخيرة للجيش الأوكراني في مقاطعتي زابوروجيه وخاركوف.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن