سلمان عيسى
لا انكر ان ما صدر من نتائج لإجتماع الحكومة الاخير، لناحية دعم الانتاج الزراعي -رغم انه جاء متأخرا-يمكن البناء عليه مبدئيا لحين – اليقين بمقولة ( من جرّب المجرّب ) – او رمي هذه المقولة وراءنا والسير نحو تنفيذ تلك المقررات ..
من النتائج الجيدة التي بوشر بتنفيذها، ما يتعلق بالانتاج الحيواني وتحديدا انتاج الفروج والبيض .. حيث صدر عن وزارة الزراعة قرار يقضي باستثمار المداجن غير المستثمرة المرخصة و غير المرخصة على ان يمنح اصحاب هذه المداجن او مستثمروها وثيقة استثمار وتربية معتمدة لدى مديريات الزراعة اما بالنسبة للمداجن غير المرخصة وغير المستثمرة فيتم منح الوثيقة بعد تقديم طلب الى مديريات الزراعة وحدد القرار صلاحية الوثيقة بدورة تربية واحدة يمكن تجديدها دوريا ..ويستفيد المربون الذين يمتحون هذه الوثيقة من الدعم الحكومي المقدّم لهذه المداجن مثل المحروقات والاعلاف والكهرباء .. على ان تتضمن الوثائق التي سيقدمها المربي فواتير شراء مستلزمات الانتاج مثل الصوص والعلف ..
يأتي ذلك بعد ان تيقنت الحكومة ان ٣٠ % من المداجن المرخصة هي التي تعمل فقط لأسباب متعددة اهمها غلاء مستلزمات الانتاج .. وان ٣٠ % من المداجن هي غير مرخصة وبالتالي هي غير مستفيدة من الدعم وان نسبة كبيرة منها متوقفة عن الانتاج ..
قد يكون هذا القرار بداية لاعادة مشكلة الدواجن الى واجهة عمل وزارة الزراعة .. و بداية لحل مشكلة الدواجن .. لأن في هذا القرار عبارات تدعو للخوف والتوجس .. منها لماذا الدعم لدورة تربية واحدة .. حتى لو كان يمكن تجديدها، لماذا لا تكون دائمة ولكل دورات التربية .. ونتحدث هنا عن المرخصة وغير المرخصة ..
ولماذا لا يحتوي هذا القرار على اشتراط مهم جدا وهو ترخيص المداجن غير المرخصة والتخفيف من الاشتراطات غير الضرورية للترخيص كشرط المسافة مثلا .. نقول ذلك بكل ثقة ان بالامكان ذلك .. كيف ..؟
طالما سمح لهذه المداجن غير المرخصة بتقديم طلبات للاستثمار .. مع التأكيد على المربين تقديم ثبوتيات التربية مثل فواتير الصوص والاعلاف .. هذا يعني انه مسموح بالتربية بدون شروط … صحيح ان هذا قد يحل مشكلة القلة في الانتاج مؤقتا .. لكن ذلك .. وفي حال انتهاء مفاعيل القرار قد يؤدي الى امكانية العودة الى نفس المشكلة حينما يستقر السوق ..؟!
من النتائج الطيبة التي يمكن الحديث عنها، هو اهتمام الحكومة بانتاج الذرة التي اهملته لموسمين متتالين، فرغم الانتاج الوفير من الذرة في الموسم الماضي لم تقدم الحكومة سوى الاعذار عن التسويق والتجفيف .. والعصر ايضا، لكنها اليوم كانت اكثر حماسا عندما وجهت مؤسسة الاعلاف بضرورة تسويق الموسم وبذات الوقت سمحت بتجهيز المجففات ولو بطاقات انتاجية قد لا تلبي الغرض .. لكنها بداية صحيحة للمواسم القادمة .. واعتقد ان اهم دوافع اصدار القرار الذي تحدثنا عنه آنفا هو اننا بانتظار موسم من الذرة غير مسبوق يتيح تدخل مؤسسة الاعلاف بكل جرأة اذ ان ذلك سيوفر الكثير من الكلف خاصة كلفة الاستيراد، علما ان الذرة تشكل اكثر من ٥٥ – ٦٠ % من الخلطة العلفية .. هذا يعني انه قد اتيحت فرصة شراء هذه النسبة من الخلطة بالليرة السورية وليس بالعملة الصعبة ..
دعم القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني يحتاج الى مستلزمات كثيرة تعجز عن تأمينها الحكومة حتى الآن .. وتعتبرها مكلفة جدا، اهمها المحروقات والاسمدة والمبيدات والعملة الصعبة لاستيراد مستلزمات الانتاج .. فهل ستنجح الحكومة في وعودها التي اوردناها في مقدمة هذه الزاوية .. ام ان منهجها مازال طرح الشعارات .. لا نعتقد انها تراهن على ان ذاكرة ( اولادها ) مثقوبة ..؟!
(سيرياهوم نيوز3-خاص)