ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة”، يبدو أن هذه القاعدة هي التي تعكس بشكل صحيح نهج وعمل المقاومة داخل الأراضي الفلسطينية، بعد أن فشلت كل الحلول السياسية في استعادة حقوق الفلسطينيين في ظل ممارسات قمع وقتل وسرقة إسرائيلية لا تتوقف منذ عشرات السنيين وفاقت خطورتها جميع الخطوط الحمراء.
ما تعيشه مدن الضفة الغربية المحتلة هذه الأيام يمكن تسميتها بـ”كرة غضب مشتعلة”، فجميع الظروف والمؤشرات التي ترسمها وتضعها إسرائيل بجانب الحصار والتضييق والخناق وعمليات القتل بدم بارد والسرقة التي تُمارس بشكل يومي على كل ما هو فلسطيني، سيولد حالة انفجار كبيرة ستأكل الأخضر واليابس.
فلم تجّف دماء الصهاينة في حوّارة بنابلس حتى باغتتهم رصاصاتُ الخليل، فمزّقت أجسادهم، لتوصل رسالة بأنه لا أمان للاحتلال ومستوطنيه في أي شبر على أرض الضفة الغربية، وأن رصاصات الرّعب ستحضر في كل زمانٍ ومكانٍ تلاحق القتلة والمجرمين.
فباتت إسرائيل تتلقى ضربات المقاومة “القاسية” واحدة تلو الأخرى، في حين أن هذا التطور بات سيناريو مرعب ولغزًا محيرًا للاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن العمليات الأخيرة التي شهدت عمليات إطلاق نار وقتل المستوطنين، شهدت جميعها فرار المنفذين من مكان العملية بطرق ذكية ومدروسة، وفشل الاحتلال في الوصول لطرف خيط صغير يدل على المنفذين.
وفي أقل من 72 ساعة على عملية “حوارة” البطولية والتي أدت الي مقتل مستوطنين، سجل المقاومين اليوم الاثنين انتصارا ً جديداً في الخليل بعد أن أدت عملية إطلاق النار البطولية الي مقتل مستوطنة وإصابة 6 أخرين بينهم خطيرة.
ad
-
تطورات خطيرة
العملية البطولية الأخيرة التي أدت لمقتل المستوطنة، تتزامن مع إحياء الذكرى الـ54 لإحراق المسجد الاقصى المبارك، ليبعث منفذوها رسالة ان المساس بالمسجد الاقصى خط أحمر يقابل بالدم.
وكان المقاومون نفذوا عملية بطولية في حوارة يوم السبت الماضي أدت لمقتل مستوطنين، بعد ان تمكن المقاومين من اطلاق النار على المستوطنين في مغسلة في حوارة.
وترفع عملية اطلاق النار في الخليل قتلى الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام لـ34 قتيلاً .
هذا وحذر الجيش الإسرائيلي من الأوضاع في الضفة الغربية، وقال إنها باتت خطيرة جداً ويخشى من دخول المستوطنين للبلدات والقرى الفلسطينية، وبحسب موقع “واللا نيوز” العبري، بعد نجاة مستوطن بأعجوبة بعد اقتحامه بلدة ترمسعيا القريبة من رام الله مساء الأحد ومهاجمته من قبل فلسطينيين، وإضرام النار في سيارته، وتدخل الجيش الإسرائيلي لإنقاذه في اللحظات الأخيرة.
ووصفت مصادر في الجيش الإسرائيلي، بأن الأوضاع في الضفة الغربية باتت خطيرة جداً، والتحذيرات تأتي بعد مقتل مستوطنين في عملية إطلاق نار السبت في حوارة مراب لغسيل السيارات في بلدة حوارة بنابلس
وتنظر المؤسسة الأمنية في إسرائيل، بقلق بالغ إلى حقيقة أن مستوطنين يواصلون دخول القرى والمدن الفلسطينية لتلقي الخدمات وشراء المنتجات بأسعار أرخص، مما هي عليه في كيان العدو، هذا بالرغم من العمليات النضالية التي ينفذها الفلسطينيون ضد الجيش ومستوطنيه.
واعتبرت المصادر في الجيش الإسرائيلي أن المخاطرة التي يقوم بها المستوطنون لا تقتصر على تعريض حياتهم للخطر، بل تجر المنطقة بأكملها لتوتر أمني شديد.
وخلال الأسابيع الماضية نفذ مقاومون سبع عمليات إطلاق النار والدهس ضد المستوطنين في بلدة حوارة وحدها، وأسفرت عن قتل أربعة مستوطنين وجرح سبعة.
وفي هذا الصدد أكد خالد البطش عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن عمليات المقاومة الفدائية مؤخراً أفشلت كل محاولات العدو الصهيوني لتفريق المدن وتشتيتها وقطع الحبل السري لجنين عن باقي المدن المحتلة لعدم امتداد المقاومة.
-
مفاجئات المقاومة
وحيا البطش في تصريح لإذاعة “القدس” المحلية، المقاومة في جنين ونابلس واليوم الخليل، متأملاً أن تكون غداً في كل الساحات وكل أماكن تواجد العدو، معتبرًا أن عملية الخليل جاءت للتأكيد على أن شعبنا يبغض الاحتلال، ولا يقبل جرائم المستوطنين، وأن المقاومة مُستمرة في مواجهة المؤامرات التي تُحاك ضد شعبنا.
وشدد على أن المقاومة تسطر ملاحم كفاحية طويلة تمتد من جنين وطولكرم إلى حوارة بنابلس واليوم الخليل وفي كل محافظات الوطن، وقال: “نحن شعب تحت الاحتلال وطالما نحن تحت الاحتلال، وطالما المستوطنون يواصلون جرائمهم، فالمقاومة لن تسكت على هذه الجرائم، وحقنا في الدافع عن نفسنا مشروع.”
وأضاف:” عملية اليوم جاءت رداً على جرائم المستوطنين بحق شعبنا وعلى ارتكابهم الأفعال المشينة بحق شعبنا ورسالة واضحة للعدو ولبن غفير، أن شعبنا متمسك بحقه ولديه الحق في الدفاع عن نفسه وحقه من زعران المستوطنين.”
وتابع:” الاحتلال يفشل أمس ويفشل اليوم وفي كل مواجهة، باعتبار وحدة المقاومة الفلسطينية ووحدة الأرض والقضية والعدو فهي مرتكزات المقاومين.”
وشدد البطش على أن المقاومين وحملة السلاح ينطلقون من أجل تشتيها في مواجهة العدو الذي يسعى لعزل الضفة لينفرد بجنين، لكن عمليات حوارة واليوم في الخليل وحضور المقاومة في غزة من خلال المناورات والمسيرات كلها معطيات تؤكد وحدة العمل المقاوم والساحات.
بدوره المحلل السياسي عبد الرحمن ملالحة، أكد أن جرائم الاحتلال المنظمة يقابلها دائمًا الرد الطبيعي من المقاومة الفلسطينية، مشددًا على أن المقاومة الفلسطينية قادرة على مفاجأة العدو وضربه في الزمان والمكان المناسبين، لافتًا إلى أن حكومة الاحتلال الفاشية تجرّ الكيان إلى محرقة حقيقية إذا ما استمرت في عدوانها.
وبين أن الحكومة الفاشية الصهيونية تدفع نحو حربٍ دينية في المنطقة، وهذا سيرجع بالويلات على الكيان.
وأمام هذه التطورات الساخنة.. ماهي هي مفاجئات المقاومة القادمة بالضفة؟ وإلى أين ستصل؟ وهل سنعود لعهد تفجير الباصات من جديد؟
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم