انطلقت اليوم في مدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا قمة مجموعة “بريكس 2023” تحت شعار “بريكس وإفريقيا” بمشاركة قادة الدول الخمس الأعضاء في المجموعة وهي روسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل.
وفي كلمة عبر الفيديو خلال الجلسة، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد روسيا للعودة إلى صفقة تصدير لحبوب عبر البحر الأسود في حال تم الوفاء الحقيقي بالالتزامات تجاه الجانب الروسي.
وقال بوتين: “لم يتم احترام شروط صفقة الحبوب ولم يتم تنفيذ أياً من بنودها فيما يتعلق برفع العقوبات عن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، أي ببساطة تم تجاهل الالتزامات تجاه روسيا في هذا الصدد حتى أنهم منعونا من نقل الأسمدة المعدنية المحتجزة في الموانئ الأوروبية مجاناً، رغم أنه كان عملاً إنسانياً بحتاً لكن روسيا لا تخضع لأي عقوبات من حيث المبدأ، وبناء عليه فقد رفضت روسيا تمديد صفقة الحبوب لكنها مستعدة للعودة إليها إذا أزيلت العقبات أمامها وتم الوفاء بشكل واقعي وحقيقي بجميع الالتزامات تجاه الجانب الروسي”.
وشدد بوتين على أن روسيا قادرة على تعويض صادرات الحبوب الأوكرانية في ظل الإنتاج الجيد هذا العام وهي مستعدة لتوزيع الأسمدة الروسية المحتجزة في الموانئ الغربية مجاناً وستبقى مورداً موثوقاً للغذاء لأفريقيا رغم العقوبات، مشيراً إلى أن 70 بالمئة من صادرات أوكرانيا ذهبت نحو الدول الغنية ولم تستفد منها الدول الفقيرة.
وتعتبر صفقة الحبوب جزءاً لا يتجزأ من مجموعة اتفاقيات تنص على رفع الحظر عن الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة، وإعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام المصارف سويفت، واستئناف توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار والخدمات، وترميم خط أنابيب الأمونيا تولياتي أوديسا، وعدد من الإجراءات الأخرى، وكذلك السماح لأوكرانيا بتصدير حبوبها وموادها الزراعية عبر البحر الأسود.
من جهة أخرى أكد بوتين أن القدرة الشرائية في دول (بريكس) تتجاوز نظيرتها في مجموعة السبع وأن التخلص من الدولار خلال التسويات بين هذه الدول عملية لا رجعة فيها، مبيناً أن صادرات (بريكس) بلغت 20 بالمئة من الاستثمارات العالمية خلال العقد الفائت.
وأشار بوتين إلى أن (بريكس) تعمل على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع النمو الاقتصادي وإعادة توجيه تدفقات النقل والخدمات اللوجستية إلى شركاء أجانب موثوقين بما في ذلك دول (بريكس)، كما أنها لاترى وجود لأي تحديات أمامها كتقلبات أسعار الطاقة والتصرفات غير المسؤولة من عدة دول.
ونوه بوتين بأهمية التعاون متعدد الأطراف بين دول (بريكس) إذ إنه لايكتفي بالمساهمة بالتنمية المستدامة لبلادنا؛ بل يساهم بتعافي الاقتصاد العالمي ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة في العالم أجمع، علماً أن روسيا تمد الطرقات باتجاه شركائها بهذه الدول، مؤكداً أن (بريكس) تعمل على تعافي اقتصادات أعضائها من جائحة كورونا.
الرئيس الصيني: لا نسعى لأي حروب عالمية اقتصادية وهدفنا تحقيق مصالح الجميع
من جهته أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو أن الصين لا تسعى لأي حروب عالمية اقتصادية وتهدف إلى تحقيق المصلحة المشتركة لكل الدول، مشدداً على أنه يجب تعزيز الشراكة بين “بريكس” والعالم.
وشدد الرئيس الصيني على ضرورة الابتعاد عن تقسيم العالم لدول ديمقراطية وغير ديمقراطية والابتعاد عن الدفع للمواجهة فالبشرية تواجه أزمات كثيرة والحل يكمن في التعاون والتكامل وليس في المواجهة، علماً أن بعض الدول تعرقل جهودنا لتطوير اقتصادات الدول النامية.
داسيلفا يؤيد إنشاء عملة موحدة لدول البريكس
بدوره أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن تأييده إنشاء عملة موحدة لمجموعة دول البريكس والمكونة حالياً من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وقال دا سيلفا في كلمة خلال الجلسة: “إنه لكي ينمو الاستثمار يجب علينا أن نضمن نمو الثقة والقدرة على التنبؤ والاستقرار القانوني والسياسي والاجتماعي للقطاع الخاص، لذلك أنا أؤيد تبني عملة موحدة لتحل محل عملاتنا الوطنية“.
من جهته قال رئيس قسم السياسة النقدية في بنك بريكس أيفاندو كاسينو: إن بنك مجموعة بريكس يعمل على تطوير عملة رقمية موحدة لدول المجموعة، موضحاً أن إصدار العملة الرقمية سيتم على مراحل.
ولفت كاسينو إلى أن العملة الموحدة لبريكس قد تبصر النور في غضون 5 إلى 10 سنوات، وأنه قد يتم استخدامها في البداية أداة للاستثمار وبعد ذلك في التعاملات التجارية.
وتستمر القمة حتى الـ 24 من الشهر الجاري.
سيرياهوم نيوز 4_سانا