العلاقات بين تركيا والعراق ظلت طوال العقد الماضي محكومة بتعدد الملفات والمشكلات العالقة بين البلدين، لم يعتمد الرئيس اردوغان على سياسية بوتيرة واحدة مع الحكومات المتعاقبة في بغداد. ورغم الخلافات وانزعاج العراقيين من السياسات التركية خاصة تكرار قصف الأرضي العراقية بحثا عن اهداف لحزب العمال الكردستاني شمال العراق، والتواجد التركي في بعشيقة رغما عن إرادة الحكومة المركزية في العراق، بالإضافة الى الشكوى العراقية من تقلص حصتها المائية من نهر دجلة، وتصدير النفط العراقي من ميناء جيهان التركي دون موافقة الحكومة المركزية في بغداد. الا ان هذه الخلافات ظلت مضبوطة بحدود منعت التصعيد او القطيعة الكلية بين البلدين. وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يعتزم زيارة العراق هذا الشهر الا ان ترتيب جدول اعمال الزيارة والتمهيد الذي يفترض تهيئة كل الملفات العالقة بين الطرفين أدى تأجيل الزيارة. وقد حضر امس وزير الخارجية التركية ” حقان فيدان” الى بغداد لهذه الغاية. واجرى
فيدان محادثات في بغداد بشأن إمدادات المياه واستئناف صادرات النفط من كردستان لتركيا ووجود مقاتلي حزب العمال في العراق. والتحضير لزيارة الرئيس أردوغان إلى العراق المتوقعة الشهر المقبل.
ووصف فيدان العراق بأنه شريك موثوق لتركيا، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين نعمل على تسوية وحل عدد من المشاكل بين البلدين وعلاقاتنا مع العراق تحظى بأولوية تستند إلى مبادئ أساسية هي سلامة ووحدة الأراضي العراقية.
وأضاف فيدان: “نحن نرى أن العراق شريكً موثوق لتحقيق الشراكة ونؤمن أن أي إزدهار في العراق هو إزدهار لتركيا وأمنها وأن العراق شريك موثوق يمكن أن نحقق معه الأهداف الاستراتيجية ونحن ندعم الحكومة العراقية الحالية.
وحذر هاكان فيدان من حزب العمال الكردستاني قائلا يجب ألا يسمم علاقاتنا الثنائية داعيا بغداد إلى تصنيف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية.
وتعتبر قضية الحزب الكردستاني من القضايا المعقدة بين بغداد وانقرة، بسبب تكرار الجيش التركي قصف مناطق داخل العراق لاستهداف عناصر الكردستاني، وهو ما يثير استياء الحكومة العراقية باعتباره تعدي على سيادتها في الوقت الذي تفرض خصوصية الجغرافية شمال العراق على الجيش العراقي التابع للحكومة المركزية في بغداد عدم القدرة على الوصول الى مناطق شمال إقليم كردستان العراق.
وخلال الزيارة طرح فيدان على الجانب العراقي تشكيل لجنة حوار مستدامة لبحث مشكلة المياه بين البلدين. ويعاني العراق من شح المياه والجفاف بسبب السدود التي انشأتها تركية على نهر الفرات.
ويأتي ملف استئناف تصدير النفط العراقي من ميناء جيهان التركي في صدارة الملفات خلال زيارة فيدان. وتأمل تركية في إعادة عجلة التصدير من جديد بعد توقف بسبب القضية التي رفعتها الحكومة المركزية في بغداد لدى غرفة التجارة الدولية ضد تركية مطالبة بتعويضات عن تصدير النفط بالاتفاق مع حكومة إقليم كردستان العراق دون موافقة الحكومة المركزية في بغداد.
وقالت بغداد في الدعوى إن تركيا انتهكت اتفاقا مشتركا بسماحها لحكومة الإقليم بتصدير النفط إلى ميناء جيهان دون موافقتها.
ومن جانبه، صرح وزير الخارجية العراقي في المؤتمر الصحفي أن بلاده تأمل في التوصل إلى حل مع الجانب التركي لاستئناف الصادرات النفطية من حقول إقليم كردستان إلى ميناء جيهان التركي.
قال حسين إن الاجتماع بحث أيضا ترتيبات الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى بغداد للتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين البلدين.
ويعتبر مشروع طريق التنمية الذي لم يتطرق له الوزيران في المؤتمر الصحفي من اهم مشروعات الشراكة الواعدة بين البلدين ويربط الطريق بين البصرة والخليج وتركية وهذا المشروع يتطلب مشاركة من سورية. وقد تم التوافق بين انقرة وبغداد على ضرورة الإسراع في تنفيذ المشروع.
ومن المقرر أن يلتقي فيدان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس عبد اللطيف رشيد ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم