تُعتبر فرضية ريمان (L’hypothèse de Riemann) واحدة من أعقد المسائل المفتوحة في الرياضيات، والتي عجز علماء الرياضيات عن حلها رغم المحاولات العديدة للكثير من العلماء المرموقين، ولذلك عرض معهد كلاي للرياضيات في كامبريدج، ماساتشوستس، جائزة قدرها مليون دولار لمن يتمكن من حل المسألة التي حيرت علماء الرياضيات لأكثر من قرن.
حيث تعتبر فرضية ريمان، التي اقترحها لأول مرة عالم الرياضيات الألماني برنارد ريمان عام 1859، واحدة من أصعب وأهم المسائل التي لم يتم حلها، وفق صحيفة “نيويورك بوست”.
وتعتمد الفرضية على دالة زيتا لريمان، المنسوبة إلى برنارد ريمان، وتنص على أن “الجزء الحقيقي من كل صفر غير بديهي في دالة زيتا لريمان هو 1/2”.
أما الإجابة عن فرضية ريمان هي ببساطة “نعم” أو “لا”. إلا أن هناك العديد من الطرق الافتراضية للوصول إلى الحل وكلها صعبة للغاية.
فإذا كانت الإجابة نعم، سيكون لذلك آثار كبيرة على نظرية الأعداد والتشفير ودراسة الأعداد الأولية.
وهناك الكثير من الأدلة الجيدة التي تدفع علماء الرياضيات للاعتقاد بأن فرضية ريمان صحيحة، غير أنها لا تزال بحاجة إلى إثبات.
فإذا كانت صحيحة، فستوفر رؤى رائدة حول طريقة عمل الأعداد الأولية.
وأوضح عالم الرياضيات مات باركر عام 2010 أن الخبراء “مهووسون بالأعداد الأولية لأنها أساس جميع الأعداد الأخرى”.
فان الأعداد الأولية في الرياضيات تشبه الذرات في الكيمياء، والطوب في صناعة البناء، مردفاً أنه “يتم بناء كل شيء من هذه الوحدات الأساسية، ويمكنك التحقق من سلامة شيء ما من خلال إلقاء نظرة فاحصة على الوحدات التي تم تصنيعه منها”.
وقال عالم الرياضيات الجنوب إفريقي، بيتر سارناك، إنه “إذا لم تكن (فرضية ريمان) صحيحة، فإن العالم سيكون مكاناً مختلفاً تماماً”.
وأوضح: “بطريقة ما، سيكون الأمر أكثر إثارة للاهتمام إذا كانت خاطئة، لكنها ستكون كارثة لأن بنينا الكثير حول افتراض حقيقتها”.