تتعدد وجوه الحرب الإرهابية ضد سورية سواء بإرسال الدول المعادية عشرات آلاف الإرهابيين عبر الحدود لقتل الشعب السوري وتدمير مؤسساته وسرقة ثرواته أو عبر حملات التضليل الإعلامي وبث الشائعات في سياق حرب نفسية ضد السوريين الذين صمدوا وصبروا وناضلوا وانتصروا أو من خلال فرض العقوبات الاقتصادية المستهدفة للقمة عيشهم.
حرب الشائعات بالتوازي مع الحرب الاقتصادية والضغط على لقمة عيش المواطن هي العناوين الأبرز لهذا الفصل المتجدد من فصول الحرب ضد سورية فالمتابع مؤخراً لمواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام التي شكلت أذرعاً إعلامية للتنظيمات الإرهابية على مدار سنوات الحرب يلاحظ الكثير من الأخبار والمنشورات المنسقة بشكل متزامن والرامية إلى استخدام الحرب النفسية للتأثير على الوضع الاقتصادي الداخلي والتشويش على حياة السوريين والتضييق على معيشتهم.
عميد كلية الإعلام بجامعة دمشق الدكتور محمد العمر بين في تصريح لـ سانا أن الإشاعات التي يروج لها اعداء سورية وتحاك في غرف عمليات وأعدت خصيصاً لدعم الحرب على سورية باتت مفضوحة بغاياتها ومراميها ما جعل المجتمع محصنا منها بفضل وعي الشعب السوري وثقته بوطنه وقيادته وخبرته السابقة بمثل هذه الفبركات.
واعتبر الدكتور العمر أن هذه المرحلة من الحرب الإعلامية هي آخر محاولات الأعداء لتحقيق ما لم يستطع إرهابيوهم تحقيقه مشدداً في الوقت ذاته على أهمية محاسبة كل من ينشر معلومة خاطئة ويروج لتلك الشائعات.
الباحث في علم الاجتماع السياسي الدكتور مهند ظاهر أوضح أن هذه الشائعات سلاح نفسي يستخدمه العدو ضد الشعوب بهدف التأثير على الروح المعنوية لافتاً إلى أن ما تتعرض له سورية من إجراءات قسرية أحادية الجانب تفرضها الولايات المتحدة بما لها من أثر في الواقع الاقتصادي شكلت بيئة مناسبة لنشر الإشاعات والأكاذيب التي يروج لها الأعداء إلا أن تأثيرها على أرض الواقع يقف عند مستوى وعي الشعب وقدرته على التمييز بين المعلومات ومصادرها ومدى مصداقيتها.
ولفت الدكتور ظاهر إلى أن العصر الحالي هو عصر الإعلام الذي بات يلعب دوراً كبيراً في تغيير الحقائق وتوجيه السياسة كوسيلة ضغط على الرأي العام لافتاً إلى الدور التوعوي الذي يلعبه الإعلام في مواجهة الحرب النفسية عبر نشر المعلومات الدقيقة من مصادرها الأساسية بهدف حماية المتلقي السوري من الاخبار والشائعات المضللة التي يحاول الأعداء الترويج لها بهدف التأثير على حياته وسلوكه.
ويرى الدكتور ظاهر أن ما يسمى “قانون قيصر” هو أحد أشكال الحرب الاقتصادية والنفسية ضد سورية اذ يروج الاعداء على انه يهدف لحماية السوريين فيما الحقيقة أنه جاء لتجويعهم واستهداف لقمة عيشهم وأن مواجهته تحتاج إلى خطط مدروسة في الاقتصاد والسياسة والمجتمع كي لا تلقي بآثاره النفسية على الشارع السوري وذلك من خلال تضافر جهود الباحثين والمختصين لبناء وجهة نظر صحيحة ونشر الوعي وتحصين المجتمع واقتصاده من الآثار السلبية لمثل هذه القضايا.
بدوره الباحث في العلاقات الدولية الدكتور بشير بدور استذكر بداية الحرب الإرهابية على سورية التي تزامنت مع حرب إعلامية خدمة للمخططات الصهيوأمريكية بالمنطقة ويقول: اليوم بعد أن رأينا كيف فشلت الحرب الإرهابية وانتصر السوريون بجيشهم وشعبهم وقيادتهم بدأ أعداء سورية بالضخ الإعلامي لبث المزيد من الروايات الهوليودية بهدف التأثير على المجتمع السوري.
ويرى الدكتور بدور أن الشعب السوري مدرك تماماً اننا ما زلنا نعيش حالة من الحرب بشكل جديد فالإشاعة وما يروج لها بأشكال وصور متنوعة هي وجه آخر للحرب الإرهابية ضد سورية وقال إن كل ما يقال ويروج حالياً حول الاقتصاد والوضع الراهن في سورية هو من قبيل الحرب الإعلامية ودورنا هو التصدي لهذه الإشاعات وإبطال مفعولها من خلال التأكد من مصدر المعلومة وعدم الانجرار وراء وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المسيسة التي تدار من قبل أعداء الوطن.
إذاً المشهد اليوم ليس غريباً على السوريين الذين زادتهم سنوات الحرب العشر خبرة وصلابة في التعامل مع محاولات الأعداء البائسة للنيل من صمودهم وتماسكهم ووحدتهم شأنهم شأن أبطال الجيش العربي السوري المدافعين عن تراب الوطن في كل الجبهات لتكون النتيجة الحتمية هي الهزيمة الأكيدة للأعداء والانتصار مجددا على كل مخططاتهم مهما اختلفت الوسائل والأساليب.
(سيرياهوم نيوز 5 – سانا )