حذّرت طهران واشنطن الإثنين من أن مصادرتها لشحنة نفط إيرانية كانت على متن ناقلة محتجزة في الولايات المتحدة، تتعارض واتفاق حديث أبرمه البلدان لتبادل السجناء.
وأفادت تقارير صحافية أميركية في الأيام الأخيرة، أن الولايات المتحدة بدأت بتفريغ الشحنة من على متن الناقلة ومصادرتها، بذريعة أن هذا الخام مصدره الجمهورية الإسلامية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي إن قيام الولايات المتحدة بضبط هذه الشحنة “غير مثمر”.
وأضاف “أميركا تبدي اهتمامها بالحوار المباشر مع إيران من جهة، ومن جهة أخرى نشهد قيامها بفرض عقوبات جديدة ومصادرة شحنة النفط الإيرانية”، معتبرا أن “هذه الإجراءات لا تتوافق مع الرسائل التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى إيران بأنها مستعدة لإجراء الحوار المباشر واستكمال خطة العمل المشترك الشاملة”، في إشارة الى الاتفاق الدولي المبرم عام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وانسحبت الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران شملت خصوصا صادرات النفط التي كانت تشكّل موردا أساسيا للجمهورية الإسلامية.
ويشكّل موضوع النفط نقطة تجاذب بين الجانبين، اذ تتهم واشنطن طهران بالتحايل على العقوبات لتصدير نفطها الى دول مثل الصين وسوريا وفنزويلا.
وكشف كنعاني أن الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال السويسري الذي تتولى بلاده إدارة المصالح الأميركية في إيران في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عقود، احتجاجا على الخطوة الأميركية.
وأضاف “لتعلم الإدارة الأميركية أن التعدي والعدوان على الشعب الإيراني لن يمر بدون رد، وأن تصرفاتها تتعارض مع اتفاق تبادل السجناء الأميركيين مع إيران”، مشددا على أن طهران تهتم “بأداء وتصرفات الإدارة الأميركية وليس بتصريحاتها ورسائلها”.
وأعلنت إيران في 10 آب/أغسطس الإفراج عن خمسة أميركيين ووضعهم في الإقامة الجبرية على أراضيها، في إطار اتفاق سيشمل مبادلتهم بسجناء إيرانيين في الولايات المتحدة والافراج عن أرصدة مجمّدة للجمهورية الإسلامية.
وتوقف السلطات الإيرانية عددا من الرعايا الأجانب، الكثير منهم مزدوجو الجنسية. وبينما تتهّم طهران هؤلاء بقضايا مرتبطة بالأمن أو التجسس، ترى دولهم وعائلاتهم أنهم “رهائن” لدى طهران التي تحتجزهم للحصول على تنازلات من دول غربية أو لمبادلتهم بعدد من رعاياها الموقوفين في الخارج.
ومن هؤلاء الإيراني الألماني جمشيد شارمهد المسجون في إيران منذ ثلاثة أعوام، وصدر حكم بإعدامه في شباط/فبراير 2023 لإدانته بالضلوع في هجوم على مسجد في شيراز أودى ب 14 شخصًا في نيسان/أبريل 2008.
وحضّت ابنته غزاله شارمهد الأسبوع الماضي الولايات المتحدة وألمانيا على توحيد جهودهما لتأمين إطلاق سراحه.
وخلال مؤتمره الصحافي، دعا كنعاني الحكومة الأميركية الى توضيح “علاقتها بجمشيد شارمهد”، مؤكدا أن الأخير مدان بارتكاب “أعمال إرهابية”.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم