| الحسكة – دحام السلطان
شهدت مدينة الحسكة توتراً واستنفاراً كبيرين وإغلاقاً للمداخل والمعابر من جميع المنافذ، وتنفيذ عمليات دهم وتفتيش لمنازل وبيوت المدنيين في حي «النشوة – فيلات»، على خلفية اعتقال المدعو أحمد الخبيل الملقب «أبو خولة»، قائد ما يُسمى رئيس «مجلس دير الزور العسكري» التابع لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية-قسد» بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تشهدها مدن وبلدات ريف دير الزور بين مسلحي «المجلس» و«قسد».
وذكر مراسل «الوطن» في محافظة الحسكة أن الاستنفار الذي ضم أعداداً كبيرة من مسلحي «قسد» المدججين بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة المتوسطة والعربات العسكرية المدرّعة شمل معظم الأحياء الخاضعة لسيطرة الميليشيات، حيث قامت خلالها بإلزام المدنيين عبر مكبرات الصوت بإغلاق محالهم التجارية وإجبارهم على البقاء في بيوتهم من دون ذكر الأسباب، كما قامت بإغلاق جميع المداخل المؤدية إلى أحياء وسط مدينة الحسكة من جميع الجهات، وإغلاق المعابر الخارجية التي تربط مدينة الحسكة بالمناطق والأرياف بالمحافظة ودعت إلى استنفار جميع مسلحيها، وفرض حظر للتجوال ومنع دخول صهاريج المياه والمواد الغذائية إلى أحياء وسط المدينة؟
وأكدت مصادر محلية لـ«الوطن» أن «قسد» قامت باستدراج الخبيل، وقامت بدعوته أول من أمس إلى اجتماع مع قيادات من «قسد» ترأسه قائد الميليشيات المدعو مظلوم عبدي، وطالبته خلال الاجتماع بالإذعان والرضوخ إلى الأوامر والإملاءات الصادرة عن قيادات «قسد» في أرياف دير الزور، ووضع حد لحالات التمرد التي يقوم بها مسلحو «مجلس دير الزور العسكري» في المنطقة، ما أدى إلى إخفاق الاجتماع وإلقاء القبض على الخبيل ومن معه بشكل فوري، ومن ثم قامت بمحاصرة مقراته بحي «النشوة فيلات» جنوب مركز مدينة الحسكة» بمن فيها من عدة محاور، حيث استسلم جميع من فيها في الساعة الرابعة من فجر يوم أمس، ولاحقاً قامت «قسد» باعتقال جلال الخبيل شقيق قائد «مجلس دير الزور العسكري».
وأوضحت المصادر أن ميليشيات «قسد» قامت بمداهمة منزل الشيخ حيدر الهفل، أحد شيوخ قبيلة العكيدات في مدينة الحسكة، وجميع بيوت المدنيين القاطنين في حي «النشوة – فيلات» وقامت بتفتيشها وخلع أبواب البيوت المقفلة منها بإطلاق العيارات النارية عليها لأسباب مجهولة؟ وحدوث عدة حالات من النهب والسرقة فيها، ما أدى إلى خلق حالة من الذعر والهلع لدى المدنيين بطرق مؤسفة.
على خط موازٍ قام أبناء عشيرة «البكيّر» الموجودون في بلدة «العزبة» بريف دير الزور إحدى عشائر قبيلة «العكَيدات» التي ينتمي إليها الخبيل، بإعلان حالة النفير العام وقاموا بقطع الطرقات ومهاجمة مسلحي «قسد»، كما قام مسلحون منهم باعتقال جميع مسلحي «قسد» في بلدة «الزر» وبقطع الطريق العام بشكل كامل، وسط ورود أنباء عن حدوث اشتباكات عنيفة بين الطرفين تجري في محيط منطقة «المعامل ومعيزيلة والبصيرة والصور وجديد عكَيدات» بريف دير الزور، استخدمت فيها جميع أصناف الأسلحة الرشاشة المتوسطة وقواذف «آر بي جي»، أسفرت عن اعتقال أعداد من مسلحي «قسد» من قبل ما يسمى «مجلس دير الزور العسكري» الذين حاولوا الفرار بالقرب من دوار العتال بالريف المذكور، واحتجازهم لديها، شريطة قيام «قسد» بإطلاق سراح الخبيل وإعطاء السلطة المطلقة لهم، ورفع يد قيادات وكوادر «قسد» في دير الزور عسكرياً وعدم إبقاء أي جسم عسكري لا يجمع أبناء المنطقة عليهم.
إلى ذلك وصف مصدر عشائري رفيع المستوى في دير الزور عملية اعتقال الخبيل، والاشتباكات الجارية إثر ذلك في ريف دير الزور بين اتباع الطرفين بأنها «تصفية حسابات داخلية»، مشدداً على أن الأهالي في المناطق التي يسيطر عليها «المجلس» و«قسد» بريف دير الزور تطالب بخروج الطرفين وعودة مؤسسات الدولة وانتشار الجيش العربي السوري لإحلال الأمن والاستقرار.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال المصدر: «الأمور التي تسير في غير مساراتها، حتماً ستولد خلافات، الآن يبدو أن هناك تصفية حسابات فيما بينهم، وهناك رفض أهلي في المنطقة لكلا الطرفين».
وأوضح أن حالة من الاستنفار العام تسود المنطقة، وإغلاق للمعابر وقطع للطرقات وشبه حظر تجوال في مناطق سيطرة «المجلس»، منوهاً إلى أن الأهالي يريدون الخلاص من «قسد» وأذنابها ويرفضون رفضاً قاطعاً أن يحكمها جماعة «أكراد جبل قنديل» شمال العراق.
وأوضح المصدر، أن الخبيل منبوذ من قبل الأهالي لأنه «يسيء للأهالي الشرفاء، وأن لا مبدأ لديه، بل إن مبدأه الأساسي المال والقتل».
بدوره تحدث مصدر محلي في دير الزور لـ«الوطن» عن استمرار استنفار جماعة الخبيل في مناطق سيطرة «المجلس» على الضفة الشرقية لنهر الفرات في ريف دير الزور الشمالي الشرقي خصوصاً في بلدة الصور التي تبعد نحو 50 كيلو متراً عن مدينة دير الزور، حيث يشن مسلحو «المجلس» هجوماً على مقرات ومواقع وحواجز «قسد».
واشار المصدر إلى أن «قسد» تتهم الخبيل بالتعاون مع تنظيم داعش الإرهابي، وأن هناك دواعش بين صفوف مسلحيه، موضحاً أن الأهالي «لا يطيقون الطرفين، وأن أبو خولة يعمل لمصلحته الشخصية وهمه جمع المال والتهريب».
وتحدثت الأنباء أن عملية اعتقال الخبيل سبقها اجتماع عُقد أول من أمس بين قيادي عسكري في «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا بزعم محاربة داعش مع عدد من القوات الأجنبية العاملة في المنطقة وقادة من «قسد» في حقل غاز كونيكو، بهدف حل «مجلس دير الزور العسكري» بشكل نهائي.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن