أسطورة الملك الضحّاك .. رجل حمل ثعبانين على كتفيه وقتل آلاف البشر من أجل إطعامهما
تعد واحدة من أشهر الأساطير، التي وردت بالكتب الفارسية، قصة “الملك الضحاك” الذي يُعد من أهم الشخصيات الواردة في كتاب الشاهنامة، أي “ملحمة الملوك” لكن باللغة الفارسية، فما هي أسطورة هذا الملك؟!
أسطورة الملك الضحاك
تعرف تلك الأسطورة، التي ذكرت في رواية “أنتيخريستوس”، باسم الملك النمرود، صاحب برج بابل، والملك الساحر زاهاك، الذي يسميه العرب “الضحاك”، لكن يوجد رأي يؤكد أنهما شخصين مختلفين.
كثير من المؤرخين ذكروا قصة الملك الضحاك الساحر الفاجر، الذي يستعين بالشيطان في حكمه، ولديه ثعبانين على كتفيه، يطعمهما من رؤوس ضحاياه.
وكان زاهاك عبارة عن روح شريرة في الأساطير الآرية، وكان شيطانا يمنع ماء السحاب من النزول على الأرض، في الـ”أفستا”، وكان الضحاك الملقب بـ”بيوراسب” وهي كلمة مركبة من “بيور” ومعناها عشرة آلاف، ومن “اسب” أي الفرس.
من هو الملك الضحاك؟.. ومن هو الملك النمرود؟
كان الملك الضحاك، حاكمًا لمملكة عاصمتها بابل، وهو أحد الملوك الكنعانيين، ويعتقد بعض المؤرخين، أنه نفسه النمرود بن كنعان، أشهر ملوك بني كنعان في التاريخ، الذي تصارع مع النبي إبراهيم، وألقاه في النار، لكن الطبري ينفي ذلك تماما، وهناك من يرى أنه شخصية عربية من اليمن.
وفي كتاب الـ”شاهنامة”، الذي وضعه الفردوسي، عام 380 هـ، ذُكر أن الملك الضحاك، رأى حلما أزعجه جدا، فجاء بمستشاريه، ليفسروا له هذا الحلم، فقالوا إن هناك رجلا سيولد في قريته سيكون اسمه “أفريدون”، و هذا الرجل سيكون زوال الملك على يديه.
وغضب الضحاك غضبا شديدا، وقرر أن يقتل كل المواليد في قريته، لكن مولودا واحدا منهم نجا من هذا القتل الجماعي، وكان اسمه “أفريدون”، وكان رجلا صالحا، يهتدي الناس برأيه، وهو ما تسبب في جمع المظلومين من الضحاك، تحت قيادته، حتى كان زوال مُلك الضحاك على يديه.
وفي كتاب ابن الجوزي، “المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك”، الذي ألفه عام 580 هـ، ذُكر أن النمرود، حلم ذات يوم حلما أفزعه كثيرا، ولما حكى هذا الحلم لخاصته، قالوا له إن هناك مولودا سيكون زوال الملك على يديه، وسيكون اسمه إبراهيم، فغضب النمرود وبعث بجنوده إلى القرية لقتل جميع المواليد، وهو ما يعيد التشابه من جديد بين الملك الضحاك، والملك النمرود رغم نفي الطبري.
آراء المؤرخين في الروايتين
اتفق المؤرخون على أن الضحاك والنمرود، عاشا في زمن واحد، وكانا يحكمان في إقليم ما بين النهرين، وكل المؤرخين أيضا، أكدوا أن النبي إبراهيم عليه السلام، عاصر النمرود، والضحاك معا، وأنه كان يدعو إلى الإسلام، عندما دار الصراع بينه وبين الملك الأول، الذي ألقاه في النار.
تلك الأسطورة بحسب الـ”شاهنامة”، تشير إلى أن الضحاك قتل أبيه مرداس، ثم أصبح هو ملكًا على العرب، ثم جاءه الشيطان في زي طباخ، وأقنع الضحاك بأن يعمل معه، وعينه الأخير في مطبخه الخاص، فأذاقه طعام اللحم، فيما كان الناس يعيشون على أكل النباتات.
وذات يوم دخل الشيطان على الضحاك، فطلب منه الأخير أن يقترح أي شيء لفعله له، فطلب الشيطان منه أن يسمح له بتقبيل منكبيه، وما أن سمح الضحاك للشيطان بذلك، حتى برز من كتفي الملك ثعبانين، لازماه بعدها، وكان يطعمهما بعظام ضحاياه.
وبحسب الأسطورة، كان الضحاك يقتل اثنين من شعبه يوميا، ليطعم الثعبانين برأسيهما، إلى أن جاء أفريدون في النهاية، ليحارب الضحاك، ويأسره ويقيده داخل مغارة بأحد الجبال.
سيريا هوم نيوز /4/ روتانا