آخر الأخبار
الرئيسية » مواهب أدبية وخواطر » بماذا تفكرين ..؟

بماذا تفكرين ..؟

 

 

د.ريم حرفوش

 

ابتسامة غير مطمئنة مع رشفة من الهدوء الحذر ..

مع فنجان قهوة سادة بقي كما هو ..

مثلك . كاذب .. مشبع برائحة الوهم ..

كوني ولا تكوني ..

بأوامر الشفاه و الأصابع تظن أني أتكون وأتشكل ..

مجرد بقايا من الأشياء المبعثرة على زاوية فراشك ..

ذات صباح شتوي بارد ..

أعتقد أني سأكون سعيدة أكثر وأنا أجمع ذاتي ..

وأقطن في خيمة على المنعطف الأخير لحروف لاتنتمي إليك ..

حيث تم شطب اسمك من قاموس اللغة ..

أفتح المذياع أستمع لأغان فيها من التهور ..

مايكفي لتحريك شارعنا الغافي على وسادة الرتابة ..

في طفولتي كنت أجري بشكل دائري عشرات المرات ..

حتى أطمئن أن غرفتي قد أصبحت دافئة تماما ..

ثم أنام ..

نظرية الجري الدائري والقفز في المكان لم تعد ذات جدوى ..

ففي زمن الهروب والبكاء ماعاد لدينا دفء نختبئ فيه من صقيع الخذلان ..

أحتاج وطناً غزله مشعوذ وساحر من صوف ..

تتغلغل أنفاسي في خيوطه عسى تهدأ القشعريرة فيها ..

ومن ثقوب الثوب تتسلل ليلاً

لتراقص الذئاب تحت نافذتك ..

تتصل بالنجدة شاكياً ..

لن يجدوا سوى خيمة ومذياع وعواء ذئاب خلف القمر ..

وأنت كالمجنون عبثاً تشرح لهم ..

أن الشياطين كانت تقيم وليمة واحتفالاً أنت فيه ضيف شرف ..

تحملك الرياح في زواريب الأحلام الوردية ..

التي أغرقت فيها ضحاياك ..

حيث تمارس عيونهن التسكع بانتظار فريسة ..

يمارسن معها الضلال انتقاما لسقوطهن المريع ..

في مقصلة حدودها ذراعيك ..

لم تهدأ الرياح ..

لكن يومها انتهى بيننا الحوار ..

امتدت يدك مصافحة مودعة ..

والشرود بيننا ضيف ثقيل ..

وجهك مرسوم على حافة فنجان قهوة سادة ..

ابتسامة غير مطمئنة ..

أحدهم غادر ..

وأحدهم تلهث دموعه في فنجان قهوة بارد كاذب ..

وخيالات تتراقص على حوافه ..

ذئاب تعوي في الأعماق ..

و باب حمل أقفاله وجرى في سراديب العمر ..

موسم شتاء طويل ..

ووطن من صوف تغتالنا فيه الحكايا ..

يفترسنا القهر ..

ربما الجوع وأحياناً البرد ..

وغالباً .. الحب ..

(سيرياهوم نيوز ١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أحبك أكثر من أكثر 

    د.ريم حرفوش   سجينة أنا .. لكل مايذكرني بعينيك .. مايشبه ملامحك .. ماتهمس به .. ماتخطه أناملك .. على كل درب تؤدي ...