جدل شهدته مصر الأيام الماضية عن الرئيس الأوكرانى زيلنسكي، حيث كتب الأديب محمد سلماوي مقالا في الأهرام بعنوان “زيلنسكي في الجونة !”، جاء فيه: “تتداول حاليا بمواقع الأخبار الدولية أخبار تؤكد قيام الرئيس الأوكرانى فولودومير زيلينسكى بشراء فيللا فاخرة فى منتجع الجونة المصرى على شاطيء البحر الأحمر بمبلغ خمسة ملايين دولار، ويعتقد أن المبلغ آت من أموال المساعدات الإنسانية التى تغدقها دول حلف الناتو على أوكرانيا منذ بداية حربها مع روسيا، وقد كان أول من نشر الخبر فى الغرب موقع Global Research (الدراسات الدولية) التابع لمركز دراسات العولمة، وهو مركز دراسات معروف فى مونتريال بكندا، ونشر الموقع الخبر نقلا عن التحقيق الاستقصائى الذى قام به الصحفى المصرى محمد العلاوى فى الموقع نفسه، وقد سبق أن نشرنا فى هذا المكان نماذج عدة لفساد النظام الأوكرانى خاصة عائلة زيلينسكى نفسه، كان آخرها ما تداولته الصحافة الغربية حول صفقة مماثلة لشراء منزل ريفى فاخر بعدة ملايين من الدولارات باسم والد الرئيس الأوكرانى والذى لم يعرف عن عائلته الثراء قبل وصول ابنهم إلى الحكم، فمن الحقائق المسلم بها دوليا أن أوكرانيا تعتبر من أكثر الدول فسادا فى العالم، وأن الفساد والمحسوبية هما أساس حكم رئيسها الحالى فولودومير زيلينسكى الذى كان للأمريكان دور أساسى فى الإتيان به إلى الحكم بعد تدبير انقلاب أطاح بسابقه المنتخب ديمقراطيا والذى كان على وفاق مع روسيا، وقد نشرت الصحف الأمريكية الكثير من نماذج الفساد فى أوكرانيا من قبل أن تندلع الحرب مع روسيا فى فبراير من العام الماضى، ومن المعروف داخل أوكرانيا أن المساعدات الغربية التى تصل إلى أوكرانيا تمر عبر رءوس النظام الحاكم والقريبين منهم، وأنهم يحتجزون جزءا منها لمنفعتهم الشخصية، وهو ما أدى إلى زيادة ثروات الكثيرين منهم بشكل غير مسبوق”.
وقلل سلماوي إن خبرا انتشر فى الإعلام الدولى يؤكد أن زيلينسكى يمتلك منزلا فاخرا فى إيطاليا تبلغ قيمته 4 ملايين دولار، وأنه قام بإيجاره لاثنين من المليونيرات الروس فى الوقت الذى كان يدعو لمنع الروس من دخول الدول الأوروبية، أما فيللا الجونة، فقد حصل الموقع على المستندات الدالة على شرائه لها من خلال حماته أولجا كياشكو وأنه تم توقيع العقد يوم 16 مايو الماضى.
الشركة المالكة تنفي
بعد نشر مقال سلماوي بعدة أيام، نشر مقالا آخر في الأهرام اليوم الأحد بعنوان “احترام الرأي العام”، استهله بقوله: “كل التحية لشركة أوراسكوم المالكة لمدينة الجونة بالبحر الأحمر على مسارعتها بإصدار بيان رسمى نفت فيه امتلاك الرئيس الأوكرانى فلودومير زيلينسكى. أو أى من أفراد عائلته، فيلا فى المدينة السياحية المصرية ذات السمعة الدولية”.
وأضاف أن سبب التحية لا يعود إلى النفى فى حد ذاته، مشيرا إلى أن الملكية فى المدينة حرة ومتاحة للجميع شأن أى مجتمع مفتوح لا يتدخل فى حرية التصرفات العقارية للملكية الخاصة، وامتلاك أى شخصية عامة، حتى لو كانت شخصية خلافية لأى عقار بالمدينة، أمر متاح طالما تم بطريقة قانونية، وهو لا يضير الشركة العقارية المالكة للمدينة، بل قد يزيد من شهرة مدينتها أو يرفع من قيمتها العقارية، كما هو الحال فى كثير من المناطق العالمية التى يعرف أن ساكنيها من المشاهير، من سان موريتس فى سويسرا إلى بيفرلى هيلز فى الولايات المتحدة.
وقال إن ما يستوجب التحية فى قيام شركة أوراسكوم بإصدار بيانها المذكور هو ما ينم عنه من احترام للرأى العام، والحرص على حقه فى معرفة الحقيقة، لافتا إلى أن تلك خاصية نفتقدها للأسف فى الكثير من مؤسساتنا العامة التى قد تطلق آلة الشائعات سيلا من الأخبار تخصها، ويظل الناس يضربون أخماسهم فى أسداسهم حول مدى صحتها، دون أن تحرك أى منها ساكنا أو تلقى أى اهتمام لما يتداوله الناس.
وقال إنه سبق أن أشار فى إلى أن هناك خبرا يتم تداوله عالميا حول قيام الرئيس الأوكرانى بشراء فيلا باسم حماته بمدينة الجونة المصرية، مشيرا إلى أنه تعقب مصدر الخبر وذكر اسم الصحفى الذى نشر عقد الشراء وتاريخه، وانتشر الخبر سريعا داخل وخارج مصر، فوجدت أوراسكوم أن من واجبها أن توضح الأمر، احتراما للرأى العام الذى كان يتساءل عن صحة الخبر، فلم تمض أيام حتى أصدرت الشركة بيانا نفت فيه الخبر، وأوضحت أن العقد المنشور لا يمت بصلة لشكل عقود الملكية التى تصدرها الشركة.
واختتم الكاتب مؤكدا أن الشركة أعطت بذلك مثالا للاحترام الواجب للرأى العام، متمنيا على أجهزتنا الحكومية أن تقتفى أثرها بدلا من التجاهل التام للرأى العام والذى يشكل أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الشائعات المغرضة التى أصبحت تملأ الفضاء الإعلامى بشكل لم يسبق له مثيل.
السفارة تعلق
مصدر بالسفارة الأوكرانية في القاهرة نفي لـ “رأي اليوم” امتلاك الرئيس الأوكرانى فيللا بالجونة، مؤكدا أن هناك عددا كبيرا من مثل هذه المقالات التي تروّج أشياء غير معقولة عن أوكرانيا .. حكومة وجيشا.
وردا على سؤال: لماذا لم تصدر السفارة بيانا حول الواقعة؟ قال: لا جدوى من الرد عليها وترويجها إعلاميا، والأفضل السكوت عنها.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم