تتميّز كل منطقة في عكار بمميزات خاصة، وتحتوي كل منها على مواقع أثرية، وتراثية، ومناخية، وبيئية مختلفة، ولا يمكن للزائر الراغب بالتعرف على المنطقة عن كثب إنجاز مهمته بيوم واحد، ويمكن لجولة أن تضم معالم من كل منطقة فيها، لقضاء نهار سياحي زاخر.
نقولا طعمة
اليوم 07:44
من آثار حلسبان في القليعات
من آثار حلسبان في القليعات
عكار منطقة مترامية عند الحدود الشمالية للبنان، فيها تنوّع بيولوجي، وأثري، وتاريخي، ومناخي واسع نظراً لاتساعها، وارتفاعاتها المتفاوتة، وتاريخها كمعبر بين ساحل المتوسط الشرقي، والداخل السوري، وقد كانت حتى الأمد القريب أكبر قضاء في لبنان، قبل تحويلها إلى محافظة.
تضم عكار ما يزيد على 300 بلدة، وتنقسم إلى 4 تجمعات سكانية يشكّل كل منها منطقة مستقلة جغرافياً واجتماعياً، وأقسامها هي الشفت وسهل عكار، القويطع-الجرد، الجومة، الدريب.
تتميّز كل منطقة بميزات خاصة، وتحتوي كل منها على مواقع أثرية، وتراثية، ومناخية، وبيئية مختلفة، ولا يمكن للزائر الراغب بالتعرف على المنطقة عن كثب إنجاز مهمته بيوم واحد، ويمكن لجولة أن تضم معالم من كل منطقة فيها، لقضاء نهار سياحي زاخر بشتى المعارف والاهتمامات.
“عرقة” المطمورة تحت الأرض؟
تقع في منطقة الشفت-السهل، وكان الموقع قاعدة رومانية إدارياً وسياسياً، وامتدت من موقع تلّها الحالي في نقطة وسطى في عكار، على مقربة كيلومترين من مركز المحافظة- حلبا، وحتى البحر، شاملة مساحات واسعة من سهل عكار، ثاني أكبر سهول لبنان بعد البقاع، ويمتد داخل الأراضي السورية.
يرجح الأثريون أن تكون عرقة المدينة ما تزال مطمورة تحت الأرض في السهل الذي امتدت فيه بين موقعها الحالي، وساحل البحر.
تُعْرف عرقة اليوم بأنها ذلك التلّ القليل الارتفاع ولايزيد على 30 متراً، يجري قربه نهر عرقة، وتتراكم في داخل التلّ طبقات متراتبة من الآثار، أحدثها على سطح التل، وهي آثار عثمانية ومملوكية، كما اظهرت الحفريات التي بدأت ستينات القرن الماضي، ولم تنتهِ، قامت بها بعثة فرنسية، وهي متوقفة عن المتابعة حالياً.
من آثار عرقة
من آثار عرقة
ليس امتداد عمليات الحفر منذ الستينات أمراً غريباً إذا عُرِف أن الموقع يحتاج للكثير من الحفر وصولاً إلى أعماقه، فكل مرحلة من طبقاته تحتوي آثاراً حضارية أقدم مما هو فوقها، ولذلك اكتشفت آثار صليبية تحت الآثار المملوكية، ورومانية تحت الآثار الصليبية، ويونانية تحت الرومانية.
مواضيع متعلقة
في مبادرة سياحية.. معالم طرابلس توثّق مرئياً
في مبادرة سياحية.. معالم طرابلس توثّق مرئياً
13 اب 20:45
قلعة لبنانية تعانق فلسطين: تصميم رجل هزم عدوه!
قلعة لبنانية تعانق فلسطين: تصميم رجل هزم عدوه!
31 تموز 20:17
نبت من عرقة أباطرة حكموا الامبراطورية الرومانية، واشتهرت منهم عائلة ساويروس، منهم ألكسندر وسبتيموس.
آثار متنوعة في عكار العتيقة
تقع في منطقة الجومة، وهي مدينة شكّلت مركزاً لسلطة آل سيفا-الولاة التابعين للسلطنة العثمانية، تتميّز بقلعتها الأثرية، وجمال موقعها، وغزارة مياهها، وفيها آثار متنوعة التواريخ منها منطقة غزراتا، وكنيستها الأثرية، ومدافن ونواويس تعود لحقب تاريخية متنوعة، وينابيع غزيرة أبرزها نبع الشوح، ونبع الشيخ جناد، وتتشكل من مياهها شلالات جميلة عالية، ومن مواقعها الهامة جبل وسهل القموعة.
وفي البلدة مسجد مملوكي، ومطاحن أثرية وتراثية، وغابات حرجية من الصنوبر والسنديان والشوح والأرز، وتتميز بأشجار الجوز المعمرة.
قلعة “فيليكس” في مُنْجِز
من بلدات منطقة “الدريب”، اكتسبت تسميتها من التل الذي تقوم عليه قلعة “فيليكس”، وهي قلعة صليبية، بناها أمراء من آل “داكيز” الصليببين، وتقسم الكلمة إلى قسمين، “مون” أي التل، و”غيز” نسبة للأمراء من آل “داغيز”، وهي عائلة اشتهرت زمن الصليبيين، ولا يزال عدد من عائلاتها موجوداً في طرابلس اللبنانية حتى اليوم، ويعرفون بآل “داكيز”.
في منجز، عدة معالم أثرية وسياحية أخرى، أبرزها النهر الكبير الفاصل بين لبنان وسوريا، وتقام عليه العديد من المواقع السياحية من مقاهٍ، ومطاعم مظلّلة بالأشجار الدهرية، وهناك دير سيدة القلعة، و قصر أثري، ومدافن وكنائس أثرية، منها كنيسة مار دانييل، ونبع غزير يعرف بنبع الجعلوك.
كما تضم منجز محترفاً فنياً للنحت، والرسم، والحرفيات المتنوعة.
القبيات المترامية المساحة
تقع في منطقة “الدريب”، وهي مدينة مترامية تقع إلى الشمال الشرقي من عكار، وتصل إلى حدود قضاء الهرمل، والقموعة في المرتفعات، وإلى مطلات تطل على سوريا غربا وشمالاً، فيها الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية، والمواقع البيئية، وأبرزها: 9 كنائس وأديرة، وفي بعضٍ منها آثار رومانية، مثل دير مار شليطا، وقربه قبور ونواويس قديمة، وكنيسة غزراتا الأثرية، وكنيسة سيدة شحلو، وكنيسة ودير مار جرجس الأثري وبقربه آثار قديمة، وفي البلدة معمل لخنق الحرير، وعدة عيون غزيرة، ومحميات بيئية تمتد من المنخفضات بغابات صنوبر، وترتفع إلى السنديان في الوسط، بلوغاً محمية الشنبوق المجاورة للقموعة حيث غابات الشوح، والأرز واللزاب.
قلعة القليعات الصليبية
تقع البلدة في سهل عكار، وأبرز مواقعها قلعة القليعات الصليبية التي يملكها اليوم آل المقدم من طرابلس، ولا يزال الكثير من أجزائها قائماً، لكن مهملة بصورة عامة، ومطار القليعات الذي تجري اليوم مطالبات بتحويله إلى مطار مدني، يتميز باتساعه، وطول مدارجه التي تزيد عن مدارج مطار بيروت، وقد جرت عليه ترميمات، وهو صالح للعمل، ويشكل متنفّساً سياحياً للعاصمة بيروت فيما لو وضع في الخدمة.
وهناك البيرة من بلدات الدريب، وهي تضم قصر جعلوك الأثري،وجامع أثري، وخمس مزارات لأولياء راحلين، وقلعة طيبو، وقلعة البيرة الأثرية التي تحتوي على معصرة زيت قديمة، واسطبلات خيل، وآثار لمحاكم ومشانق كون البلدة كانت مركزاً لولاة عثمانيين من أبناء المنطقة، عُرِفوا بقسوتهم، وتشدّدهم في الحكم.
كما تحتوي البيرة على عيون مياه غزيرة، وأحراج سنديان وصنوبر وأرز معمرة، ولها إطلالة شمالية تكشف بحيرة حمص.
قلعة “عروبة” في القموعة
تقع في أعالي منطقة القويطع، وهي موقع سياحي مميّز، يشتهر بسهلته التي ترتقع زهاء 1400 متر عن سطح البحر،وتمتد باتساع منقطع النظير على أعالٍ من هذا المستوى، إذ يبلغ طولها زهاء ثلاثة كيلومترات، وعرضها الكيلومترين، تتحوّل شتاء إلى منبسط من الثلوج، وفي الربيع تتحول إلى بحيرة، وصيفاً إلى مروج أعشاب خضراء.
تعلو السهلة جبال حتى 2800 متر عن سطح البحر، وعلى إحدى قممها تقوم قلعة “عروبة”، ويشتهر الموقع بغابات الشوح، والأرز، واللزاب، وفيها نباتات نادرة، وغابة فريدة من نوعها لشجر “العزر”، وفيها مغاور، وينابيع غزيرة.
سيرياهوم نيوز1-الميادين