خسرت الساحة الموسيقية السورية والعربية أحد أهم ملحنيها الموسيقار الكبير أمين الخياط الذي أخذ بيد الكثير من المطربين والمطربات السوريين والعرب ممن سطع نجمهم في سماء الأغنية العربية، فأضحى رقماً صعباً في عالم التلحين والتأليف الموسيقي.
وشيع جثمان الموسيقار الخياط من مشفى المواساة مروراً بساحة الأمويين ليلقي نظرة الوداع الأخيرة على مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الذي احتضن الكثير من أعماله الموسيقية ليصلى على جثمانه في مسجد لالا باشا، ويوارى الثرى في مقبرة الدحداح بدمشق.
الموسيقار الذي نشأ وترعرع في ثلاثينيات القرن الماضي في بيت دمشقي أصيل بحي العمارة القريب من الجامع الأموي ونهل الأصالة وتذوق الألحان والجمال وتربى سمعه على القصيد والموشح والقد نعاه رفاق الدرب، وممن تتلمذوا على يديه من موسيقيين ومطربين، حيث أشار نقيب الفنانين محسن غازي في تصريح لمراسلة سانا إلى أن الموسيقار الراحل شغل حيزاً كبيراً بالحضور الإبداعي والفني على امتداد مساحة الوطن العربي، وبرحيله خسرنا قامة إبداعية لا تعوض.
وعبر المايسترو هادي بقدونس في تصريح مماثل عن مدى حزنه الكبير لرحيل قامة فنية وإبداعية عربية لن تتكرر فهو صاحب المسيرة الحافلة بعشرات الألحان التي أغنت المكتبة الموسيقية وبقيت خالدة في ذاكرة أجيال تربت على فنه وتذوقت أعذب الأنغام على آلته الموسيقية التي لم تفارقه إلى يوم رحيله.
الفنان نعيم حمدي الذي كان صديقه منذ أكثر من خمسة عقود مضت أشار إلى أن ما جمعه مع الراحل هو الكثير من الذكريات والمواقف الإنسانية النبيلة، حيث كان يغني ضمن فرقته وتعلم منه أصول الغناء والموسيقا، لافتاً إلى أن للراحل الفضل في إنشاء جيل موسيقي محترف، وفي شهرة الكثير من كبار الفنانين العرب.
بدوره وصف الموسيقي أسعد عيد الراحل الخياط بالمحب والصادق قبل أن يكون موسيقاراً كبيراً، مشدداً على أن ذكراه ستبقى خالدة من خلال الإرث الفني والموسيقي الذي تركه نبراسا لكل الأجيال الموسيقية القادمة.
واستذكر الفنان عصمت رشيد أستاذه ومعلمه الذي ترك أثراً جميلاً في نفوس الفنانين والموسيقيين من خلال العديد من المناصب الإدارية التي تبوأها، مشيراً إلى مساهماته الكبيرة في تشكيل العديد من الفرق الموسيقية.
عازف الإيقاع الذي رافقه لأكثر من ثلاثين عاماً ضمن فرقته أحمد قوادري اعتبر الراحل الخياط بمثابة الأب الروحي لأغلب الفنانين الذين تعاملوا معه خلال سنوات عمله، فهو الذي أسس فرقة الإذاعة والتلفزيون وفرقة حلب، وكان من أوائل الفنانين الذين حملوا نهضة الموسيقا في سورية، لافتاً إلى أنه كان يلحن حتى خلال فترة مرضه العضال الذي أصابه بسنواته الأخيرة.
رئيس فرع دمشق لنقابة الفنانين تماضر غانم وصفته بالرجل الأنيق ليس فقط في موسيقاه وألحانه وإنما أيضا في تعامله وأخلاقه وإنسانيته، مشيرة إلى أن رحيل هؤلاء القامات الإبداعية خسارة لا تعوض.
“كان زوجاً مخلصاً وأباً حنوناً وإنساناً نبيلاً” هكذا وصفته شريكة عمره ورفيقة دربه المحامية لميس النابلسي، مستذكرة مزاياه الإنسانية في تعامله مع أولاده، مضيفة إن رحيله ليس خسارة لعائلته فقط وإنما لكل من عرفه وتعامل معه.
وقال كنان الخياط ابن الراحل: “علمنا الحب والصدق والإخلاص في العمل، وكلماتي عاجزة عن وصف رحيله”.
سيرياهوم.نيوز 4_سانا