الرئيسية » مجتمع » سوريات «يبعن» شعرهن… حاجة أم تجارة؟! … رئيس جمعية الحلاقين بطرطوس : العرض أكثر من الطلب والأسعار مغرية

سوريات «يبعن» شعرهن… حاجة أم تجارة؟! … رئيس جمعية الحلاقين بطرطوس : العرض أكثر من الطلب والأسعار مغرية

| طرطوس- ربا أحمد

«الله بعوض والشعر بيطول» كلام لفتاة باعت شعرها الأسود الطويل.. أو «من يشتري هذه الوصلات» كلام كتبته إحدى السيدات التي تبيع شعرها السميك الجميل.

بوستات انتشرت في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وصور لفتيات يقصصن شعرهن للبيع.

وعليه جالت «الوطن» على عدد من المزينين والحلاقين في مدينة طرطوس، حيث أوضح بعضهم أنه بالفعل تأتي فتيات وأحياناً طفلات مع أمهاتهن لقص شعرهن الطويل وبيعه لنا، ونحن كمزينين نحتاج الشعر كثيراً وأحياناً نحن من يحاول إقناع زبونة ببيعه، ونعطي أسعاراً عالية وفقاً لطول الشعر وسماكته، فلكل سنتيمتر ندفع أحياناً عشرة آلاف وبالتالي نبيعه أضعافاً للزبائن، فطول 60 سم نشتريه بـ600 ألف ليرة وبعضهم يعطي أكثر.

وبين أحد الحلاقين أن هناك حالات يندى لها الجبين، ولكن تواسي الفتاة نفسها بأن الشعر سيعود ولن يبقى قصيراً، بينما بعضهن يقصصنه دون أن يكون لديهن أي مشكلة بذلك ولاسيما بعد ارتفاع الأسعار.

والبعض أوضح أن الطمع والغش يجعل بعض الحلاقين يقومون بإدخال شعر صناعي إلى الوصلة لزيادة سعرها، ومنهم من يبيعها لتجار التصدير بأرقام كبيرة، لذلك نجد أن بعض السيدات التي تود شراء وصلة تحاول أن تتواصل مع البائعات مباشرة ولكن الأخيرات يبعن الشعر للحلاق لأنه يعطي أسعاراً أعلى.

بالمقابل لفتت زبونة أنها سألت عن سعر إحدى الوصلات لتتفاجأ بأن سعرها مليون ليرة، وبرأيها هو ما قلب الأمر إلى تجارة وتم نسيان الجزء الإنساني.

تواصلت «الوطن» مع إحدى السيدات التي باعت شعرها، فأكدت أن من حولها شجعوها على ذلك، وخاصة بعد غلاء سعره وأعطوها اسم المزين الذي يشتريه بأسعار عالية، وعليه أعطاها ثمنه 500 ألف ليرة، بينما تفاجأت أنه يبيعها بمليون ليرة، مشيرة إلى أن 500 ألف مكنتها من إصلاح غسالتها وشراء بعض الحاجيات الضرورية لبناتها.

بينما أوضحت إحدى الفتيات أنها فقدت الجزء الأجمل من شعرها ولكن المبلغ الذي تقاضته استطاع أن يسد حاجتها لعدد من الأغراض التي رفضت أن تطلبها من والدها، مبينة أن صديقتها حاولت أن تدينها المبلغ ولكنها رفضت لعجزها عن سداده، وهي تواصلت عبر الفيس مع عدد من الحلاقين بدمشق ولكن في طرطوس أعطوها أسعاراً أعلى.

لتنهي كلامها قائلة «تجارة غمست بوجع إنساني، ولكن الأسعار فرضت قوتها على النساء والفتيات كحل بسيط ولاسيما أن الشعر يعاود الطول ولكن تبقى تلك اللحظة قاسية في الذاكرة مهما حاولنا».

رئيس جمعية الحلاقين بطرطوس جرجس داؤود أشار إلى أن العرض أكثر بكثير من الطلب، والكثير من النساء يأتين لبيع شعرهن ولكن ننتقي الجيد منه، فإحدى السيدات جاءت وباعت شعرها واشترت لأولادها حاجات المدارس والأسعار مغرية والشعر يعود ويصبح طويلاً وبالتالي هو حل لمشكلة اقتصادية لديها، لافتاً إلى أنها أصبحت تجارة من دون ضوابط والأسعار توضع وفق ما يحدده المزين.

 

سيرياهوم نيوز3 – الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...