آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب الأسبوع » حمزاتوف بين جبال داغستان وقاسيون

حمزاتوف بين جبال داغستان وقاسيون

| مايا سلامي

صدر عن وزارة الثقافة – الهيئة العامة للكتاب دراسة بعنوان: «حمزاتوف بين جبال داغستان وقاسيون»، تأليف د. أيمن أبو الشعر، تقع في 134 صفحة من القطع الكبير، وتهدف هذه الدراسة التي جاءت بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الشاعر العالمي رسول حمزاتوف إلى تسليط الضوء على خصاله الشخصية الحميمة كما عايشها عن قرب مؤلف الكتاب، متابعاً طبيعة حمزاتوف الجبلية العفوية المرحة، وتمتعه بسرعة البديهة إلى جانب التواضع المميز والشهامة.

ويهتم الكتاب لأول مرة بذكر ما عاناه حمزاتوف في مرحلة انهيار الاتحاد السوفييتي، مستقياً ذكريات مرّة من فمه مباشرة ضمن إطار الرد على محاولات تشويه اسمه الثقافي الجميل بعد رحيله عن عالمنا، ويبرز تفاعل حمزاتوف مع الشعب العربي وقضاياه وزيارته النوعية إلى سورية، ويقدم دراسة مكثفة لخصائص شعر حمزاتوف عبر نماذج من أشعاره في مختلف المجالات: السياسية، والوجدانية، والإنسانية، وعمق الحكمة التي تمس جوهر الإنسان.

كما يترجم المؤلف في هذه الدراسة مختارات متنوعة من قصائد رسول حمزاتوف التي تمثل معظم المواضيع المفضلة لديه.

طفل صادق

وفي البداية يتحدث الكاتب د. أبو الشعر عن حبه الكبير للشاعر حمزاتوف، قائلاً: «أحب رسول من كل قلبي، شاعراً وإنساناً وأشكر الزمن الذي أتاح لي فرصة التعرف إلى هذا الشاعر الفذ الرائع، حتى تخاله طفرة من طفرات الزمن الخصيب. إنه الطفل الصادق البريء الذي يتصرف بنقاء مطلق، ويحب ويتأثر أحياناً كأنه فتى في الثالثة عشرة، وفي الوقت نفسه يتحدث وينصح بأسلوب غير مباشر كحكيم عبر مئات السنين.

ويشير إلى أن رسول حمزاتوف ولد في الثامن من أيلول عام 1923 وتوفي في الثالث من تشرين الثاني عام 2003، وقد عاش بين هذين التاريخين فارس جبال مقحاماً وبحاراً يعايش النسائم الشاطئية في حديثه عن الحب وأعتى الأعاصير حين يتحدث عن الحرب والوطن.

ويبين أن رسول نشأ في قرية تسادا في أسرة آفارية متدينة ودرس في المدرسة المحلية ثم غدا نفسه مدرساً مدة وجيزة، ثم مساعداً في الإخراج المسرحي وملقناً وصحفياً في بعض الجرائد والإذاعة وكان ذا حضور حقيقي حتى لقب بشاعر الشعب الداغستاني وهي صفة تمنح لكبار الشعراء وقد شيد له تمثال في العاصمة «محج القلعة».

ويوضح أن رسول تأثر منذ شبابه الأول بوالده، وبدأ بكتابة بعض القصائد وهو في التاسعة من عمره، لكنها كانت بالتأكيد قصائد طفولية ومع متابعة اهتمامه بالشعر نضجت تجربته بعمر المراهقة والشباب الأول.

حياته الثقافية

ويستعرض الكاتب في دراسته الحياة الثقافية للشاعر رسول حمزاتوف وكيفية انطلاقته نحو الشهرة الكبرى في موسكو، مبيناً أنه سافر إلى روسيا في أواسط الأربعينيات ليدرس في معهد غوركي للآداب عام 1945 فتخرج فيه عام 1950 وقد بدأت ترجمة أشعاره تزداد منذ مرحلة دراسته في معهد غوركي، ثم غدت ظاهرة، حيث كان يتسابق إليها أشهر الشعراء والمترجمين وكان رسول يسهم بنفسه في ترجمة قصائده من اللغة الآفارية في الصيغة الأولى وبالتالي يكون على المترجمين أن يحولوا تلك التراجم إلى صيغة شعرية وهي مسألة باتت فيما بعد حساسة جداً إلى رسول.

ويؤكد د. أيمن أن حمزاتوف كان مترجماً نشيطاً جداً فترجم قصائد الشعراء الكلاسيكيين الروس إلى لغته الأم الآفارية ومنهم بوشكين وليرمنتوف ويسينين وماياكوفسكي الذي كان معاصراً له إبان طفولته.

ويوضح أن شهرة حمزاتوف اتسعت عبر انتشار قصائده التي تمتاز بالحكمة واللقطات المفاجئة والصور البسيطة الممتعة والأسلوب السهل الممتنع وباتت تترجم عن اللغة الروسية إلى عشرات اللغات السوفييتية والأجنبية، وما لبثت نسخ مؤلفاته تعد بالملايين، وأبدى ملحنون كثيرون اهتماماً كبيراً بأشعاره، وغنى قصائده أيضاً أشهر المطربين والمطربات ما أسهم في اتساع انتشارها.

ويشير إلى أن رسول مارس في حياته نشاطات ثقافية متنوعة فاختارته صحف ومجلات مهمة عضواً في هيئات تحريرها مثل «العالم الجديد»، «صداقة الشعوب»، و«الصحيفة الأدبية» وغيرها.

أسلوبه وموضوعاته

وتناول الكاتب في دراسته أسلوب الشاعر رسول حمزاتوف وأبرز موضوعاته الشعرية، فيذكر: «كان شعره حسب وصفه أشبه ما يكون بسجادة شرقية يحيكها خيطاً خيطاً فتزدهي ألوان القصيدة من تلك الخيوط البسيطة، فأروع الشعر يأتي من الكلمات البسيطة كما تصنع الجرار الفاخرة من الطين العادي البسيط كما يقول هو نفسه عن صناعة الشعر، ويـتأتى ذلك لحمزاتوف كونه يخوض غمار الشعر من دون تكلف متسلحاً بتلك البساطة والرهافة، ويتناول موضوعاته بدءاً من بيئته الجبلية وانتهاءً بالمدى الإنساني ومعاناة الشعوب وطموحاتها في الكوكب الأرضي الذي بات حمزاتوف يحس أنه مسؤول عنه بهذا الشكل أو ذاك».

ويؤكد أن وطنه الصغير يتجلى في قسم مهم من أشعاره حتى لا يكاد يغفل أي صغيرة وكبيرة من أشياء البيت الداغستاني ولاسيما العلاقات الأسرية الحميمة وطاعة الكبار وقدسية الأم والالتفاف حول المواقد، منتقلاً بعد ذلك إلى الصخور والينابيع التي تشفي من الأمراض لشدة نقائها، وإلى القمم الشامخة حيث تكاد بيوت قريته تتجاور مع أعشاش النسور، وصولاً إلى العلاقات بين الجيران ومع الأصدقاء وانتقالاً إلى الوطن الأكبر الجبار، والمواضيع الإنسانية، وحتى القضايا السياسية والاجتماعية المباشرة التي عايشها مطعمة بالانتقادات الحادة للأخطاء والممارسات البيروقراطية.

 

سيرياهوم نيوز3 – الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كتاب “العادات السبع للناس الأكثر فعالية”

      يتضمن الكتاب دروساً فعالة في التغيير الشخصي ويتناول مفهوم الفعالية الشخصية والتأثير الإيجابي للعادات الصحيحة على حياة الفرد. يركز الكتاب على تطوير ...