أعلنت منظمة اليونسكو الاثنين أنها أضافت جزيرة جربة التونسية إلى قائمتها لمواقع التراث العالمي بسبب آثارها القديمة وقراها البيضاء ومساجدها وكنائسها ومعابدها اليهودية.
وجاء قرار اليونسكو خلال الاجتماع الخامس والأربعين للجنة التراث العالمي التابعة لها والذي يعقد في الرياض في السعودية.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة في المغرب العربي إريك فالت إن “اجتماع لجنة الدول الأعضاء في اليونسكو وافق على إدراج جزيرة جربة في قائمة التراث العالمي”.
تبلغ مساحة جزيرة جربة 514 كيلومترا مربعا، وهي أكبر جزيرة في شمال إفريقيا. وتجمع مناطق صحراوية مطلة على البحر المتوسط وأراضيَ زراعية تنمو فيها أشجار النخيل والزيتون.
وقالت اليونسكو على موقها “يشهد هذا الموقع المتسلسل على نمط الاستيطان الذي نشأ على أراضي جزيرة جربة حول القرن التاسع الميلادي وسط بيئة شبه جافة وشحيحة المياه”.
وأضافت “كانت السمة الرئيسية لهذا الاستيطان هي الكثافة السكانية المنخفضة، وقد تطلب ذلك تقسيم الجزيرة إلى أحياء مجمعة معاً وقادرة على تحقيق الاستدامة ذاتياً من الناحية الاقتصادية، وهي ترتبط ببعضها البعض وبالأماكن الدينية والتجارية على الجزيرة عبر شبكة طرقية معقدة”.
ولفتت إلى أنه “نمط الاستيطان البشري المميز في جربة نتج من مزيج من العوامل البيئية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وهو يبين الطريقة التي عمل فيها السكان المحليون على تكييف أسلوب حياتهم مع ظروف بيئتهم الطبيعية الشحيحة المياه”.
ورحبت وزارة الثقافة التونسية الاثنين بهذا القرار قائلة إنه “ينصف الجهود المشتركة” لكل من السلطات والمجتمع المدني.
بدوره، رحب وزير السياحة التونسي السابق روني الطرابلسي المولود في جربة بإدراج جزيرته ضمن القائمة وصرح لوكالة فرانس برس “جربة ليست جزيرة صحراوية، إنها تراث حي: إنها جزيرة العيش المشترك والتسامح والسلام”.
وتعرف جربة بتنوعها الديني. وهي تضم كنائس ومعابد يهودية منها كنيس الغريبة، وهو الأقدم في إفريقيا، ومساجد محصنة من المذهب الإباضي، بعضها يقع تحت الأرض.
وما زالت جربة من أبرز الوجهات السياحية في تونس، رغم مقتل خمسة أشخاص برصاص شرطي في أيار/مايو الماضي خلال موسم الحج اليهودي السنوي إلى كنيس الغريبة.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم