د. محمد بنات
إذا أردت أن تقرأ عن الألم والوجع.. اقرأ صباح بشير
إذا أردت أن تقرأ عن الأمل.. اقرأ صباح بشير
إذا أردت أن تقرأ عن القهر والعذاب والظلم.. اقرأ صباح بشير
إذا أردت أن تقرأ عن العناد والإصرار ومجابهة الحياة.. اقرأ صباح بشير
تنطلق الكاتبة صباح بشير معنا في رحلة مع البطلة حنان لتخوض معترك حياة قاسية، مارس فيها النّاس أبشع صور الظّلم والجبروت، وانضم الزّمان هو الآخر ليكون عونًا لهم في النّيل من الإنسان الآمل المتفتّح المتنوّر، الباحث عن الذّات المقهورة أو المحروقة داخليًّا دون أن يحسّ أو يشعر بها أحد؛ ولهذا نجد العذابات والمعاناة والقهر الذي لا حدود له، فقد حملت البطلة من الهم ما تنوء بحمله الجبال، غير أنّها قاومت وصبرت وعاندت الرّياح العاتية الّتي كانت تعصف بها في كلّ مرحلة من مراحل حياتها.
تعود بنا الكاتبة بالبطلة إلى الوراء، بعد أن ضّلت بها الطّريق وتاهت بها السّبل، لا بل ضاعت في غياهب المرغوب والممنوع، والحلال والحرام، وهربت الأمنيات والأماني، وعادت بنا معها إلى ذكريات الطفولة، حيث فات ما فات من جميل الأوقات، وبعد أن أغلقت الحياة أبوابها، غير أنّ اليقين كان حاضرًا وإن بدا نور الأمل خافتًا، وبمزيد من الصّبر والقوّة والإرادة اشتعل الأمل من جديد وتوقّدت شعلته، حيث تنبعث الحياة ثانية دون أن تنكسر أو تستسلم، وإن كانت نادمة على شيء من الماضي الذي علّمها الكثير.
يمكن عزو ما ورد في هذه الرواية إلى الأدب التذكاري الذي يستند في حقيقته على أحداث واقعيّة في إطار ذاتي أو غيريّ يتم تسجيلها.
ونحن نقرأ الرواية نشعر بأنّنا نعايش أحداثًا ألفناها أو سمعنا عنها كثيرًا في الواقع المعاش، وما من شكّ أنّ الكاتبة استطاعت وبنجاح أن تكتب للحياة انطلاقًا من الواقع، ذلك الواقع الذي أنتج هذا النّص الرّوائي الرّصين، ولولا أنّ النماذج الواقعية لحنان وأضرابها من النّساء ما كانت موجودة في المجتمع، ما استطاعت صباح أن تكتب روايتها هذه.
يشعر القارئ لهذه الرواية التي تندرج ضمن الرواية الواقعية كما أسفلت بأنّ حروفها تتفكّك وتتنافر، وتلتقي ثانية لتتآلف على مساحة أسطرها التي تطول، وينطق بها قلب حزين مكلوم.
تطالعنا هذه الرواية بالحديث عن عالمنا الشّرقي المليء بالتناقضات التي تعود بنا إلى الزّمن الغابر، وهذا منوط بطبيعة المجتمع ومكوناته وعاداته وتقاليده المتأصّلة في ذات كلّ فرد، وتمثّل انعكاسا واضحا للقناعات المترسّخة في الضّمير والوجدان مهما تقدّم الفرد وارتقى علمًا وثقافةً وحضارةً وفهمًا، غير أن عُقدة العُقد تنحصر في “القال والقيل” نهجًا لا يفارق مسرح الحياة الواسع، وهذا ما يضيّق الحياة على الرّغم من فضائها الرّحب ومساحتها الممتدة.
من يقرأ هذا العمل يتجرّع الأنين ويتحسّس الآهات، ويتفحّص الأوجاع والعذابات التي تذيب القلب من شدّة الكمد، وتفيض العيون بالدّموع حزنًّا وألما على الحظّ العاثر، بعد أن كانت البطلة حنان تعيش جسدًا بلا روح بعد زواجها الأوّل، حيث الإهانات، والسّباب، والنّكد، والغيرة، والحسد، والكيد، ويكشف القاموس الحافل للكاتبة عن وجه قاتم لمجتمع لا يرحم، فما من مفردة إلا وخَلْفَهَا التّنهيد والوجع، والغُصّة، والحُرقة واللّوعة.
وما من شكّ في أنّ الظّلم أبشعُ شيء في الحياة، فالبطلة حنان ظلمت كثيرًا، ولم تُقدّر أو تُحترم، وهنا الألم، فقد ظُلمت من الحماة، والزّوج، والأخت، وزميلات العمل، لا لشيء إلّا لأنّها تختلف عنهم في الفكر أوّلًا، والجمال الذي يكون أحيانًا وبالًا على صاحبه.
ومن يتلقّف هذا العمل لن يستطيع الفكاك من وقع الأنّات والجراحات الغائرة التي انصبّت كسياط عذاب على البطلة (حنان) التي تمثّل قولا واحدًا واقع الأنثى في مجتمعنا الشّرقي، الذي لا يعرف من معايير الحياة سوى بداية بعض الجُمل وأنصاف الآيات والأحاديث، ولا بل يحصرها أحيانًا في الأمثال الشّعبية، دون أن يلقي بالا لما يحدثه ما يفوه به من كلام قاس كالحجارة أو أشدّ قسوة، ويُشعل نارا تتأرجح بين الطّاعة والحياء والأدب، وكل هذا يقتلها ويظهرها ضعيفة وإن بدت على ملامحها أمارات القوّة أحيانًا، فيشعرها على الدّوام بأنّها بحاجة إلى سند ينتشلها كجثة هامدة من بين ركام الجهل والحقد والغيرة والكراهية .
“رحلة إلى ذات امرأة” رواية تجذب القارئ وتدفعه لمواصلة فعل القراءة، إذ يتشارك المتلقي مع الأديبة ما فيها من قسوة وحبّ وحنان وحزن وأمل على الرّغم من قساوة التّجربة التي تكرّرت مرّتين، في المرة الأولى لم يكن لها رأي في الاختيار، فكانت التجربة قاسية جداً، وحريّ بنا الإشارة إلى أنّ تجربة الزواج الثانية كانت باختيارها، وهذا ما عمّق المأساة وفتح الجرح ثانية، وعليه فهي المسؤول أولا وأخيرا عن هذا الاختيار، ومع ذلك فإنّنا لا نستطيع أن نراهن على تجربة متواضعة ضمن صداقة بين زميلين نجاحا أو فشلا من خلال موقف، غير أن الخوف من الخذلان ظلّ ملازما لها على الدّوام خوفا من تكرار التّجربة، وبالفعل شخصت العيون وتحقّقت الظنون وكان ما كان.
تحاول الكاتبة أن تشي بأنّ الغيرة من ثقافة البطلة وجمالها هي السبب الكامن وراء تحطيمها، في ظل وجود صورة تتناقض تمامًا معها حيث العجز والنّقص، والرّغبة في تعويضه عن الهيمنة الذكورية.
برعت الكاتبة في رسم الشّخصيّات وإبراز صفاتها المعنوية والحسّيّة، وكذلك الأمكنة، والمشاعر والأحاسيس، ولديها خيال خصب واسع فيّاض، دون أن تغرق في طغيان الخيال على الموصوفات، وقد جاء كلّ ذلك في سياقه الطّبيعي، دون أن يكون مقحمًا على المشاهد الموصوفة، ولهذا الوصف أثره في التّأثير على القارئ في الأحداث التي سيقرؤها لاحقًا، وبدورها تعمّق الرّؤية لدى المتلقي بحيث تجعله يعيش المشهد وكأنّه ماثل أمامه. وهذا ما لمسته وأنا أقرأ هذا العمل.
الشّخصيّات:
صورة الأب: من الشخصيات النامية في الرواية، والتي كان لها حضورها البارز، فقد كان دائما في موقف إيجابي على العكس تمامًا من الأم التي كانت تمثل الجانب السلبي في كل موقف، وهي قريبة إليه أكثر من الأم، وهذا النّموذج يتناقض مع الواقع في المجتمعات الشّرقيّة.
نماذج نسائية متناقضة:
تقصّدت الكاتبة استحضار نماذج نسائية متناقضة لتكشف لنا من خلالها عن الفوارق في التفكير.
البطلة حنان: الحالمة العاشقة، الرّقيقة الودودة الطيبة، مرهفة الأحاسيس والمشاعر، مترددة لم تجد الطريق إلى نفسها منذ البدايات، بعد أن ترك زواجها الأول لاختيار الأهل. محطات من حياتها شكّلت مرتكزا ومحورا أساسيا في الرواية، لا تعرف اليأس والاستسلام، مضت تواجه إعصار الحياة بإرادة صلبة، على طريق تحقيق الحلم ورغم شدّة الضَربات قررت أن تخطو الخطوة الأولى فدرست وتعلّمت، وكدّت وتعبت، وحاولت تغيير حياتها لكنّ التعاسة ظلّت ملازمة لها.
صورة الأم: لها شخصية مزدوجة، فتارة تبدو رحيمة عطوفة، وأخرى رعناء متهورة، سريعة الغضب، تحسب حسابًا للناس والمجتمع على حساب تعاسة ابنتها، ويتجلى هذا في موقفها من زواج ابنتها الأوّل، وهي سريعة الأحكام، فمن أول لقاء حكمت على عمرَ بأنه إنسان طيّب، تفسّر الأمور على هواها، فتفسر الرّفض بالتمرّد. تقول: “عمر إنسان طيب بسيط لا ينقصه شيء، العيب في طريقة تفكيرك وتمرّدك، تعلّمي كيف تتعاملين معه، كوني له أمة يكن لك عبدًا”. وتنعت ابنتها بالتكبر والاستعلاء، وهي سطحية التفكير إذ إنها تبرر نتيجة توتر العلاقة بين ابنتها وزوجها بالحسد، وبتعليل بائس “عين وصابتكم”، ولديها مشكلة في إيجاد الحلول للخروج من المأزق متذرعة بكثرة الإنجاب حينا، والملاطفة والاحتواء حينا آخر، وحينما تفشل تلقي باللائمة على القدر، فتقول لابنتها: “هذا قدرك” ألم تكن هي السبب وراء كل ما حصل لها؟ تقول على لسان حنان صفحة 155″ لقد دمرتني مفاهيم والدتي المترسخة عن الزواج في مجتمعنا”.
أم إبراهيم: أم الشّهيد خالد، قويّة، صابرة، مناضلة، غير متعلّمة، مربّية فاضلة، تعتمد على ذاتها، وتنطلق للعمل لتعول أسرتها.
الأخت الصغرى غادة: بدينة، متوسطة الجمال، دائمة الانتقاد، غيورة، مراوغة، كاذبة، مفترية، مضللة، أنانية، عدوانية، حاقدة ناقمة على أختها حنان وبخاصة عندما جاءوا لخطبتها فظنوا أنّ حنانا هي العروس، وهذا ما زاد من غيرتها وحنقها.
الأخت الكبرى هبة: ذكية، جادة.
الزوج الأول عمر: رسمت له صورة قاتمة في الصفحة الحادية والأربعين، فبدت كارهة له منذ أن أبصرته، وهذه الصورة مخالفة تمامًا لتلك الصورة التي رسمتها في مخيلتها لفارس أحلامها، جاء في الصفحة الثالثة والأربعين على لسان أمه أنه مرح اجتماعي، وصاحب نكتة ودعابة، غير أنّ هذا لم يكن أبدًا خلال سرد مجريات الأحداث. فلديه شخصية مزدوجة، متخلّف، ولديه نظرة مشوهة عن المرأة، مراوغ، بارع في استبدال الأقنعة. رسمت له صورة سلبية ساخرة في الصفحة 86 وكأنها تزدريه.
الزّوج الثاني نادر: مرواغ، يعرف كيف يتقمّص، كاذب، لكنها عاشت معها حياة عوضتها ولو بجزء بسيط عن القهر. نادر وعمر نموذجان متناقضان تماما، أفضيا إلى كارثة حقيقية ألمّت بالبطلة .
أم عمر: مخادعة، خبيثة، متسلطة، قاسية القلب، محرّضة تقول صفحة 109 “لا تستمع لرأيها يا عمر، ألم تسمع بالمثل القائل الفرس من الفارس”، متحجّرة المشاعر.
ماري: صديقة صادقة، متفهّمة، ذات تفكير عقلاني، على الدوام كانت الملجأ والملاذ لحنان كلّما عصفت بها الأزمات. لها نظرة في الحياة تقول الراوية على لسانها: “هكذا يربون الإناث على الحياء والخضوع” فهذه العبارة تختزل تفصيلات كثيرة.
أكثر ما أثارني في هذه الرّواية تلك اللّغة المشهديّة التي استطاعت من خلالها الكاتبة اختراق مكنونات النفس الإنسانية بعيدا عن الغرائز أو الماديّات، فكان التركيز منصبًّا على الأبعاد المعنوية كالنفسية والفلسفية بعيدا عن سرد الأحداث التي قد تبدو للقارئ السّطحي عادية، ولا سيّما أنّه يقرأ عن قضيّة باتت مألوفة لديه، غير أنّ هذا لا يتأتّى إلّا لمن ملك ناصية اللّغة، وأجاد الرّسم بالكلمات ببراعة.
في الوقت نفسه تعرض نماذج متناقضة أخرى كالصورة التي رسمتها لعم عمر المتحضر اللطيف، وزوجته الودودة،
المكان:
تركز الكاتبة في وصفها على الأماكن المفتوحة والمغلقة، قدمت لنا مقارنة بين زمنين أو حياتين عاشتهما داخل الوطن وخارجه، والذي يوازن بين الأمكنة الموصوفة يجد بونًا شاسعًا في الوصف، وإن بدا يسير على السّمت نفسه وبالطّريقة ذاتها، غير أنّ تفاصيل الأمكنة داخل الوطن تدلّ على عميق انتماء وكبير تشبّث بالأرض الّتي أحبّت، والمكان الذي عشقت – أعني القدس- تلك المدينة الّتي ظلّت حاضرة في ذهن البطلة، وحملتها قلبًا أينما ذهبت أو توجّهت، وقد أجادت الكاتبة توصيف أماكن جميلة في ثنايا الرّواية، وكأنّها ماثلة أمامنا بأدقّ تفصيلاتها. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ كلّ مكان له خصوصيّة جماليّة، وإن بدا مختلفًا إذا ما قيس مع غيره، فالمكان الثّاني بكلّ ما فيه من طبيعة وجمال وحياة وراحة، بدا مألوفًا لدى البطلة الّتي عاشت فيه بعد أن حاصرها أهلها وضاقت عليها الأرض، فاضطرّت إلى الرّحيل هربًا من الأذى النّفسي والعذابات الّتي كانت تعيشها كلّ يوم، وكثيرًا ما راودها الحنين إلى وطنها، إذ كانت تشعر بأنّ روحها قد انتزعت من جسدها، وظلّ صهيل الذّكريات حاضرًا كلّما عصف بها الحنين ودفعها الشّوق إلى تذكار الأحبّة .
تطرح الكاتبة عددًا من القضايا التي ينبغي الوقوف عندها مطوّلًا، وإعادة النّظر حول تلك المفاهيم وبخاصّة:
– الزواج
– الذكورية
– الطلاق ونظرة المجتمع إلى المطلقات
– الدين والفهم الخاطئ له .
إيجابيات لدى الراوية:
-
لديها نفس طويل في سرد الأحداث.
-
لغة الكتابة رائعة، فلديها قاموس ثرّ يدلّ على أنّها لديها ثقافة عالية واطلاع كبير، وما من شكّ في أنّ الكاتبة قارئة نهمة لكثير من الأعمال الرّوائية لكتّاب آخرين، وهذا ما أثرى لغتها.
-
اهتمامها بقضايا اجتماعية بحاجة إلى تسليط الضوء عليها.
-
تحاول باستمرار خلق أحداث ثانوية إلى جانب الحدث المركزي.
-
تقسيم الرواية إلى مشاهد وفصول.
-
الاهتمام بالصور الأدبية بمختلف أشكالها.
-
تطعيم لغتها الفصحى بألفاظ عامية عندما يتطلب الأمر.
-
طغت اللغة الأدبية على أحداث الرواية.
-
– المقدرة على سرد الأحداث في الرواية الواقعية بأسلوب منطقي.
-
الاهتمام بالبعد الديني والاجتماعي في سرد الأحداث.
نصائح للراوية:
-
ضرورة الاهتمام بمواضع التقديم والتأخير، والبعد عن تكرار بعض العبارات التي ورد ذكرها في الرواية.
-
الوصول إلى المعنى المراد بأقل عدد ممكن من الألفاظ دون إطالة، فتكثيف العبارات من أبرز مزايا الكتابة الأدبية.
-
الإكثار من قراءة الأعمال الأدبية الواقعية، لا سيما روايات نجيب محفوظ، فقراءتها سيساعد الراوية على امتلاك أكثر من مهارة، كإجادة خلق الحبكة في السرد ببراعة، والتمكن من العبارات البلاغية التي تروق للقارئ، فتجذبه للاستمرار في القراءة.
-
تجنب تقديم الأحداث للقارئ، فقارئ اليوم قادر على فهم الروايات التي تنتمي لمدارس أدبية مغرقة في الغموض والترميز، فكيف بنا إذا تعلق الأمر برواية واقعية كهذه؟ فالتقديم ينزع القارئ من جو الرواية، فيتحول إلى شخص يقرأ تقريرا عاديا، كما أنه يحد من قدرة القارئ على التخيل والاندماج في الأحداث.
-
الابتعاد عن تكرار الأحداث و(الفلاش باك) إلا في المواقف التي تستلزم ذلك.
-
أتمنى على الراوية في الروايات الواقعية ألا تجعل العاطفة تطغى على قلمها، فنحن نقرأ الأحداث في الرواية على أنّها أمر مسلم به، رغم أن طبيعتها في بعض الأحيان كانت تدين البطلة باستمرار وبخاصة عند صمتها؛ فاستطاعت إقناعنا بأنّها ضحية زواج فاشل منذ البدايات، وهذا يتضح من شخصيتها أثناء سرد الأحداث وزاوجها للمرة الثانية يكشف على أنها متهورة بعض الشيء، وفي رأينا أنّها لم تتعلّم من التجربة الأولى، فوجدتها منساقة وراء هواها بعض الشّيء.
-
لم تقنعني الراوية ولو مرة واحدة أن عمر إنسان بتلك الصفات السيئة التي خلعتها عليه زوجته، فهو رجل خلوق ومهذب على نحو ما ذكر في الصفحة 35، لكنها رسمت له في الصفحة 41+42 صورة قاتمة بشعة ركزت فيها على صفاته المعنوية، كشفت من خلالها عن رفضها الزواج به، والمرأة حباها الله بنقاط قوة كثيرة تجعلها قادرة على توجيه زوجها كما ترغب، لكن حنان لم تفلح وكانت تفتعل المشاكل، لكني هنا لا ألوم الراوية فهي تسرد ما سمعته وعايشته بأمانة.
-
كنت أتمنى على الراوية أن تكون أكثر حزما في مواجهة أختها الصّغرى “غادة” .
ختاما.. برأينا فإنّ الأم هي السّبب الأوّل والرّئيس في كلّ الأزمة، تقول مثلا في الصفحة الثالثة ومن كلامها أقتبس “كل شيء تطور من حولنا آنذاك إلا تفكير أمّي”، إذ إنّ أفكارًا قديمة تسيطر على عقليتها، فهمّها الأوّل “القال والقيل”، “العيب”، “السمعة”، والرّغبة في السّيطرة وفرض رأيها، وعدم تقبل آراء الآخرين.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم