عيّن الرئيس السوري، بشار الأسد، أول من أمس، نائب وزير الخارجية فيصل المقداد خَلَفاً لوزير الخارجية وليد المعلم الذي وافته المنيّة الأسبوع الماضي، وفق ما أعلنته الرئاسة السورية. وبالإضافة إلى مرسوم تسمية المقداد، أصدر الأسد مرسومين آخرين قضيا بتسمية مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري نائباً لوزير الخارجية، على أن يحلّ السفير بسّام الصبّاغ مكان الجعفري في نيويورك.
والمقداد (66 عاماً)، وزير الخارجية الجديد، يحمل إجازة في الأدب من جامعة دمشق منذ عام 1978، كما حصل على دكتوراه في الأدب الإنكليزي من جامعة تشارلز في براغ عام 1993. وهو ينحدر من قرية غصم في ريف درعا في جنوب سوريا، وكان قد التحق في عام 1994 بالسلك الدبلوماسي السوري. وانضمّ في عام 1995 إلى الوفد السوري في الأمم المتحدة، قبل أن يُعيَّن في عام 2003 مندوباً دائماً لسوريا لدى الأمم المتحدة في نيويورك. وفي العام نفسه، عاد إلى سوريا بعد تعيينه نائباً لوزير الخارجية. وعمل بشكل وثيق مع المعلم، وكان يرافقه في معظم اجتماعاته ومؤتمراته. ومع تدهور الحالة الصحية لوزير الخارجية الراحل في السنوات الأخيرة، عقد المقداد بعض المؤتمرات الصحافية الخاصة بوزارة الخارجية، واضطلع بمعظم المهمّات في الوزارة. وفي أيار/ مايو 2013، خطف المسلّحون في درعا والد المقداد، وكان في الـ 84 من عمره، قبل أن يفرَج عنه لاحقاً في صفقة تبادل. وتنقل وكالة “فرانس برس”، عن أحد العاملين في وزارة الخارجية السورية، قوله إن “المقداد هو خرّيج المدرسة ذاتها التي تخرّج منها وليد المعلم”، مشيراً إلى أن “كلاهما اشتركا في إدارة الملف اللبناني في أكثر اللحظات الحرجة للعلاقة بين البلدين”، وخصوصاً بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في عام 2005، وتوجيه أصابع الاتهام الى دمشق. ووصف المصدر الرجل بأنه “هادئ وقارئ من الدرجة الأولى”، كما “لديه علاقات ممتازة مع الإيرانيين والصينيين”. ويعدّ المقداد من المؤيّدين بشدة لتعزيز العلاقات مع إيران وروسيا الحليفين الرئيسين لدمشق. وتقول مصادر في الأمم المتحدة وموظفو إغاثة دوليون لـ”فرنس برس” إن الدبلوماسي المخضرم كان أيضاً المحاور الرئيس لسوريا مع وكالات الأمم المتحدة والوكالات الأجنبية الموجودة في دمشق. وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، أجرى اتصالاً هاتفياً مع المقداد وهنّأه على منصبه الجديد، مؤكداً “استمرار التعاون الاستراتيجي الإيراني مع سوريا”.
المُعيّنون الثلاثة الجُدد هم جميعاً من تلامذة وزير الخارجية الراحل
كذلك، سيتسلّم بشّار الجعفري، المندوب السابق لسوريا لدى مجلس الأمن، مهمّات المقداد السابقة خلال شهرين، وفق مرسوم الرئاسة. ويشكّل الجعفري أحد أبرز وجوه الدبلوماسية السورية، وهو معروف بحنكته وخبرته، بعدما تمرّس طويلاً في السلك الدبلوماسي منذ التحاقه في عام 1980 بوزارة الخارجية السورية. وشغل أول منصب له خارج البلاد في باريس ملحقاً دبلوماسياً، وتدرّج في مناصب عدة حتى تعيينه عام 2006 مندوباً دائماً لسوريا لدى الأمم المتحدة في نيويورك. وترأس الجعفري وفود الحكومة السورية إلى جولات المفاوضات مع المعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف، كما إلى مفاوضات أستانا التي ترعاها موسكو وطهران، حليفتا دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وسيحلّ السفير بسّام الصباغ، المندوب الدائم لسوريا لدى مكتب الأمم المتحدة في فيينا، مكان الجعفري في نيويورك.
وبهذه التشكيلات الجديدة، لن يتغيّر شيء يُذكر في أداء الدبلوماسية السورية، إذ إن المُعيّنين الثلاثة الجُدد هم جميعاً من تلامذة وزير الخارجية الراحل وليد المعلّم، وقد تمرّسوا في السلك الدبلوماسي السوري تحت قيادته منذ سنوات طويلة.
(سيرياهوم نيوز -الاخبار)