| هني الحمدان
تتسابق الدول على تحقيق كل ما تتطلع إليه من أهداف وغايات تصنيعية وابتكارية واستكشافية عبر العمل الجاد الموضوعي الذي ينقلها من حال إلى حال أفضل، ودول عدة وصلت لمرحلة الدمار والضياع، ولكن عندما وضعت نصب عينيها خيار العمل والإنتاج نجحت واستطاعت أن تقف من جديد، ولا مجال لذكر الشواهد هنا.. ربما تغيرت الظروف والصعاب ثقلت على كاهل الحكومات، إلا أن العمل يتحقق، وبمقدور من يضع هدفاً له يجد فيه الملجأ من الخروج من الحفر والمطبات سواء أكانت مؤسسات وحكومات وحتى أفراداً، لا شك بأنه يصل إلى مبتغاه.
من هنا ليكن العمل الرقم الأول والثاني والثالث في حياة الجميع، فالظروف باتت صعبة، وهنا لا بد من خيار سوى العمل، فإن لم تكن مفيداً بالعمل فكيف تفيد أولادك وعائلتك ؟!
طبعاً حين نقول العمل نعني العمل المتقن بالإخلاص والعرق والجهد. «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» أما من يتظاهر بالعمل لإرضاء مسؤوليه فإن نتائجه وإن كثرت لفترة فإنها تزول. فغداً يذهب المسؤول وتذهب المناصب و.. تذهب النتائج..
والسؤال هنا: هل جل أعمال مؤسساتنا ومسؤولينا كان حباً بالعمل.. ؟ أم من أجل إرضاء شخص الوزير أو سواه ممن يملك قرار بقاء المدير أو المسؤول قابعاً على كرسي «الوجاهة» والمنفعة المادية..؟!
للآسف برأيي معظم أعمال وأنشطة الأغلبية قسم منها للوجاهة و«البروظة»، وأخرى لمجرد «تمشاية» الأمور، من باب أنا ومن بعدي الطوفان، وقسم منمق يجيد المكائد والدس والتلون للبقاء أطول فترة ممكنة، والقاسم المشترك بين تلك الحالات، هو التغني بالمسؤولية وحب العمل.. ولو قمنا بحساب منطقي للنتائج المتحصلة جراء أعمالهم وتدخلاتهم لانكشف لنا مستور فظاعات تقصيرهم، لكن الواسطات والمعارف لا تزال معششة ليس فقط في أذهان الكثيرين الطامحين، بل في سراديب الإدارات والمؤسسات ولا تخلو أماكن القرار منها.
اليوم وبمثل ظروف صعبة كهذه يجب أن يتعلم ويقتنع الجميع، أفراداً ومؤسسات وحكومات بأنه لا خيار سوى العمل والتعب ثم التعب والتعب، فالكأس التي أمامك لن تأتي إليك ما لم تمد إليها يدك، ولن تمتلئ بالماء ما لم تملأها أنت، الجسد يتعب وقد يهرم أما الروح فلا، وإن ذبلت اسقها بماء العمل، وكما قال «فرويد» الحب والعمل عماد البشرية.. قد لا تعرف أبداً نتيجة أفعالك لكن إذا لم تعمل فلن يكون ثمة أي نتائج، وإذا أردت أن تحصل على التفاحة لا بد أن تهز الشجرة.
عندما يقتنع الجميع بأهمية العمل والإنتاج ولو تحت ظروف صعبة وقاسية ستتبدل النتائج وستؤتي أكلها مستقبلاً أو بعد فترة ما، تجعل من يعمل بإخلاص منتجاً ومسؤولاً ومثالاً.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن