مشكلات كبيرة في مدريد: حلول هجومية مطلوبة

يُعاني نادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم منذ بداية الموسم من ضعف الأداء، وفقدان الهويّة التي اعتادت الجماهير أن تراها حتى في أصعب ظروف «النادي الملكي». و على الرغم من أن النتائج لا تظهر حقيقة المشكلة، إلّا أن الفريق بات قاب قوسين أو أدنى من الدخول في «معمعة» قد تجعله يخسر جميع الألقاب التي ينافس عليها.

انطلاق الموسم المحلي الذي يصل اليوم إلى أسبوعه السابع لم تكن جيدة، فدخل الـ«ميرينغي» في «دوّامة» الانتصار في آخر الدقائق أمام سيلتا فيغو ثمّ خيتافي وريال سوسيداد، حتّى أنّه انتزع فوزه الأوّل في دوري أبطال أوروبا أمام يونيون برلين الألماني بهدف وحيد في الدقيقة الرابعة من الوقت المضاف، الأسبوع الفائت. ومن الممكن أن تكون مباراة الريال يوم غدٍ الأربعاء (الساعة 20:00 بتوقيت بيروت) أمام لاس بالماس هي الفاصلة في تحديد مستقبل المدرّب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وخصوصاً بعد تعثّر الفريق في «ديربي» العاصمة مدريد أمام الجار أتليتكو، وتراجعه إلى المركز الثالث (15 نقطة) خلف برشلونة الأول وجيرونا الثاني (16 لكل منهما).

وكان «أبيض العاصمة» قد مني بهزيمة من العيار الثقيل بثلاثة أهداف لواحد على أرض أتليتكو ليل الأحد الإثنين ليخرج أنشيلوتي عن صمته متحمّلاً المسؤوليّة كاملة حيث قال بعد المباراة : «ربما كان بإمكاني فعل الأمور بشكل أفضل. هذا واضح جداً. عندما لا يقوم الفريق بما عليه القيام به، فهذه مسؤوليتي». وانطلاقاً من هنا قد تكون الأجواء متوتّرة بينه وبين الإدارة في الأيام المقبلة، بالأخص وأنّ الإيطالي كان قد وقّع على عقد لتدريب منتخب البرازيل ابتداءً من صيف 2024، في وقت لا يزال يتولّى منصبه كمدير فنّي للريال.

لم يكن قرار الإدارة صائباً ببيع المهاجم ماركو اسينسيو إلى باريس

ولكي يحافظ على ماء وجهه مع الريال، ويحمي الإرث الكبير الذي صنعه هناك في إسبانيا، يتعيّن على أنشيلوتي تغيير بعض الأفكار التكتيكيّة التي لا يزال متمسّكاً بها من المواسم السابقة، ليتناسب ذلك مع التغيير الذي طرأ على الفريق عبر رحيل بعض الأسماء، كما ضعف بعض المراكز. يصح القول إنّ الريال تعاقد مع مهاجم رأس حربة هو خوسيلو (33 عاماً)، ولكن لم ولن يكون معوّضاً للقيمة الفنيّة التي كان كريم بنزيمة يضيفها في هجوم الفريق.
وأخطأت إدارة الفريق أيضاً عندما باعت أسينسيو لباريس سان جيرمان، فلم يعد هناك بديل للبرازيلي فينيسيوس جونيور المصاب، والذي ابتعد لفترة عن الملاعب (ربما يعود في المباراة المقبلة).
وانطلاقاً من كل ما تقدم فإن أنشيلوتي وجهازه الفني مطالبون بإخراج أفضل ما لدى الإنكليزي جود بيلينغهام، وهو اللاعب الوحيد الذي يقاتل كما يجب مع الفريق، بعد أن أتى بالحل في الكثير من المباريات وساهم في حسم الانتصارات (سجل 5 أهداف وصنع واحداً في 6 مباريات بالدوري). لذا يُعد تحسين النتائج طوق النجاة الوحيد للمدرّب الإيطالي إذا ما أراد الخروج من الباب الكبير وترك أثر جميل في آخر أيامه المدريديّة.