يكثف وسطاء دوليون جهودهم لمنع اندلاع جولة جديدة من المواجهات المسلحة بين إسرائيل وحركة حماس التي تدير قطاع غزة وسط تصعيد في الاحتجاجات العنيفة على طول السياج الحدودي.
وقال تور وينسلاند، مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، على منصة إكس (تويتر سابقا) اليوم الأربعاء، بعد يوم من اجتماعه مع مسؤولي حركة حماس في غزة، “الأمم المتحدة تتحدث مع جميع المعنيين وتعمل معهم لتحسين حياة الناس في غزة، لا سيما الفئات المستضعفة”.
وأضاف “الوضع صعب داخل القطاع ويتعين علينا أن نتجنب صراعا آخر ستكون له عواقب وخيمة على الجميع. سكان غزة عانوا بما يكفي ويستحقون أكثر من عودة الهدوء”.
وقال دبلوماسي إقليمي إن مصر كثفت جهودها أيضا لمنع الانزلاق إلى حرب أخرى. وسبق أن توسطت مصر في العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار بين إسرائيل ومسلحي غزة فيما مضى.
وينظم الفلسطينيون في غزة احتجاجات على طول السياج منذ قرابة أسبوعين، بعد فترة هدوء نسبي.
ويقول سكان غزة إنهم يحتجون على أمور بينها معاملة السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والزيارات اليهودية لمجمع المسجد الأقصى.
ورشق شبان فلسطينيون القوات الإسرائيلية بالحجارة والعبوات الناسفة فردت بالذخيرة الحية، مما أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة عشرات آخرين.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هجاري لهيئة البث العام الإسرائيلية (راديو كان) إن الاحتجاجات لن تؤدي لأي تنازلات من إسرائيل.
وأضاف “الأولوية هي إقامة دفاع قوي ومنع وقوع هجمات فيما وراء السياج. أي شخص يحول الأحداث إلى إرهاب يُضرب ويُقتل… لن يحصلوا على تنازلات بممارسة الإرهاب”.
وأغلقت إسرائيل المعابر ومنعت العمال من دخول أراضيها منذ أوائل الأسبوع الماضي. وقالت إن إعادة فتحها “سيخضع لتقييم مستمر لتطورات الوضع في المنطقة”.
* تحسين الأوضاع الاقتصادية
لم يدل متحدث باسم حماس بتعليق على الفور. ودافعت الجماعة عن الاحتجاجات قائلة إن الهدف منها الاحتجاج على الإغلاق الإسرائيلي و”الاعتداءات” ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية اللتين تحتلهما إسرائيل.
ودمرت بضع حروب، وحصار تفرضه إسرائيل بدعم أمني من مصر منذ 16 عاما، اقتصاد غزة وترتب على ذلك ارتفاع معدل البطالة إلى نحو 46 بالمئة، وهو أحد أعلى المعدلات في العالم.
وقال الدبلوماسي الإقليمي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الوسطاء يسعون إلى اضطلاع إسرائيل بمزيد من الإجراءات لتحسين الأوضاع الاقتصادية وتيسير أكبر للإجراءات على المعابر التي تسيطر عليها مع غزة، وزيادة عدد تصاريح العمل.
وأضاف أنه في المقابل تكبح حماس الاحتجاجات وتنهي استخدام العبوات المتفجرة بدائية الصنع والبالونات الحارقة.
ومضى يقول إن الاحتجاجات ليست بمنأى عن المشكلة المالية التي تواجهها حماس والتي تفاقمت بسبب خفض قطر للتمويل.
وقلصت قطر المنحة التي كانت تقدمها لدعم أجور 40 ألف موظف في حماس إلى خمسة ملايين دولار بدلا من سبعة ملايين دولار.
وحصل الموظفون في أغسطس آب على 55 بالمئة من أجورهم وليس النسبة المعتادة البالغة 60 بالمئة ولم تدفع حماس الأجور كاملة منذ سنوات كثيرة.
وقال محمد أبو جياب، الخبير الاقتصادي في غزة “حماس تعلم جيدا بأنه ليس من مصلحة أحد، في تل ابيب أو واشنطن أو في الإقليم، شن حروب أو خوض معارك مفتوحة مع غزة، وبذلك بدأت بتفعيل الأدوات الخشنة والمظاهرات على طول الحدود شرق غزة، كأدوات ضغط ميدانية على السياسيين في تل أبيب وواشنطن”.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم