نشرت صحيفة التايمز مقالا للكاتب روغر بويز عن تعاونٍ بين حكومة شي جين بينغ في الصين والحكومة السورية.
ورأى بويز في مستهل مقاله أن بشار الأسد يحلّ في مرتبة متأخرة على قائمة الحُكام الديكتاتوريين، وليس ذلك لمقتل ما لا يقل عن نصف مليون سوري -قبل أن تتوقف المنظمات عن العدّ- في الأعوام العشرة المنقضية من عهد بشار، وإنما لأنه خرج من تلك العشرية بدولة فاشلة مقطّعة الأوصال، على حدّ تعبير الكاتب.
واستدرك الكاتب بالقول إن بشار الأسد الآن أخذ يلمع نجمه مجددا في سماء نادي الحكام الديكتاتوريين، مشيرا إلى ما حظي به الرئيس السوري مؤخرا من ترحيب من نظيره شي جين بينغ في الصين، حيث اتقف الطرفان على إقامة “شراكة استراتيجية”.
ولفت بويز إلى أن الخراب الذي شهدته سوريا سواء جرّاء الحرب أو الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاء منها في فبراير/شباط الماضي، ترك البلاد في حاجة ماسة إلى أعمال إعادة إعمار ضخمة ومربحة.
ورأى الكاتب أن الصين اعتراها القلق بعد إعلان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الأمريكي جو بايدن في قمة مجموعة العشرين الأخيرة عن طريق تجاري يربط الهند بأوروبا مرورا بالشرق الأوسط.
ونوّه بويز إلى أن هذا الطريق التجاري الجديد يعدّ منافسا لـ”مبادرة الحزام والطريق” الصينية، والتي انضمت إليها سوريا بشكل رسمي في العام الماضي.
وتساءل الكاتب عن إمكانية أن تقوم سوريا بدور في التصدّي لهذا المشروع الغربي الجديد، قائلا: أليست دمشق من بين أكثر حلفاء الشرق الأوسط ثقة لدى بكين؟
ورأى صاحب المقال أن الصين أصبحت معتادة على توجُّه الحكام الديكتاتوريين إليها، بيتهما الزعيمان الفنزويلي والإيراني اللذان زارا بكين هذا العام، على أمل الحصول على مقابل بعد تقديم أنفسهم كضحايا للحرب المالية الأمريكية.
وفي الأسبوع الماضي، وصل بشار الأسد إلى بكين، ومن غير الواضح ما إذا كان باستطاعته إقناع نظيره الصيني بتمويل “نهضة سورية”، على حد تعبير الكاتب.
ورأى بويز أنه ليس في إمكان الأسد أن يحقق مثل تلك النهضة -التي وعد بها الرئيسين الصيني والروسي- إلا عبر إقناع ملايين السوريين في الشتات بالعودة إلى وطنهم ليكونوا قوة عاملة شابة ومتحمّسة.
لكن الرئيس الصيني، بحسب الكاتب، يحذر من التقارب الشديد مع نظام الأسد، ويخشى الندم إذا هو مدّ يد العون لهذا النظام؛ فالتضامن مع الديكتاتوريين مكلّف – وليست تجربة التضامن مع بوتين ببعيدة.
لكن العائق الأقوى في وجه هذا التقارب الشديد بين حكومة شي جين بينغ وحكومة بشار الأسد، هو أن الأخير “أصبح يعتمد تجارة المخدرات” -لا سيما مخدر الكبتاغون- كمصدر للدخل، بحسب صاحب المقال.
ولفت الكاتب إلى أن العقيدة السياسية لدى الحكومة الصينية، ولأسباب تاريخية تتعلق بحروب الأفيون التي وقعت في حقبة الأربعينيات من القرن التاسع عشر وإدمان الشباب الصيني، تترك رئيس البلاد يفكر مرّتين قبل إقامة علاقات تجارية مع الدول التي تعتمد تجارة المخدرات كمصدر للدخل. (بي بي سي)
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم