| طرطوس- ربا أحمد
مع بداية كل شتاء تنهال مع الأمطار عشرات الأسئلة من أهالي محافظة طرطوس «أين تذهب أمطار طرطوس؟ ولماذا لا توجد إجراءات حكومية تستثمر سيول الأمطار؟ وهل هناك خوف من تشكل طوفان مائي؟» ولماذا هذا العطش كل صيف؟ وهل انخفضت نسب المياه الجوفية إلى درجة أن يشرب أهل الريف مرتين بالشهر؟
اختصاصي الجيولوجيا في جامعة طرطوس الدكتور سعيد إبراهيم أكد لـ«الوطن» أنه قدم بحثاً مؤخراً لمؤسسة مياه طرطوس يؤكد فيه وجود أنهار غزيرة في تجاويف الأرض في بعض المناطق ضمن المنسوب السفلي كالغمقة وجنين بالمشتى التي تعتبر ذات غزارة كبيرة جداً وهي بفتحات كبيرة ومتصلة بنهر جوفي يصرف تحت البحر، على حين مؤسسة المياه تعتمد في آبارها على المنسوب العلوي، علماً أنها لا تحتاج لجهود كبيرة لاستثمارها وهي تظهر بصورة واضحة عند غزارة الأمطار حيث تفور من تحت الأرض إلى سطحها، وهو ما يجب تسليط الضوء عليه للوقاية من الطوفان، لأنه يلاحظ وصول المياه إلى سطح الأرض في عدد من الأماكن بمجرد استمرار المطر لعدة ساعات.
ولفت إلى أن منطقة القدموس لها خصوصية بطبيعة صخورها الجولاسية فهي تشرب المياه بصورة سريعة بسبب تشكل الدهاليز والمشارب والتجاويف وبأقطار كبيرة مع الوقت، فتسيل المياه المتبقية لينابيع تحت الأرض كما في (الباصية، بانياس) أو لشاطئية كما في السن.
بدوره مدير الأرصاد الجوية بطرطوس عهد اسمندر أكد أنه لا يوجد أي مشكلة بكمية الأمطار في محافظة طرطوس وهي منطقة استقرار أولى وجيدة وخلال السنوات العشر الفائتة حافظت على معدلها البالغ 873 مم وكان أغزرها خلال عامي 2018 /2019، حيث تجاوز معدل الأمطار 1400 مم، لافتاً إلى أن صيف العام الحالي كان الأكثر ارتفاعاً لدرجات الحرارة منذ سنوات طويلة في كل أنحاء العالم، معيداً سبب النقص في مياه الشرب إلى سوء استثمار المياه وغياب الكهرباء.
من جهته مدير الموارد المائية بطرطوس محمد محرز أشار إلى أن المديرية أقامت أربعة سدود، اثنان للسقاية وهما سدا الباسل وخليفة واثنان لمياه الشرب وهما الدريكيش والصوراني، ولكن لم يتم استثمارهما من مؤسسة مياه الشرب في طرطوس عن طريق وضع محطات تحلية للسدين، كما تعمل المديرية على إقامة سدات في الدريكيش وخزانات في القدموس لحصاد المياه، ولكن تبقى المشروعات الإستراتيجية لحصاد مياه الأمطار مركزية وبحاجة لدراسات وإمكانيات.
مدير الاستثمار في مؤسسة مياه طرطوس عماد ديوب أشار إلى أن نقاط الأمل المائي مازالت موجودة وفق غزارتها المعتادة وهي المنطقة الممتدة على كامل الشاطئ بمحافظة طرطوس، وفي القرى تختلف غزارة المياه بين منطقة وأخرى، وأفقرها الريف الشمالي الشرقي لمنطقة القدموس وهناك دراسة لحفر بئر على عمق ألف متر.
وعن سبب تأخر تحلية سدي الدريكيش والصوراني، أوضح ديوب أنه تم تأجيلهما من الوزارة، وأن سبب العطش هو انقطاع الكهرباء بالدرجة الأولى وصعوبة ضخها نتيجة قلة الفيول وأعطال مجموعة التوليد.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن