| سلمان عيسى
شخصيا، لن اصدق ان هناك دعما حكوميا للحمضيات، حتى ارى اساسات ودعائم واسطح معمل العصائر الذي وضعت له الحكومة حجر الاساس في اللاذقية منذ شهر تشرين الثاني من عام 2015 أي منذ 8 سنوات دون ان تباشر به لتاريخه ،وحتى يتم توريد وتركيب آلات معمل عصائر الحمضيات في الصفصافة العائد للقطاع الخاص والذي اعطي موافقة استثنائية من الحكومة منذ مايزيد عن 5 سنوات ،وحتى نلمس على ارض الواقع نتائج اجتماع نوعي لتسويق الحمضيات عقد في اللاذقية بحضور رئيس الحكومة منذ اربع سنوات ..
ففي ذاك الاجتماع اقسمت الحكومة على التحرك لإقامة معمل العصائر واتفقت مع اصحاب معامل العصائر المرخصة على قانون الاستثمار رقم ١٠ على استجرار الحمضيات من الفلاحين وعصرها بدل استخدام المساحيق .. لكن لم يتم ذلك حتى الآن ..
ولن اصدق ايضا ان هناك اهتمام بتسويق الحمضيات قبل ان ارى العبّارات وهي تحمل الحمضيات، ليس فقط لدول الاتحاد الروسي كما وعدت لجنة التصدير المنبثقة عن غرف التجارة .. اضافة لوعودها بإرسال عبارتين اسبوعيا واقامة قرية للصادرات تكون مخصصة للصادرات الزراعية .. لكن المفاجأة ان رئيسها اودع السجن ..؟
لن اصدق ان السورية للتجارة قادرة على تسويق موسم الحمضيات مهما دعمت بالمليارات .. لأن كل تجاربها في التسويق ان كان في التفاح اوالحمضيات اوالخضار اوالبطاطا سجلت فشلا تراكميا لا يمكن ان يبنى عليه اي نجاح .. ليس بسبب تقصيرها .. او عدم امتلاكها النوايا الطيبة .. بل لأن امكاناتها لا تسمح الا بحمل عنزة واحدة ..!!
في تلك السنة، كانت اكوام البرتقال تتجمع ( تحت امها ) ولا تجد من ينقذها من العفن والاهتراء وتخفيف خسائر اصحابها، سوى ذلك الاجتماع النوعي الذي عقد بآوامر عليا .. الاجتماع الذي صفق فيه الجميع .. وزراء ومحافظين .. اتحاد الفلاحين و مديريات الزراعة .. وحدهم الفلاحين عضوا على شفاههم وهم يوثقون خسائرهم .. بينما هذه الاجتماعات تتكرر في كل موسم .. تخرج بنفس النتائج .. ويعلو التصفيق لكن بلا جدوى..؟!
في ذلك الاجتماع كان الانتاج المتوقع في سوريا هو مليون ومئتين وخمسين الف طنا .. اي في زمن الوعود الخلبية لاقامة معمل العصائر والعبارات وقرية الصادرات .. بينما اليوم نتحدث عن قفزة نوعية في الانتاج تصل الى ٨٥٠ الف طن .. هنا تذكرت والدي رحمه الله عندما اصر على قلع اشجار الحمضيات التي زرعها في ١٣ دونما في تسعينات القرن الماضي ليترك لأخوتي اراض ( تطعمهم ) خبزا ..؟!
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)