غانم محمد
ما إن تتراءى لنا طاقة فرج ولو كانت كخرم إبرة، حتى تغلق منافذ بالجملة، وكأنه مكتوب على هذا المواطن المسكين ألا يلتقط أنفاسه نهائياً!
الفروج يحلّق على عكس الواقع، ويصعب صعب المنال في الفترة المثالية لإنتاجه، وتراجع أسعار العلف الخاصة به، وقرب إنتاجه من أماكن استهلاكه، وتحسّن وضع الكهرباء، واستقرار سعر الصرف وتراجعه قليلاً، ولا يحتاج إلى تدفئة أو تبريد، فما هي الأسباب الموجبة لرفع سعر الفروج؟
بالتأكيد لن يُعتمد جوابنا كجواب رسمي، لكن الحقيقة هي أن جشع التجار، وفوضى السوق، وغياب الرقابة، وغياب الدور (الإيجابي) للسورية للتجارة، كلها أسباب اجتمعت لتجعل من الفروج محرّماً على 90% من الشعب السوري إلا بـ (القطعة) وفي المناسبات الخاصة جداً.
راتب الموظف بعد الزيادة الأخيرة بالكادي يشتري (3) فراريج (نيئة) مجردة من أي إضافات وتوابع!
لن نقول كل 3 فراريج بـ (موظف) حتى لا نجلد أنفسنا زيادة، فما فينا يكفينا، ولكن هل من مسؤول ما يخاطب العقل فينا، ويشرح لنا ماذا يحدث!
لم نعد نستوعب معظم ما يجري حولنا، ولم تعد كل المبررات قادرة على إقناعنا بأن يبقى ما نحصل عليه في شهر يكفينا فقط لأسبوع في أحسن الأحوال!
مستلزمات إضافية سيفرضها الشتاء المبكر هذا العام، والموظف المسكين بحاجة إلى (دفشة كبيرة).
صحيح أنه بطّل الأنين، لكنه لم يغادر الوجع، ولا الوجع يغادره!
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)