الملاكمة بالرغم من دمائها ووجعها إلا أنها تلقب “بالفن النبيل”، ويقال إن السبب وراء تلك التسمية يعود لتشابهها مع مبارزة النبلاء، حيث شرف المبارزة يكمن من خلال السلاح والظروف والقوانين الصارمة نفسها التي تطبق أثناء المبارزة.
في الحرب على سورية مارسنا تماماً المبارزة النبيلة، على الرغم من كون هذه الحرب قائمة على القتال والموت، وهي مسألة مركبة بعنوان أساسي وعناوين فرعية إلا أنها لا تقوم أبداً على العواطف والمشاعر بل تخضع لموازين قوى داخلية “النهج القومي العروبي ومعاداة الكيان الصهيوني”، وخارجية “عدم الارتهان للقوى الصهيو- أمريكية” واعتماد التكتيك والإستراتيجية والاختيار الصحيح في سلسلة معاركها للزمان والمكان المناسبين لكل معركة.
وهدفنا الرئيس كان في الحرب محاربة الإرهاب داخل سورية والحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية، وهو هدف نبيل مشروع في القوانين الدولية، إلا أن خصمنا– عدونا لم يكن نبيلاً أبداً لا في أهدافه ولا في ظروف افتعاله للحرب، فما كان “الخصم الندَّ” أبداً، بل كان عبارة عن مجموع قوى كاملة أمريكية- غربية- صهيونية في خضم حرب تغيب عنها تماماً القوانين الصارمة التي تنتهجها رياضة النبلاء، فلا حضور لمجلس الأمن ولا تفعيل للقوانين الدولية والأممية!
رغم كل الظروف واجتماع الأدوات “أصلاء ووكلاء” والأموال والتسليح وغرف التخطيط إلا أن النصر كان للمُنازِل السوري الشريف بحرب دفعنا الثمن الكبير لها وصمدنا وقدمنا الغالي والنفيس في سبيل النصر الحق الذي تستحقه الدولة السورية وهانحن اليوم نصل في تصدينا للحرب على بلدنا إلى الجولة الـ12 والأخيرة، انتقل فيها الأعداء لحرب اقتصادية كدليل على إفلاسهم العسكري والسياسي في الجولات السابقة، متوهمين أن “الضربة القاضية” ستكون من خلال الحرب الاقتصادية, لكن هيهات هيهات.. وقد استطعنا لجولات 11 سابقة تحقيق النصر العام، فإننا نستطيع تحقيق خواتيمه.
ومهما كانت سلوكياتهم قذرة وأحدثها تصعيد الإرهاب الاقتصادي كخطوة جبانة تستهدف الشعب السوري الذي انتصر على القذائف والاستهدافات والتفجيرات.. فكيف لن ينتصر هذا الشعب على واقع اقتصادي فرضته قوى تحلم باحتلال واستغلال أرضه وموارده؟
قوى تعمل اليوم على تنشيط أدواتها الإعلامية كما السنة الأولى من الحرب على سورية, لافتعال الأزمات وإثارة القلاقل والتحريض والكذب والترويج للأخبار الملفقة في ظل واقع اقتصادي صعب يعيشه المواطن السوري, وهذا ليس بالجديد عليهم إلا أنهم سيعملون على تكثيفه.
لذلك يجب أن نكون جدار الصد لشائعاتهم وأخبارهم الكاذبة وألا ننجر “للتخندق” في صفوفهم من دون علم ووعي، والمطلوب منّا اليوم التكاتف والتعاضد والحكمة والتروي والصبر على الحرب “البلوى” لأن ما لم يحصلوا عليه بالحرب العسكرية لن يحصلوا عليه بالجولة 12 والأخيرة.
(سيرياهوم نيوز-تشرين)