منذ أكثر من ثلاث سنوات صرح وزير الكهرباء السابق بأن الوزارة وضعت برنامجاً للبدء بصيانة محطات التوليد استعداداً لاستقبال فصل الشتاء, وأن تلك الصيانة لن تؤثر في المواطن أو تؤدي إلى تقنين, وكما هي العادة ومع كل وزارة يكون الوعد الدائم بشتاء مريح!! وفي حينها تم الإعلان عن تحديد برنامج الصيانة وفق زمن معين بالاعتماد على الخبرات الوطنية, ولاحقاً أعلن في حينها انتهاء أعمال الصيانة الدورية, ورفع كفاءة محطات التوليد, ومع ذلك بقيت الأمور صعبة, ولكن ما يحدث حالياً من انقطاعات كهربائية وأحياناً شبة فقدان للتيار الكهربائي, أقل ما يمكن أن يقال عن هذه المرحلة إنها الأسوأ على الإطلاق.
سبق أن سمعنا عن تنفيذ العديد من المشاريع لتوليد الطاقة في عدد من المحطات وإصلاح الأعطال, ومع ذلك لا ندرك مصير تلك المشاريع وإن جرى تنفيذها أم لا؟ وإن كان كذلك فلمَ نشعر ومع كل وزارة جديدة بأنها تبدأ أعمالها من الصفر؟ أم إن تبرير التقصير والإهمال لا يتم إلا عبر تصريحات كلامية فقط؟
اليوم وصلت الانقطاعات الكهربائية إلى ساعات طويلة غير مقبولة, وهذا التقنين غير المسبوق تزامن مع شبه انقطاع للمحروقات والغاز ومع انخفاض لدرجات الحرارة, علماً أن الغاز والمازوت متوفران في السوق السوداء, حيث يصل سعر الليتر من المازوت لأكثر من ألف ليرة وبالكمية التي يحددها الزبون الذي يملك المال, أما أسطوانة الغاز فسعرها حوالي 30 إلى 40 ألف ليرة , وهنا يحق لنا أن نسأل مع كل الناس: من يدير السوق السوداء ولمصلحة من؟!
وزير الكهرباء حالياً, ومع بدء أعمال الحكومة الجديدة, صرح عن أمله بتحسن واقع التغذية الكهربائية في فصل الشتاء, مؤكداً أن عمليات إصلاح وصيانة مجموعات توليد الكهرباء تتم في المحطات, وتوقع أن يكون الشتاء “مريحاً كهربائياً نوعاً ما” ثم عادت الوزارة لاحقاً لتجزم أن وضع الكهرباء في الشتاء لن يكون مريحاً, فعلى أي أساس استندت الوزارة في تصريحاتها السابقة واللاحقة؟ أم إن كلام الصيف يمحوه كلام الشتاء؟
(سيرياهوم نيوز-تشرين)