وجود ما لا يقل عن “مليون” أردني في الشوارع بعد ظهر صلاة الجمعة “رسالة خاصة” من الصعب تجاهلها من جهة السلطة تظهر ليس فقط مقدار إحتقان وغضب الشارع الأردني بقدر ما تؤكد بان حركة حماس ومعها المقاومة الفلسطينية ولاحقا دول وأطراف محور المقاومة عناصر “تربعت” تماما هذه المرة في حضن الأردنيين.
منعت السلطات مئات الالاف من المواطنين بعملية أمنية محكمة وإحترافية وبدون صدامات وإحتكاكات من التجمع في منطقة الحدود بالأغوار مع فلسطين المحتلة.
إحتاج التعامل مع مظاهرات الجمعة الأخيرة لأكثر من 15 الفا من رجال الأمن والدرك موزعين على خارطة واسعة ورغم ان نقطة التجمع في الأغوار تم تجاهلها بصيغة إنتهت بعشرات التظاهرات الضخمة إلا ان السلطات لا تجيب على السؤال اللاحق:ماذا سيحصل الجمعة المقبلة إذا إستمر العدوان الإسرائيلي؟
دعوات طرد السفير وفتح الحدود وتسليح الشعب الأردني تتاكثر كما لم يحصل من قبل.
والقرار السياسي والأمني الأردني ولأول مرة منذ سنوات طويلة بدأ يتفاعل مع عناصر إتجاهات الرأي العام وياخذها بالإعتبار ليس فقط بسبب مجازر القصف الإسرائيلي في قطاع غزة ولكن ايضا بسبب تراكم شعور الأردنيين بالخطر جراء طرح مصر لسيناريو التهجير القسري فيما كل الخطابات الرسمية المحلية تعيد التاكيد على التهجير القسري بإتجاه الأردن ومصر “خط أحمر”.
الأهم حسب برلمانيين أردنيين ان الأوضاع في غزة بدأت تسمح للشعب الأردني ومن مختلف تكويناته ومكوناته الإجتماعية والعشائرية والمناطقية بتعبير عارم عن تجاوز مطالب طرد السفير وإغلاق سفارة الإحتلال بإتجاه مطالب بـ”فتح الحدود” بمعنى ألإشتباك بالمعركة وهنا وجه المحتجون عدة مرات رسائل خاصة للقوات المسلحة والمؤسسة العسكرية ايضا في تطور لافت وغير مسبوق.
العبء كبير على الأجهزة الأمنية المحلية.
لكن رصد أكثر من مليون أردني الجمعة في حالة إحتجاج وفي غالبية محافظات المملكة علامة فارقة أجبرت السلطات الأمنية والسياسية على الوقوف عندها فيما بدأ سياسيون يتحدثون عن سيناريو “طوارئ” في الأردن إذا أخفقت محاولات وقف إطلاق النار وكبح جماح رغبة إسرائيل الدموية في الإنتقام والثأر خصوصا بدون مشروع محدد واضح يمكن التعامل معه أو إذا توسع نطاق الصراع عسكريا بالمستوى الإقليمي.
ثمة من يقترح الأن سيناريو إعلان طواريء محتمل بين خطواته تشكيل حكومة طواريء ايضا تحسبا لإمتدادات الصراع الإقليمية فيما يقدر الخبراء ان الطاقم الحالي في الإدارة السياسية قد لا يكون مناسبا للتعامل مع أزمة تتفاعل فكرتها اليوم ان مليون مواطن أردني لأول مرة ينزلون للشوارع ويهتفون لحركة حماس ولمحمد ضيف ويطرحون شعار”حماس إرهابية…كل الأردن حمساوية”.
الموقف صعب ومعقد وكل الإحتمالات واردة والموقفان الشعبي والرسمي لأول مرة يسيران بالتوازي هذه المرة إزاء النظرة لمآلات الأحداث والمعركة الحالية.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم