قصص إنسانية كثيرة ومؤلمة وثّقتها عدسات الصحافيين والمنظّمات الدولية لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقّ المدنيين والأطفال الفلسطينيين العزّل في قطاع غزة.. لكلّ مشهد ولكلّ صورة حكاية تدمع العين وتدمي القلب، برسم العالم الذي أقفل عينيه عن هول هذه المجازر.
في اليوم السادس عشر من الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، تتعدّد القصص الإنسانية في مشاهد ينشرها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في كل لحظة، وفي كل ساعة من دون توقّف، ليتمّ توثيقها في السجل الأسود لجرائم “إسرائيل” ضد البشر والحجر.
وكأنّ قدر المدنيين والأطفال الفلسطينيين أن يدفعوا حياتهم ثمناً لجرائم هذا الوحش الذي لا يرتوي من الدماء الفلسطينية، ظناً منه أنه قد يسجّل إنجازاً أو انتصاراً وهمياً كما يعتقد، فيما تواصل آلة دماره الحاقدة حصد المزيد من الأرواح البريئة، وذنبها الوحيد أنها فلسطينية الهوية.
هذا هو بنك أهداف “إسرائيل” وإنجازاتها، في اليوم السادس عشر على التوالي من الحرب التي تشنّها على قطاع غزة حتى الساعة، استهداف متعمّد للمدنيين والأطفال.
تتعدّد المشاهد الإنسانية لعائلات تمّ محو سجلها الموثّق من سجلات النفوس، بعدما أبيدت تحت أنقاض منازلها، فيما تتوالى المشاهد لآباء وأمهات ارتقوا شهداء وهم يحضنون أطفالهم.. مشاهد تدمي القلب وتبكي الحجر، من هول الصور التي لا يمكن أن يتصوّرها أحد.
أفجعوا قلوب الأمهات وأثكلوهنّ.. ما أصعب لحظة الوداع.. قبلات على وجنات وجثامين الأحباء، من أب وأم وطفل، ارتقوا بالقصف الإسرائيلي الغادر.
مشهد مؤثّر للغاية، فهذا الأب ارتقى شهيداً وهو يحتضن طفلته التي ارتقت معه تحت أنقاض منزلهم في غزة، هل كان يهدهد لها كي تنام؟ أم يطلب إليها أن لا تخاف وأنه سيحميها من القنابل والصواريخ؟ أو أنه يقول لها إنّ الكثيرين سيبقون بعدنا وسيثأرون لدمائنا مهما طال الزمن!!! مشهد لا يحتاج تعليقاً، وهو برسم العالم الأعمى!
“أهلي راحو.. قصفوا الدار فوقيهم، راحوا كلهم.. لا أب ولا أم ولا أخوة”.. فلسطينية فقدت عائلتها في قطاع غزة من جرّاء القصف الإسرائيلي توجّه صرخة “يا رب انتقم منهم…”.
“أنا حملت أبويا يا عالم”.. هكذا فجع المسعف رزق وائل أبو روك بعدما انتشل والده بنفسه الذي ارتقى في قصف إسرائيلي في أحد مقاهي خان يونس.
عدّة أشخاص كتبوا أسماء أطفالهم على أطرافهم، حتى إذا استشهدوا لا يُكتب على أكفانهم “شهيد مجهول الهوية”!
أطفال في غزة يكتبون أسماءهم على جلودهم لتسهيل عملية التعرّف إليهم في حالة مقتلهم في القصف الإسرائيلي.
طفل في غزة ما زال يأمل أن يجد أهله؛ يحفر بيديه الصغيرتين التراب، لعله قد يجدهم أحياءً أو أمواتاً تحت أنقاض منزلهم المدمّر!
طبيب فلسطيني آخر يحمل جنيناً متفحّماً بالقذائف الفوسفورية الإسرائيلية قبل أن يرى النور..!
وللأب حرقة في القلب ونار لا تنطفئ.. فلذة كبده أضحى شهيداً.. هذا هو بنك أهداف الوحش الإسرائيلي..
وكيف تكون الصدمة عندما تسمع نبأ موت كلّ الأحباب.. من نجا من القصف لم يجد أهله، وبات حائراً إلى أي حضن يلتجئ.. طفلة تبكي بعد أن خسرت كل أفراد عائلتها ولم يتبقَ لها أحد!
بعد أن فقد حضناً يحتويه.. حضن جزع شجرة ظنّاً منه أنها ستحميه من القصف.. إلّا أنّ القذائف الفوسفورية أحرقت جلده الرقيق تاركة أثراً دامغاً لجرائم الاحتلال الإسرائيلي ووحشيته.
منظمة العفو الدولية، دانت جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين والأطفال، وقالت إنّ هناك أدلّة دامغة على ارتكاب “إسرائيل” جرائم حرب في الهجمات التي تشنّها على قطاع غزة، وقضت خلالها على أسر بأكملها.
بدورها قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف“، إنّ “الصور والقصص واضحة: أطفال يعانون من حروق مروّعة من أثر القذائف الفوسفورية، وجروح وفقدان أطراف”، مشيرةً إلى أنّ “المستشفيات مرهقة بشكل تام لا تستطيع علاج جميع الجرحى والمرضى. ومع ذلك، تستمر الأرقام في الارتفاع”.. وماذا عن معالجة هول الصدمات؟
وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أحصت حتى الساعة نحو 550 مجزرة إسرائيلية بحق عائلات قطاع غزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حيث ارتقى نحو 3353 شهيداً من أفراد العائلات التي استهدفها الاحتلال، فيما لا يزال عدد كبير من أفراد هذه العائلات تحت الأنقاض.
وأحصت الوزارة ارتقاء 4385 شهيداً في قطاع غزّة منذ بدء عدوان الاحتلال يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، منهم 1756 طفلاً، و967 امرأة، إضافةً إلى 13561 جريحاً، وأنّ ما نسبته 70% من مجموع ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء والمُسنين
سيرياهوم نيوز 2_الميادين