ترتسم معالم خارطة اقتصادية دولية جديدة، تتجسد في توسع رابطة دول ( آسيان ASEAN) التي أسست بتاريخ 8/8/1967في تايلاند، وخاصة بعد أن قررت قمتها الأخيرة رقم /37/ في فييتنام رئيسة الرابطة حالياً وتحديداً في ( مدينة هانوي) ولمدة /4/ أيام وعبر تقنية الفيديو بسبب تداعيات «كورونا» ومن تاريخ 12/11/2020 بالتوسع أفقياً والتكامل عمودياً، وترافق هذا مع إعلان هانوي توقيع أكثر من /80/ وثيقة حول رؤية آسيان المستقبلية لما بعد سنة /2025/ ، وتعقد القمة تحت شعار ( آسيا المتماسكة والمتجاوبة )، وتضم رابطة آسيان عشر دول وهي [ إندونيسيا- تايلاند – ماليزيا – سنغافورة – الفلبين – بروناي – ميانمار – لاوس- كمبوديا – فييتنام ] ويبلغ عدد سكان دول الرابطة حوالي /640/ مليون نسمة ويشكلون نسبة /8.2%/ من سكان العالم ، ويسكنون على مساحة /4.3%/ من مساحة الأرض ، وفي حال التوسع الأفقي لتضم كلاً من ( الصين وكوريا واليابان ) فإن قوة هذه الرابطة ستزداد ، وتؤكد الدراسات الاقتصادية أن عدد سكانها سيصبح أكثر من / 29.5% / من عدد سكان العالم البالغ /7.8/ مليارات نسمة في شهر أيلول سنة /2020/ ، وستساهم الرابطة الجديدة بنسبة /29%/ من قيمة الناتج المحلي الإجمالي العالمي وبما قيمته /26.5/ تريليون دولار وستسيطر على أكثر من /28%/ من التجارة العالمية، ولكن هل ستسمح أمريكا المتغطرسة بذلك وخاصة أن القمة تعقد وسط توترات عالمية كبيرة بسبب أطماع أمريكا في آسيا، ولاسيما أن الدول الآسيوية تتوجه نحو إقامة اتفاقية تجارة حرة ، وقد ركزت دول آسيان على مجموعة أهداف ومنها (تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية الدائمة، وتحسين مستوى المعيشة، والتعاون المشترك وتحقيق التقدم الاجتماعي والثقافي والسلام على أساس العمل المشترك المبني على التكافؤ بين دول الرابطة وتبادل الخبرات ودعم الفعاليات الاقتصادية من زراعة وصناعة وخدمات وتدريب وبحث، ومحاربة الإرهاب وتقليل بؤر التوتر والصراعات على الساحة العالمية وتقليل الحواجز الجمركية وتخفيف القيود التجارية لانسياب السلع والخدمات والرساميل بين دول الرابطة)، وقد عبرت أمريكا عن انزعاجها من القمة بدليل غياب رئيسها المنتهية ولايته ( دونالد ترامب) عن الحضور وللسنة الثالثة على التوالي، واكتفت بتمثيل ضعيف, حيث مثلها مستشار الأمن القومي الأميركي (روبرت أوبراين), علماً أنه أكد في الاجتماع الثنائي عبر الفيديو عن أهمية العلاقات مع آسيان لكونها رابع أكبر شريك تجاري لواشنطن مع إجمالي تبادل تجاري يزيد على 350 مليار دولار لسنة /2019/ ، وتتخوف أمريكا من توسع المارد الصيني الذي يساهم بحوالي /30%/ من معدل النمو الاقتصادي العالمي ويعادل أكثر من /3/ أضعاف معدل النمو الأمريكي، وسيزداد دور الصين مع زيادة نشاطها العالمي وخاصة بعد تنفيذ مشروع ( طريق الحرير) الذي سيربط نصف سكان الأرض تقريباً ببعضهم بعضاً، وهل تتوقف أمريكا عن زيادة قوة الصين وتحديها للإدارة الأمريكية في بحر الصين الجنوبي، ومحاولة إثارة المشاكل ضدها واتهامها بأنها أوجدت فيروس «كورونا» ، حتى إن ترامب أطلق عليه اسم الفيروس الصيني!، وتعلم أمريكا في أن توسع رابطة آسيان نحو(أستراليا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلاندا) وتشكيل اتفاقية تجارة حرة فعندها ستكون هذه الاتفاقية ثاني أكبر اتفاق للتجارة الحرة في العالم بعد منظمة التجارة العالمية، ومن هنا نتفهم انتقاد (مجلس أعمال أميركا) غياب ترامب عن القمم السنوية لرابطة آسيان وقال في بيان صحفي: إن تصرف ترامب (مخيب للآمال بشكل عميق) ، وأخيراً نسأل بل نتساءل: من سينتصر, الوقاحة الأمريكية أم الصبر والتخطيط الصيني؟، وأنا متأكد ستنتصر الصين و« غداً لناظره قريب ».
(سيرياهوم نيوز-تشرين)