مجدداً تعلو أصوات لتدق ناقوس الخطر بتمدد فيروس (كورونا) اللعين، محذرة من أننا قاب قوسين أو أدنى من الذروة الثانية وخاصة بعد ازدياد عدد الإصابات في مختلف المحافظات.
من المؤكد أن الحرب ليست وحدها من غيّرت طريقة حياتنا التي كنا نعيشها، بل هناك أسباب عديدة دفعتنا إلى مزيد من شدّ الأحزمة في النفقات اليومية لأن فيروس بحجم رأس الدبوس استطاع النيل من حياتنا، وغيّر من طريقتها عنوة وبشكل إجباري وفوق إرادتنا.
فالحصانة المنزلية هي أسلم الحلول.. لكن في المقابل تعجز عن تنفيذ ذلك أغلبية الشرائح المجتمعية، لأنها الغالبية العظمى التي تحصل على قوتها اليومي من عملها اليومي بمعنى( إذا اشتغلت أكلت ..)، وبالتالي أمّنت الحد الأدنى من مقومات الحياة، في وقت أصبحت الأسعار فلكية وتأمينها ضرباً من المستحيل، ليبرز من يستغل هذه الظروف ويستثمر في كل الأزمات ، حتى لو كانت جائحة (كورونا)، و الصيد في الماء العكر، فالمهم عندهم حصد المزيد والمزيد من الأرباح.
هذا الواقع يتطلب من الجهات المعنية المزيد من الإجراءات الاحترازية للحدّ من انتشار هذا الفيروس اللعين الذي أنهك أعتى أنظمة العالم الصحية ولأن مقولة (الوقاية خير من العلاج) تساوي ذهباً في بلد أنهكته شتى أنواع الحروب والتدمير والقتل والتهجير، ليس أمامنا إلا شدّ الأحزمة من جديد، علماً أنه من الصعب جداً تطبيق ذلك في بلد يشهد يومياً ازدحامات جديدة سواء للحصول على الحصص التموينية، أو أمام الأفران ..
وفي وسائل النقل الداخلي(حدّث ولا حرج) ولتذهب كل نصائح العالم عن الوقاية إلى الجحيم مقابل الحصول على موطئ قدم وركوب ..!
لنكن واقعيين، إن أغلبية هذه الشرائح تعمل لتأكل فقط، وهنا من الصعب تطبيق الإجراءات الاحترازية من قبيل التباعد المكاني واستخدام المعقمات التي أصبحت أسعارها أضعافاً مضاعفة ..
أمام كل هذا الواقع مهام ومسؤوليات كبيرة تقع على عاتق الجهات المعنية لاتخاذ ما يمكن اتخاذه من إجراءات من شأنها التخفيف ما أمكن ولاسيما أنه من المتوقع وصول الذروة الثانية خلال شهر، فهل نشهد إجراءات إضافية ومبادرات لتوزيع الكمامات والمعقمات خاصة في أماكن التجمعات و الانتظارات ..؟ والأهم ماذا عن مبادرات القطاع الخاص والأهلي هل سنرى بصماته ؟!
(سيرياهوم نيوز-تشرين)