مع كل قارورة عطر يحضرها الجريح حسين الكردي في مشروعه الصغير بطرطوس تفوح رائحة الإرادة والإصرار على متابعة الحياة بعمل شريف يعينه على تلبية متطلبات العيش في ظل ظروف صعبة يعاني منها الجميع.
الجريح حسين الذي أصيب بطلق ناري بداية عام 2012 أثناء اشتباك مباشر مع الإرهابيين بأحد أحياء مدينته حمص كما تحدث إلى مراسلة سانا وأدت إصابته إلى تفتت في فقرات الظهر مع تضرر بالنخاع الشوكي الأمر الذي أفقده السير على قدميه رفض أن يكون عبئاً على إخوته فكانت بداية مشوار الصمود والتحدي من مدينة طرطوس حيث يقطن بأحد أحيائها ليعود شيئاً فشيئاً للسير وإن كان بالاستعانة على عكاز.
وقال الجريح حسين بعد حصولي على المنحة الأولى المقدمة للجرحى قررت أن أضعها بمشروع صغير يتناسب مع وضعي الصحي ويحقق عوائد مالية مقبولة إلى حد ما ووجدت مهنة صناعة وتعبئة العطور من أكثر الأعمال التي تناسبني فعملت على تطوير محلي الصغير الكائن في الأكشاك المخصصة لذوي الشهداء والجرحى بالقرب من منطقة الكراج الجديد.
وأضاف حسين بعد حصولي على المنحة الثانية البالغة مليوني ليرة سورية زودت متجري بأنواع إضافية من العطور سعياً لإنتاج عطر خاص يحمل اسم زوجتي “فيروز” وفاء مني لوقوفها جانبي وصبرها لتكون السند الحقيقي لي ولنجاحي بالعمل.
وتمنى الجريح حسين أن يحصل على مكان أكبر للعمل مع مواد وتجهيزات أخرى تساعده على العمل براحة أكثر لتطويره وبأن يتمكن من زيادة نسبة بيع العطور التي يشتريها من أحد المحال ويعمل على تركيبها من جديد.
وأشار الجريح حسين إلى أن عمر مشروعه نحو سبع سنوات ووجد أن العاطفة الإنسانية الموجودة لدى السوريين إن كانوا أفراداً أم جهات حكومية أو المبادرات الأهلية كانت داعماً حقيقياً وسبباً من أسباب نجاح أي جريح أسس مشروعاً وعمل فيه.
ووجه الجريح حسين رسالته لرفاقه الجرحى بأن يتسلحوا بالإيمان والإرادة والتصميم ليكونوا أقوياء في مواجهة تحديات الحياة مهما بلغت لأنهم قادرون على ذلك وواجهوا ما هو أصعب من ذلك بكثير أثناء تصديهم لعصابات القتل والإجرام التي حاولت النيل من وحدة وصمود وإرادة كل سوري.
فاطمة حسين
سيرياهوم نيوز 5 – سانا