سلمان عيسى
على ما يبدو ستدخل بذار البطاطا إلى قائمة المهربات بكثرة هذا العام ليس حباً…بل رغم انوف الفلاحين، خاصة بعد أن توقف الحديث عن استيراد بذار البطاطا.. واقتنع الجميع انه حتى لو تم التعاقد الآن على الاستيراد فإن الكميات التي سيتم التعاقد عليها لن تصل في موعد زراعة العروة الربيعية التي تزرع في سهل عكار بطرطوس بالدرجة الاولى وبعض مناطق حماه .. ويبدو انه تم الاكتفاء بما تنتجه البحوث العلمية الزراعية من درنات البطاطا.. حيث أن هذه الهيئة وحسب تقارير صحفية تصل الليل بالنهار.. وان كوادرها تعمل حتى في أيام الأعطال خاصة في ريف حلب و طرطوس.. لإنتاج درنات البطاطا لإنقاذ الموسم..
عدم الاستيراد يعني ان التهريب سيغطي جزءاً يسيراً من الحاجة بسبب ارتفاع أسعار المهرّب إلى مبالغ تفوق قدرة الفلاح السوري على تحمّلها خاصة وان هناك اوجاعاً سابقة تتعلق باستيراد بطاطا المائدة قبل فترة قصيرة من بدء حصاد الموسم ما أوقع الفلاحين بخسائر كبيرة.. فكيف سيكون الحال هذا العام مع توقف استيراد البذار والارتفاع المرهق بأسعار السماد..
ورغم انه تم التعاقد على استيراد 100 الف طن من السماد بالمقايضة.. ومع بدء وصول الكميات دوكما إلى المرافئ، حيث وصل حتى الآن 5000 طنا وهناك كميات اكبر في الطريق الا ان هذا السماد ورغم ارتفاع السعر على الفلاحين هو مخصص فقط لمحصول القمح، وتم استبعاد كافة الزراعات الأخرى من حصة السماد الحكومي المستورد.. وهذا سيؤثر حكماً على كل أنواع الزراعات الأخرى كالخضار المحمية و المكشوفة..
في اجتماعات الحكومة هناك بندان رئيسيان هما دعم العملية الزراعية ودعم المستهلك.. وهذان البندان هما الأكثر اهمالا على الإطلاق.. يتحدثون عن دعم الإنتاج الزراعي ولا يوفرون البذار ولا السماد ولا المحروقات.. يتحدثون عن دعم تربية الفروج وسجل سعر الصوص 12500 ليرة.. يتحدثون عن ضبط الأسعار ويضاعفون اسعار الخبز للفئات غير المدعومة.. وترتفع اسعار المواد في صالات السورية للتجارة في بعض المواد إلى اكثر من 10 _ 15 بالمئة رغم ان مؤسسة الدعم هذه تحقق ارباحاً بمئات المليارات.. وما زالت تتسول معونات حكومية بالمليارات لتسويق التفاح والحمضيات.. والخضار.. ويبدو ان البطاطا على ذات الطريق.. والنتيجة شراء كميات قليلة لا يمكن أن تسجل بميزان الحسنات..؟
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز ٢)