آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » الرمزية والقيم في شعر د.مها قربي

الرمزية والقيم في شعر د.مها قربي

سعدالله بركات

عذب الكلام ما جاء مختصرا مفيدا ، بلاغة على إيجاز ، وعبق اليراع ما فاح من بين السطور ، أو تظلّل بفيء صورة أو كناية ، أو ما استعار من معان ودلالات  ، ولكن على ألاّ يكون تكلّفا بجهد ، أو تصنّع لحدّ ذاته …

فكيف إذا انسابت العبارات دررا وإبداعا هفيفا ، من شاعرة رفيفة ، ” مها قربي” بل ،،مهاة  شعر،، اسم على مسمى معنى وقيما ورؤى فكرية و شاعرية  تسمو وتتسامق  في ثنايا بوح عفوي وحالم يسير على السحاب:

 ((خذني إليك

دعني أرى وجه النهار

خذني معك

حيث الصباح

دعنا

نسير على السحاب

دعنا نغادر أمسنا

آلامنا  … أوجاعنا

ونكون غيثاً

غامراً

يُنمي الغلال

انبض بقلبي

مثل حلم دافءٍ

واسمع صدى إيقاعه

ملءَ الفضاء

إنّا معاً

حيث السماء

والأفق

تسكنه الطيور ))

 الحلم  فضاء  بلاحدود  وبه نقهر السكون ،  وهو محرك  ، محرّض على اشتغال وجهد :

       (( ليس للأحلام

تاريخ انتهاء..

فلنحاول مرةً أخرى ))

وبالأمل تقهر شاعرتنا اليأ س  وما بعد الليل إلا النهار :

((الأمل ….هو

اليأس من يأسٍ.

يا لأحزاني

كم تحتاج ثقباً هائلاً

كي يبتلعها..

هل تراها ليلة

قريبةً؟!؟!))

حلم الشاعرة ليس سرابا ،  بل أمل نضالي ببيلوغه  ،الأمل عندها ليس يبابا ، بل هو يانع يحدوه :

((القادمون

المترعون

شغفا

وأملا يانعا..

…..

والقادمون .

كانوا صغارا

واليوم صاروا فيلقا..

ساروا مواكب للنهار

صاروا النهار

أمسك بهم

وانطلق

فالعتم يهزمه النهار )) .

تراه نهارا محمّلا  بتراتيل  وئام  وسمو قيم ، تخترق بها  د. مها  فضاء الأماني :

((حين تنام الشمس

يغفو الحمام على الشجر

ويرحل في العتم النهار

تصحو النجوم

وتضيع آثار المسير

……………….

ماذا لو اجتزنا

فضاء الأمنيات؟؟؟

وكتبنا على الغيم

تراتيل المحبة؟؟؟؟))

إلى فضاء المحبة  ، يسبح يراع ” المها” مع نسيم الصبح ،  نسرا يرفرف  على ضفاف حريته ومداها :

((حين ينتشر نسيم الصبح

مختلطاً بالنور

تنتثر ذرات الضوء

خيوطاً ذهبيةً

أحسبها سنابل قمح

أحاول جمعها

تفر هاربة إلى حيث النافذة

إنها تعشق الحرية))

هنيئا لشاعرتنا  ،أحلامها ، وحقق الله أمنياتها  ، وإن هي  ليست فردية ، فلا أروع من أن تقودها لهكذا نتاج  ولسان حال القارئ يردّد: ” مهاة  الشعر” يراعها جميل…

في رمزيتها بلاغة ، وحروفها نغم أصيل ..

نغم يتردد صداه حينا من قافية لاتتعمّدها بل تنساب عفوا بين السطور ، بينما رجع الصدى جرس وإيقاع عليل..

((تتشابك الأيدي معاً

ونَجِدُ بالسير الدؤوب

نحتاجها

كلاً

ومجموعاً

وجمعاً كاملاً.

لاتخش من ثقب توارى في جروح

فالنور يحتاج الثقوب))

ولعل ما يلوح مع هذه العبارات  يشي بالدلالات :

((بعثرني الشوق

فلملمني الحرف.

كتبت على جدار القلب

كلمةً واحدة

تحولت في هجير الشمس بذرة

تبرعمت وانعقدت ثمراً شهياً

وتساقطت رطباً من قصيدةِ حبٍ في رثاء المريمية))

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صاحب طيور العنبر يستذكر رحلته ودمشق … إبراهيم عبد المجيد لـ«الوطن»: أنا متمرد وثائر في الكتابة الأدبية التي تشكل إنساناً متوازناً

بين عامي 1997 و2024 دارت الحياة، أنتج الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد أعمالاً كثيرة ناجحة ومميزة، وصار صاحب طيور العنبر واحداً من أهم القامات الروائية ...