زادت المؤشرات في عمق الشارع الأمريكي الصاخب هذه الأيام على أن كتلة حرجة من النشطاء الشبان والعناصر النسائية بدأت تشكل خليطا في تظاهرات الشارع في نحو 10 ولايات وأكثر من 25 مدينة مشهورة الأمر الذي شكل بؤرة للحراك والنشاط الاحتجاجي تحت عناوين وقف العدوان الاسرائيلي في غزة وانتقاد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وطاقمه.
ويبدو أن نشاط هذه الكتلة الحرجة التي تتميز برشاقة الحركة وعمق التأثير والإصرار على التواجد في الشارع وإيصال الرسائل وتتبع تكتيكات مسموح بها قانونيا ونشطة إعلاميا بدأ يشكل علامة فارقة في سياق ترتيبات المشهد الأمريكي.
ويؤكد خبراء أن هذه الكتلة الحرجة والتي لا تضم مواطنين أو آلاف من أبناء الأمريكيين الفلسطينيين من الجيل الثاني والثالث فقط بدأت تشكل نواة صلبة قد تقود الى حركات عالمية الطابع ودولية التأثير ومنهجية التكتيك تدفع باتجاه تشكيل حركة عالمية باسم “فلسطين حرة”.
لكن الأهم أن نهايات الجهد الجماعي في الكتلة الحرجة التي تتحرك في اكثر من 6 ولايات امريكية رئيسية الان هو ذلك التأثير الواضح على وسائل الإعلام وعلى مبادرات حراكية في المنظمات الشبابية والديمقراطية التابعة للحزب الديمقراطي الأمريكي.
الكتلة الحرجة تحدث تأثيرات ضاغطة جدا على إدارة الرئيس بايدن بسبب تفويضه الشامل والكبير وتوفيره الغطاء لليمين الاسرائيلي في الحرب على الاطفال والنساء غزة.
ويبدو أن هذا الضغط على إدارة بايدن هو الذي أنتج حالة سياسية وإعلامية انتهت بالإعلان رسميا عن انخفاض شعبية بايدن وسط الناخبين من القطاعات الشابة بنسبة 70% وانخفاض نسبته التصويتية بموجب استطلاعات لمراكز يعتد بها ومعتمدة ومرموقة بنسبة وصلت الى 40%.
وهي أرقام يرفض غرور طاقم بايدن الوقوف عندها الآن على أساس أن مثل هذا الوقوف غير جائز فيما تواجه اسرائيل الحليفة الاساسية في منطقة الشرق الأوسط حالة حرب.
لكن الانطباع السياسي هو أن استمرار أو إظهار الكتلة الحرجة المشار اليها لقدرات تكتيكية على العمل المستمر وقراراتها العلنية بالاستمرار في حراكات الاحتجاج بدأ قد يشكل ضغطا حقيقيا في الحسابات الانتخابية على الرئيس بايدن.
ورغم أن الأوساط السياسية والمراقبة تتحدث عن حراكات مضادة من اللوبيات المناصرة لاسرائيل في الشارع الأمريكي وعن حملة اعتقالات وتحذيرات وتهديد بمصالح تطال النشطاء الأساسيين في الكتلة الحرجة المشار اليها الا ان التأثيرات بدات ترفع سقف النقد لاداء الادارة الامريكية وتؤثر في إستطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات الرئاسية قبل احد عشر شهرا.
كما لوحظ مؤخرا في واشنطن بأن حملة الرئيس السابق دونالد ترامب بدأت تميل الى اظهار تصريحات ناعمة الى حد ما تنتقد طبيعة الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة وتتحدث عن المساعدات وتتحدث عن رفض الرئيس ترامب وطاقمه لفكرة المبالغة في قتل المدنيين والأطفال في إطار عملية مغازلة إنتخابية ملموسة، الأمر الذي يعني ان سلسلة من المعطيات الانتخابية أصبحت اليوم تحت نطاق التأثير.
ويؤكد الخبراء المختصون أن الكتلة الحرجة لا تتعلق بالمواطنين الامريكيين الفلسطينيين أو العرب أو المسلمين فقط بل تمثل كل هؤلاء إضافة إلى خليط جديد من منظمات النشاط الشبابي الديمقراطية ومنظمات شبابية يهودية أمريكية من جيل جديد غير مقتنعة لا بالعدوان الاسرائيلي ولا بتصرفات الكيان الاسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط.
ويبدو أن هذا الخليط بدأ يتحرّك بفعالية وهو الذي يقف وراء الحملات الإلكترونية على البريد الالكتروني لأعضاء الكونغرس المناصرين للعدوان الاسرائيلي.
وهي التي تقف وراء ازدياد أعضاء الكونغرس في الأماكن العامة وفي أروقة المكاتب وتوجيه اسئلة مصورة محرجة لهم بالاضافة الى حملات البريد العادي والوقوف بالشوارع و محطات القطار وامام المكاتب واختراق الاجتماعات اللجانية في الكونغرس لإظهار اللافتة وكل تلك الرسائل منظمة جدا يبدو أن العدوان العسكري الإسرائيلي الإجرامي على قطاع غزة دفع باتجاه ما يسميه أحد أبرز الخبراء بكي الوعي في الشارع الأمريكي وهي مسالة من المتوقع بعيدا عن حسابات العدوان والحرب نفسها أن تتفاعل جدا لاحقا وستخدم القضية الفلسطينية مستقبلا.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم