خلفت الحرب الوحشية التي يشنها العدوان الغاشم حاليًا على منطقة غزة الكثير من الخسائر البشرية القاسية والتدمير الثقافي والمجتمعي. خلال الهجمات الأخيرة التي طالت الكنائس والمساجد ومتاحف الحياة الشعبية والاجتماعية في غزة، تعرضت اثنتان من أجمل مناطق غزة وأكثرها غنى بالكنوز التاريخية والمعرفية والثقافية إلى التدمير، سواءً كان الضرر جزئيًا أو كليًا. يقدم هذا المقال نظرة مفصلة على هذه الأحداث المؤلمة.
قصف متحف خان يونس:
شيد متحف خان يونس بجهود ذاتية من أهالي غزة، وينقسم إلى قسمين، قسم للآثار يضم قطعًا تعود لعصور ما قبل التاريخ ووصولاً إلى العصر الحديث. تعرضت العديد من القطع الفخارية الأثرية التي فقد بعضها إلى الأبد إلى التحطم، ويمكن معالجة بعضها بالترميم. يضم المتحف قسمًا آخر للتراث يحتوي على آلات خشبية وأدوات زراعية وأزياء فلسطينية تعود إلى ما قبل عام 1948. تضررت هذه القطع الثمينة بشكل كبير بفعل القصف، ويبقى حجم الأضرار غير معروف حتى الآن.
مسجد هاشم:
تعرض مسجد هاشم للتصدع جراء القصف المتكرر، ويحمل هذا المسجد أهمية تاريخية كبيرة، حيث يُعد مكان دفن جد الرسول – صلى الله عليه وسلم – هاشم بن عبد مناف. تصدعت جدرانه بفعل القصف، ولكن تظل قيمته التاريخية حية. كما تضررت جوامع أخرى في غزة، مثل جامع الشيخ زكريا وجامع الشمعة وجامع الشيخ عبد الله، وكلها تحمل تاريخًا غنيًا.
خسائر الآثار والتراث:
تشتمل خسائر غزة على 12 متحفًا يحتوي على 12 ألف قطعة أثرية، شُيدت جميعها بجهود ذاتية من أهل غزة بهدف الحفاظ على تراثهم. تعرضت هذه المتاحف لأضرار متفاوتة نتيجة للقصف، وقد ترك البعض منها دون حراسة أو متابعة، مما أدى إلى تدهور الحالة الأمنية لهذه المقتنيات الثمينة.
في النهاية، تظل هذه الهجمات الوحشية على التراث والثقافة في غزة مأساوية، حيث تفقد المنطقة جزءًا كبيرًا من هويتها وتاريخها العريق.”
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم