سعاد سليمان
سؤال يطرحه فيلم ” رحلة يوسف ”
الذي يعرض حالياً في سينما كندي طرطوس ..
رحلة يوسف الذي اجبر عليها هو ومن معه ..
يوسف ” ايمن زيدان ” الممثل العريق .. في الفيلم هو الجد الذي يحتضن زياد ابن ابنه ، دون بقية أسرته الذين ارتحلوا …
زياد الشاب اللطيف الذي يهوى صبية هي جارته .. بلا ام ولا اب سوى خالتها ..
وحين يشتد الصراع تتبعثر العائلات ، تتفرق ، وملك الموت يغلب ..
يضطر زياد وجده والصبية التي يهوى وخالتها التي تضمها وقد مات اهلها ولم يبق غير الخالة مأوى وملاذ ..
حين يشتد الصراع .. صراع الدين ، والدنيا ، ومتاهات ، وتدابير عرفناها ، ولمسناها ، وشاهدنا بعضها خلال سنوات الحرب التي مرت علينا نحن السوريين …
ومعسكرات الذل حيث الهجرة سبيل بعد هجرة الوطن وقد كان الحضن الواسع والدافئ ، والحنون ، وصار ساحات للقتل ، للتدمير ، للخراب .. والحل الهروب .
فيلم ” رحلة يوسف ” قد يبكيك اذا كنت من أبناء منطقة صار فيها الجار عدوا لجاره ، وحمل السلاح لقتله ..
فالتعليمات صارمة في هذا المجال ولا مساومة ..
أما العادات المخفية المتوارثة فيظهرها الفيلم ببساطة ، وبكل ما تحمله من جهل ، وحقد ، ولؤم .
التحرش الجنسي ، الانحلال الأخلاقي ، ولبس ثوب الدين ، والقتل منتهى الطريق ، وأما الموت فهو الحل النهائي في الفيلم ، وفي واقع الحياة .
رحلة يوسف صور للإنسان العربي حيث كان .. صور مؤلمة بل قاتلة .. فالبقاء للأقوى ، وليس للأفضل .
بقي ان أذكر أن الفيلم من انتاج المؤسسة العامة للسينما عام ٢٠٢٢ ، ومن إخراج جود سعيد وهو فيلمه العاشر الذي يحكي حكاية الواقع ، وقد عشناه ورأيناه بأعيننا .
الفيلم من بطولة أيمن زيدان الجد الوفي ، وبمشاركة الفنانين الذين اتقنوا لعب ادوارهم كما اتقنوا اللعب بمشاعرنا كمشاهدين بدءًا من الطفل الملقب ” أبو شادي ” ضحية الفجور المعلن ..
فنانون أبطال : ربى الحلبي ، سامر عمران ، وائل زيدان ، سيرينا محمد ، وائل أبو شعر ، جواد السعيد ، أحمد الدرويش ، حيان بدور .
قصة الفيلم قصة حب في مخيم للاجئين في لبنان ، ومحاولات فاشلة في انقاذ الحفيد ، وابنة خالة واكتشاف موهبة للشاب في لعب كرة القدم ، وألم مديد عبر ظروف عيش قاسية ، وصور للبقاء عبر نكش القمامة ، وبيع الجسد ، وابتسامة فوق ثغر الألم .. رغم كل المشاهد المؤلمة ، فالواقع مرير ، ورحلة يوسف كانت النموذج والمثال ..
لا بد ان تبكيك كمشاهد ، أما الموت فنهاية متقنة !!
رحلة يوسف فيلم يعرض في الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر كل يوم بصالة سينما الكندي بطرطوس ضمن حضور مميز للمهتمين بالشأن الثقافي والفني وهم قلة للأسف .
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز٢)