أ.د: حيان احمد سلمان.
أبدأ بسؤال وأحيانا الأسئلة تتضمن دلالات أكثر من الأجوبة، وأسأل وبعد انتهاء اجتماع ( منتدى الاتحاد من أجل المتوسط ) هل تقمصّ ( جوزيب بوريل ) الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية دور وشخصية (بول جوزيف غوبلز) منظر النازيّة ووزير دعاية ( هتلر ) في الحرب العالمية الثانية ، وانتحر سنة /1945/ بعد هزيمة النازية والفاشية وقبل انتحاره مع أولاده الستة واستمرارا لفاشيته كتب على ورقته الأخيرة ( إني أقدم على هذه الخطوة حتى لا يهان ابنائي أمام الروس بعد وفاتي )؟!، وهو الذي سبب بقتل الملايين تحت شعاره ( اكذب – اكذب حتى يصدقك الناس ). ومنتدى البحر الأبيض المتوسط تأسس سنة /2008/ ويضم ا /42/ دولة وهي ( دول الاتحاد الأوربي البالغ عددها 27 دولة و15 دولة أخرى ) علما ان الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط هي /23/ دولة !!!، وعقد المنتدى اجتماعه بتاريخ 28/11/2023 في ( إسبانيا ) وتم الإعلان عن( اليوم الدولي للبحر الأبيض المتوسط ) بهدف تعزيز الهوية المتوسطية وتغيب ممثل (الكيان الصهيوني ) بسبب الاتهامات الدولية بشأن غزة وخاصة تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية السيد ( بيدرو سانشيز ) حول ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية على ارضها المحددة بتاريخ 4/6/1967 وخروج الاحتلال الاسرائيلي منها وبما ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة ،واعتبر القادة الصهاينة بأن هذه التصريحات هي دعما للإرهاب ؟!، علما ان الكيان الصهيوني قام على الإرهاب والقتل والاحتلال والاستيطان بدا ذلك واضحا في حربه وعدوانه على ( غزة هاشم والضفة وسورية ولبنان ) وغيرها ، فماذا سيقول قادة الاتحاد من اجل المتوسط وهم يرون التدمير البربري الفاشي على غزة وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير المؤسسات المدنية ودور العبادة والمستشفيات والمدارس …الخ ، وتؤكد الاحصائيات أنه كل /10/ دقائق يقتل طفلا ، مع الإشارة إلى ان الكيان الصهيوني لم يحقق أي هدف من أهدافه العسكرية ويرفض دعوة العالم كله بشكل عام والاتحاد الأوروبي بشكل خاص حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية عبر حل الدولتين وعلى كامل الأرض الفلسطينية ورفض كل المطالبات بإيصال المساعدات الكافية إلى غزة ؟! ،وماذا سيكون موقف قادة الاتحاد من اجل المتوسط وهم يرون إرسال أحدث أنواع التقنية العسكرية التدميرية لدعم الكيان الصهيوني الذي ينتقدونه ظاهريا أم انهم يعرفون بأنهم يمارسون النفاق السياسي والاقتصادي وحتى الأخلاقي ،وهم يرون وسائل القتل والتدمير تأتي لدعم الكيان فهل تحولت غزة إلى ( دولة غزة العظمى ) ؟!، ولا سيما بعد وصول حاملتي طائرات أمريكية متطورة ( يو إس إس ايزنهاور – فورد ) وعليهما /10/ ألاف بحار و سفينتين حربيتين بريطانيتين وطائرات وثلاث مروحيات من طراز “ميرلين” وطائرتين مسيرتين ألمانيتين من طراز “هيرون تي بي…الخ ) إنهم يكررون تاريخهم الاستعماري، أم أنهم تحسسوا الخطر على مصالحهم الاقتصادية في المنطقة التي تمتلك اكبر احتياطي في العالم من الوقود الاحفوري( 52% من النفط و48%من الغاز ) و بدأوا يحسبون حساب تغير المعادلات الدولية وتأثير البحر الأبيض المتوسط عليها ولا سيما أنه حسب منظمة التجارة العالمية بأنه في سنة /2022/ نقلت السفن التجارية أكثر من /30/ تريليون دولار وهذا البحر يتوسط القارات ( أفريقيا واسيا وأوروبا ) وتم مؤخرا وحسب المعلومات الامريكية انه يحتوي وحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية سنة /2010/ على اكثر من /122000/ مليار م3 من الغاز مقابل سواحل (سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة وغزة وتركيا وقبرص) ، وأكثر من /107/ مليار برميل من النفط ، وبالتالي فهو اكبر خزان عالمي للوقود الاحفوري عماد النهضة الاقتصادية العالمية ،وهو شريان النقل البحري العالمي وهو أرخص أنواع النقل الدولية ، والبحر المتوسط بمساحته التي تتجاوز /2،5/ مليون كم2 يتصل غربا مع المحيط الأطلسي عن طريق مضيق ( جبل طارق ) وشرقا مع بحر ( مرمرة ) عن طريق مضيق ( الدردنيل) وبالبحر الأسود عن طريق ( مضيق البوسفور ) ومع البحر الأحمر عن طريق ( قناة السويس ) التي يمر عبرها اكثر من /12%/ من التجارة العالمية ، كما ان العدوان على غزة شكلّ خطرا اقتصاديا على الدول الغربية ( أمريكا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا المنسحبة منه سنة /2020/ ) وخاصة المشروعين [ قناة بن غوريون الصهيونية البديلة عن قناة السويس ومشروع الممر الهندي إلى القارة الاوربية عبر فلسطين المحتلة ]؟، وهنا نشير إلى أن الاتحاد من اجل المتوسط يضم دولا ليست متشاطئة معه ومنها مثلا [ الأردن والبرتغال وسان مارينو ومدينة الفاتيكان ومقدونيا وصربيا] وغيرها، وإنما انضمت بسبب مناخها المتوسطي وروابطها الثقافية وتعزيز الشراكة ( الأورو متوسطية ) ، وهنا نسأل لماذا استبعدت (سورية) التي تطل على البحر بطول يزيد عن /183/ كلم ؟! ،وكل من حضر مؤتمر الاتحاد يعرف أن سورية تتعرض لإرهاب اقتصادي من ( عقوبات وحصار ) مفروضين من طرف واحد ومخالفين للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ، وهذا كان هذا استجابة للإملاءات الامريكية والاوربية ، و سورية تحارب الإرهاب الداعشي وجبهة النصرة المدعومين من الكيان الصهيوني وهما وجهان لعملة واحدة ، إن مايجري في غزة حاليا يوضح ماجرى ويجري في سورية من تاريخ 15/3/2011،فالاتحاد الأوروبي يمارس النفاق والكذب كما اكد السيد الرئيس ( بشار الأسد في مقابلة مع محطة ( روسيا اليوم ) وفي القمتين العربية والإسلامية في السعودية بتاريخ 11/11/2023 حيث قال سيادته [ لأنه لا وجود لشريك ولا لراع ولا لمرجعية، ولا لقانون، ولأنه لا يمكن استعادة حق، والمجرم أصبح قاضياً، واللص حكماً وهذا هو حال الغرب اليوم] .
(سيرياهوم نيوز ١-الكاتب)