اصطدم بأشخاص سلبيّين تنهشهم الطاقة التشاؤميّة لدرجة أنهم يبعثون الهمَّ والغمَّ والتوتر فيمن حولهم لكثرة ما يتذمّرون ويندبون من دون أن يبادروا لفعل ما ينقذ أرواحهم وأرواح من يتقاسمون معهم العيش في البيت أو العمل أو الوطن!.
لكن الفعل الإيجابي يستدعي فعلاً إيجابياً آخر، أو كما يقول أجدادنا «الشغل بيجرّ شغل»، حتى لو كان في أبسط الأفعال أو الحركات؛ كالابتسامة في وجه الآخرين، أو أن تقدم/تقدّمي هديّة مفاجِئة لزوجتك/لزوجك من دون مناسبة، أو أن تفرح صديقاً بشيءٍ يحبه ولا يتوقعه… المهم ألا نبقي على تلك الطاقة السلبية التي تُسببها لنا الحياة المعيشية والتي أعلم تماماً -كما تعلمون- أنها مثل “بحصات” صغيرة داخل الحذاء تمنعنا من المشي فكيف بالابتسامة.
لكن ربما لهذا السبب بالضبط خلقت وألِّفت الحكايات:
يحكى أن حكيماً جمع أولاده ذات يوم بعد أن رأى ما أحاط بهم من بلاء بسبب تقاعسهم وقلّة حيلهم وإهمالهم؛ بينما هم يتذمّرون طوال الوقت من حظّهم السيئ ومن أن الآخرين الحسودين يمنعونهم من النجاح في أعمالهم وشؤون حياتهم.
حين وصلوا إلى بيت والدهم أشار عليهم أن يدخلوا إلى غرفة ليتعرّفوا إلى الشخص الذي يعوق تقدّمهم في الحياة، دخلوا فوجدوا (تابوتاً)، ودهشوا لمّا رأوا في داخله مرآة كبيرة تعكس صورَ وجوههم، وأدركوا ما أراد والدهم أن يعرفوه: فالإنسانُ عدوُّ نفسِه، وهو مَنْ يودي بها إلى الهلاك…. أو إلى قطعة جنّة خاصة به وسط كل هذا الجحيم.
(سيرياهوم نيوز-تشرين)