أثار الاجتماع الأخير للفريق الحكومي المعني باتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة للتصدي لفيروس كورونا آراء متباينة.. خاصة فيما يتعلق بالحث والتأكيد على ارتداء الكمامة تحت طائلة المسؤولية في مختلف المؤسسات والأماكن العامة.
بالتأكيد لا نستطيع الاستخفاف بحجم ما قد تسببه الكمامة إذا ما غابت عن الاستخدام في الأماكن المزدحمة وغيرها.. وهذا ما يضعها ضمن الأولويات في التعامل اليومي في زمن الكورونا.. فما بالكم إذا ما علمتم أن كبرى شركات السيارات وغيرها في العالم تحولت في عملها إلى إنتاج الكمامات، وفعلاً هذا ما حدث في الصين عندما قررت أن ترفع عدد الكمامات المنتجة يومياً والمقدر قبل الزيادة بـ15 مليون كمامة يومياً.
لا نشك أن الكمامة ضرورية ومهمة لاستمرار ممارسة الحياة الطبيعية في الأماكن العامة وفي الفعاليات المختلفة والحفظ على وقف تمدد وانتشار الوباء، لكن ما يثير التساؤل هو عن بقية الإجراءات وهل يكفي أن ندعو إلى ارتداء الكمامة التي ما إن أعلن عن رسمية استخدامها في مختلف الأماكن حتى ارتفع سعرها مباشرة.
نعم نحتاج لتعاطي دقيق مع فيروس كورونا المنتشر بمنحى تصاعدي، لكن نحتاج بالتوازي مع ذلك لتطوير التعاطي مع هذا الفيروس وتغيير آليات العمل المختلفة لتصبح أكثر تناغماً بما يتناسب مع الحد من انتشار الفيروس، سواء ما يتعلق بالنواحي الاقتصادية أو الاجتماعية أو التعليمية.
ومرور الوقت دون تطوير الآليات والبحث عن الحلول والاكتفاء بالدعوة لارتداء الكمامة وتحقيق التباعد المكاني، تلك إجراءات من المفترض أن نكون قد تجاوزناها مع مضي عام على بدء انتشار الوباء، وانتقلنا إلى تجاوز منعكسات هذا الوباء المتناغم مع الحصار الاقتصادي والفساد في التأثير على الحالة المعيشية للمواطن.
(سيرياهوم نيوز-الثورة)