ماذا يريد المصريون من الرئيس عبد الفتاح السيسي في فترة رئاسته الثالثة؟
سؤال فرض نفسه بعد ساعات قليلة من انتهاء المارثون الانتخابي، وسط توقع لإعلان فوز السيسي يوم الاثنين المقبل بنسبة كبيرة.
خبراء ومحللون اجتهدوا وقدموا رؤى رأوها مطلوبة من الرئيس السيسي في فترة رئاسته الجديدة.
فماذا قالوا؟
د. ناجح إبراهيم قال إن من أفضل ما قدّمه «السيسى» لمصر عبر السنوات الماضية استتباب الأمن فى ربوع مصر، وضبط الحدود البرية بطريقة محكمة من الشرق والغرب والجنوب، واستتباب الأمن ليس سهلاً، وليس كلمة تقال، بل هو نتاج جهود جبارة
بذلها رجال مخلصون قدموا أرواحهم رخيصة فى سبيل الله ووطنهم.
وأضاف إبراهيم أنه يحسب للرئيس السيسي عدم اندفاع الدولة المصرية لدخول أى مواجهة مسلحة أو حروب مع أى بلد آخر، وتجنيب مصر ويلات الحروب التى دمرت اقتصاد مصر من قبل، إذ تجنب «السيسى» الدخول فى مواجهة مسلحة مع إثيوبيا واستفاد من الدرس القاسى الذى أخذته مصر من الحرب فى اليمن أيام الرئيس ناصر، وتجنب أيضاً مواجهة مسلحة فى ليبيا وغيرها، مشيرا إلى أن الحروب ليست لعبة وليست نزهة وليست مجالاً للاستعراض الإعلامى أو الدعائى.
وعما ينتظره المصريون من السيسي، قال إبراهيم إن الشعب المصرى ينتظر الكثير، وله آلامه التى يتمنى زوالها، وأحلامه التى يتمنى تحقيقها، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر: – عدم رضا الناس عن الوضع الاقتصادى المصرى، وعدم رضاه عن الدولرة وربط الاقتصاد المصرى بالدولار، ويرجو إيجاد حل حاسم وسريع للوضع الاقتصادى المصرى داخلياً.
– لجم الأسعار التى تتزايد بمعدلات مجنونة وغير منطقية وبطريقة غير مسبوقة فى تاريخ مصر، فلا يمكن أن تزيد الأسعار كل عدة أشهر وبتحرك ومؤشر سريع ومرتفع، كانت الأسعار قديماً ترتفع بمعدل بسيط جداً كل عدة أعوام، لا يمكن أن تكون اللحوم، والأسماك، والدواجن، والزيوت، والسكر، والأرز، وغيرها من أساسيات المائدة المصرية، بهذا الارتفاع الجنونى الذى أثقل كاهل كل مصرى على كل المستويات، ارتفاع الأسعار يؤرق كل بيت مصرى.
– حل مشكلة البطالة التى تزايدت فى السنوات العشر الأخيرة بشكل غير مسبوق، ما أدى لمشاكل اجتماعية تؤثر على الأمن القومى المصرى، فلا زواج، ولا استقرار أسرى، ولا علاج لتمزق الأسر ووقف دوامة الطلاق إلا بعلاج أزمة البطالة.
– إعادة الاعتبار للصناعة المصرية وضخ الدماء مجدداً فى شرايينها لأن مصر كانت رائدة فى الصناعة قديماً ثم انطفأ نور مصانعها.
– إعطاء دفعة حقيقية للقطاع الخاص الزراعى والصناعى والخدمى، فهو المنقذ الحقيقى للاقتصاد المصرى، وإزالة كل القيود التى تكبله وعدم منافسة القطاع الحكومى له إلا فى المشاريع الاستراتيجية التى تحتاج لثقل الدولة وقوتها الاقتصادية والمؤسسية.
– وضع حل جذرى لشيوع المخدرات وانتشارها وكثرة بيعها وتجارتها وإدمانها بشكل غير مسبوق وعزز ذلك حالات الإحباط المتولدة لدى الشباب من عدم الزواج والبطالة وكثرة الطلاق وغيرها، وكلها تغذى الآخر بطريقة استرجاعية، وأنا شخصياً أثق فى قدرة الدولة المصرية على هذه المعضلة إن تفرغت لها وأعطتها الأولوية القصوى.
– أن يكون لمصر دور حاسم فى المستقبل لحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً على أساس الدولتين وحدود 5 يونيو عام 1967، ومساعدة الشعب الفلسطينى على نيل حقوقه المشروعة بطريقة سلمية، ومساندته فى إقامة دولته المنشودة ودعم هذه الدولة الوليدة فى حسن إدارتها.
مصر فى قلب الحدث
من جهته قال د.أحمد سالم أستاذ الفلسفة بجامعة طنطا إن مصر فى قلب الحدث مهما قيل؛ لأن تأثيرات الحرب على مصر واضحة سواء فى السياحة أو تأثيرات مايحدث من قبل اليمن على الملاحة العالمية ،وهذا وذاك من مصادر الدخل القومى بالعملة الصعبة.
وأضاف أنه على الجانب الآخر فإن غزة فى معركتها لاتحارب فقط من أجل حقوقهم ،بل غزة هى ظهير مصر ،وحائط الأمن وانتصار غزة فى هذه المعركة ،هو مطلب للأمن القومى المصرى.
وقال إن العرب الآن يطرحون بتوجيه امريكى بإعادة إعمار غزة وتحويلها إلى دبى على ساحل المتوسط ، مشيرا إلى أنه في هذه الحالة يستطيع اليهود والخليج فتح ممر مباشر لهم على البحر المتوسط يغنيهم عن قناة السويس ، ومن السهل أيضا بناء قناة موازية لقناة السويس ، ومن ثم يؤثر سلبيا على مصر.
واختتم مؤكدا أننا مهما قلنا عن ٧ أكتوبر ، فإن المنطقة سيعاد إنتاجها من جديد بحيث تكون ماقبل ومابعد ٧ أكتوبر، داعيا مصر أن تبحث عن مصالحها فى ظل سيناريو الآن يتم التخطيط له من عدة قوى عالمية.
في ذات السياق دعا د.جمال زهران أستاذ العلوم السياسية إلى إدراك أن العدو الصهيونى يصر على ترسيخ مشروعه الاستعمارى من النيل إلى الفرات، وبدلاً من التراجع عن ذلك، يقوم نيتانياهو – رئيس الحكومة بتسليم الأسلحة إلى المستوطنين لقتل الفلسطينيين عمداً، فى إطار نهج التطهير العرقى، والاستمرار فى تنفيذ مشروعهم الموجود بخريطة خلف مقعد رئيس الكنيست الصهيوني.
وأضاف أن علينا فضح هذا المشروع سياسياً واقتصادياً عبر توعية بالقضية الفلسطينية فى التعليم والثقافة والإعلام، تعزيزاً للأمن القومى المصرى، والعربى.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم