واشنطن قلقة من فشل إسرائيل في القضاء على حماس بالسرعة التي راهنت عليها. حول دخول إدارة بايدن في مأزق دبلوماسي وعسكري، كتب يفغيني أوميرينكوف، في “كومسومولسكايا برفدا”:
أدت الخلافات “الجوهرية” المعلنة بين واشنطن وتل أبيب حول مستقبل قطاع غزة إلى القول بأن الحرب الفلسطينية الإسرائيلية الحالية “تسببت” تقريبًا في “استفزاز” أقرب حلفاء أمريكا. يقولون إن الأمريكيين غير راضين عن الإجراءات مفرطة القسوة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي.
لكن خبر موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على بيع قذائف 120 ملم للحكومة الإسرائيلية بقيمة تزيد عن مائة مليون دولار بدد بصورة نهائية الإشاعات حول “خلاف” بين واشنطن وتل أبيب. فالتحالف بينهما مصون لأنه مفيد للولايات المتحدة، حتى لو تظاهر وزير الخارجية بلينكن بذرف الدموع أحيانًا على السكان المدنيين الفلسطينيين المحتضرين.
ولكن ما لا يمكن تجاهله حقًا في العلاقات بين الحليفين هو الكيفية التي وجهت بها تصرفات إسرائيل في غزة ضربة قوية لمساعي الولايات المتحدة بالهيمنة على العالم و”القيادة الأخلاقية”. فـ “تحت أنقاض غزة، دُفنت أخيراً الحجج الأخلاقية الأمريكية الضعيفة للهيمنة الإمبريالية”، هذا هو الاستنتاج القاسي للغاية الذي توصلت إليه مجلة UnHerd البريطانية. ولكن الأمر لا يتعلق فقط بالحجج الأخلاقية: فأميركا لم تعد قادرة على حماية العالم الذي خلقته على صورتها ومثالها.
من الصعب اتهام كاتب المقال باللغو. فهو يدعم موقفه بأدلة مقنعة تماما. ولم يكن لدى إسرائيل أي شك في أن أمريكا ستحميها بكل قوتها من التهديدات الخارجية إلى حد أن “البلدين كانا متشابكين معًا بخلافات مدمرة”. ولذلك، فإن الجانب الخاسر في الصراع الحالي، كما يرى الكاتب، لن يكون تل أبيب فقط. بل “بحسب المسؤولين الأمريكيين، الضغوط الدولية والمحلية ستجبر بايدن قريباً على المطالبة بوقف إطلاق النار. ومع ذلك، فإن إنهاء الأعمال القتالية قبل القضاء على العدو بالكامل سيُعد في جميع أنحاء العالم انتصارًا لحماس وهزيمة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة”. (روسيا اليوم)
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم